متابعة بتجــــــــــــرد: يعد معبد الكرنك واحدا من أهم المعابد المصرية، ومن أعظم ما شيده ملوك مصر الفرعونية، لما يمثله من سجل تاريخي حافل للحضارة المصرية منذ عصر الدولة الوسطى إلى العصر البطلمي لفترة تصل إلى حوالي 2000 عام تقريباً.
من جهته، أوضح نصر سلامة، خبير الآثار، لـ”العربية” أن هذا المعبد يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل بمدينة الأقصر، جنوب مصر. وترجع تسميته الحالية إلى الفتح العربي لمصر، حيث أطلقوا عليه اسم “خورنق” بمعنى القرية المُحصنة ثم تحور الاسم إلى الكرنك. أما الاسم القديم فكان “بر آمون” أي بيت أمون.
كما أطلق عليه المصريون القدماء اسم “إبت سوت” الذي يعني “البقعة المختارة لعروش آمون”، حيث كرس لعبادة “آمون” بمصر الفرعونية، رأس ثالوث طيبة المقدس مع “موت” و”خونسو”. وهى مجموعة من معابد وعناصر معمارية قام بتشييدها ملوك مصر القديمة بداية من عصر الدولة الوسطى وصولاً للعصر البطلمي، ويحيط به سور ضخم من الطوب اللبن، ويتقدمه مرفأ جهة الغرب.
ويضم الكرنك معبد “موت” الذي يمكن الوصول إليه من خلال طريق الكباش الشرقي من الصرح العاشر لمعبد الكرنك، ويحيطه من الشرق والجنوب والغرب البحيرة المقدسة.
وتابع نصر: يعد الملك “سنوسرت الأول”، وهو أحد ملوك الدولة الوسطى، أول من قاموا بالبناء في هذا الموقع ثم تبعه باقي الملوك الذين يصل عددهم لحوالي 30 ملكاً.
وفي قلب هذه المعابد توجد البحيرة المقدسة التي أقامها الملك “تحتمس الثالث”، حيث كان الملوك والكهنة يغتسلون من مائها قبل بداية المراسم الدينية، ويوجد على جانبي البحيرة مقياسيين للنيل. كما تم الكشف حديثاً عن حمامات بطلمية و رومانية أمام الصرح الأول.
ويبدأ المعبد بصرح فناء فيه عدة تماثيل “سخمت” التي تصور على هيئة سيدة برأس لبؤة وهي صورة من صور “موت”.
كما يتقدم هذا المعبد طريق الكباش، وهو عبارة عن صفين من التماثيل يمتد لحوالي 2 كيلو ونصف، ويقع خلف بوابة المعبد فناء “آمون رع”. ثم صالة الأعمدة التي ترجع إلى عصر الأسرة الثامنة عشر، ويوجد بها 134 عمودا أسطوانيا، وتنتشر مجموعة من المعابد والمقاصير داخل معبد الكرنك، منها معبد “آمون رع” ومقصورة موت التي ترجع إلى الملكة “حتشبسوت” ومقصورة “مونتو” و”بتاح” و”خنسو”.
كان هذا المعبد مكرساً لـ”موت” زوجة “آمون رع”، وأضاف إليه الملوك عدة إضافات حتى عصر البطالمة. ويضم المعبد داخل أسواره معبدين صغيرين، كرس الأول لـ”خونسو”، ويرجع إلى عهد الأسرة الثامنة عشرة، بينما كرس الثاني لعبادة “آمون” ويرجع لعصر “رمسيس الثالث”.