أخبار عاجلة
الصحافة تنتصر للزوجة المعنَّفة.. قضية جوني ديب نموذجًا

الصحافة تنتصر للزوجة المعنَّفة.. قضية جوني ديب نموذجًا

متابعة بتجـــــــــــــرد: خسر النجم الهوليوودي المحبوب جوني ديب دعوى التشهير التي رفعها ضد صحيفة الصن البريطانية، بعد مقال كتبه المحرر التنفيذي في الصحيفة دان ووتون، وصف فيه بطل “قراصنة الكاريبي” بـ”ضارب الزوجة”، معدداً في مقاله 14 حادثة تعنيف تعرّضت لها زوجة ديب السابقة الممثلة آمبر هيرد.

ووصفت صحيفة الصن القرار الصادر بأنه انتصار للصحافة والحرّيات، بينما اعتبر فريق ديب القانوني في بيان أنّ القرار متحيّز بقدر ما هو محير، مؤكداً سيره في استئناف القرار بعدما رأى أنّ القاضي في المحكمة العليا بلندن اعتمد في قراره على شهادة هيرد، وتجاهل الأدلّة المضادة التي قدّمها ضباط الشرطة والأطباء ومساعدها السابق والشهود. أما فريق آمبر القانوني فاعتبر أنّ عدم تكذيب القاضي الادعاءات التي وردت في المقال، وفيها أنّ ديب اعتدى لفظياً وجسدياً عليها 12 مرة، لم يكن مفاجئاً.

الصحافة تحاكم المعنِّف

اللاّفت أنّ القضية لم تكن مجرّد خبر على صفحات وقنوات أخبار الفنانين، بل تجاوزت ذلك لتتحول الى قضية رأي عام، خصوصاً أنها تربّعت عرش الترند مع تصدّر اسم جوني ديب “تويتر” في عز الاستحقاقات العالمية من الانتخابات الأميركية وانتشار جائحة كورونا، اذ طالب جمهور ديب بتحقيق العدالة لممثلهم ووضعه في خانة المعنَّف وليس المعنِّف.

فهذه المرة، شهدنا دخول الصحافة كطرف أساسي في قضية العنف المنزلي ودفاعها عن الزوجة المعنَّفة، وهنا عاد وتربّع دور السلطة الرابعة في ممارسة دور التوعية والرقابة أمام العالم في ما خص قضيّة اجتماعية. وما حصل لم يكن انتصاراً كما وصفته “الصن” لمنطق الصحافة والحريات فحسب، إنّما لكل من يتعرّض للعنف الأسري سواء المرأة أو الطفل، هو دفع جديد للوقوف إلى جانب هذه القضية التي لا نزال نشهد على فظائعها خلف أسوار المنازل، وحدث هذه المرة أنّ بطليها هما نجم عالمي محبوب وممثلة جميلة.

وانقسم الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بين مدين لأفعال ديب “المضطربة” خلال علاقته بهيرد، ومن اعتبر أنّه ظُلم وتعرّض هو الآخر للتعنيف، حتى إنّ البعض دشّن “هاشتاغ” وصف فيه آمبر هيرد بـ”الزوجة الضاربة”، مؤكدين أنّ نجمهم المفضل تغيّرت حالته النفسية بعدما تعرّف عليها نتيجة ما تعرّض له من تعنيف جسدي ونفسي. وأمام هذا الانقسام، كان لافتاً توحّد صوت الصحافة وعدم تعاطفها مع ديب، إذ عمدت أهم الصحف البريطانية بعد خسارة ديب دعواه ضد “الصن” إلى الإضاءة على سماته السيّئة من إدمان على المخدرات والكحول التي أفقدته وعيه وحوّلته “وحشاً” لم يرحم هيرد. وانضمّت الجمعيات المناصرة لحقوق المرأة إلى صوت هيرد وأبدت تعاطفاً كبيراً معها منذ كشفها للمرة الأولى تفاصيل حياتها المرّة مع ديب.

ديب وواينستن

خسارة ديب الدعوى في بريطانيا لم تجلب الحزن له فحسب، بل شكّلت صدمة لصنّاع الدراما، معتبرين أنه لو لم يكن متأكداً من صدقية ودقّة الأدلة التي يملكها لدحض المزاعم التي وردت في الصحيفة لما رفع هذه الدعوى، بينما رأى آخرون أنّ ديب لم يكن أمامه سوى هذا الخيار، لا سيّما أنّ لقب “ضارب الزوجة” شكّل له إزعاجاً كبيراً، فاضطر لمواجهة الصحافة، إلى أن جاء قرار القاضي ليعطي اللقب الصحافي نوعاً من الصفة القانونية، فخسر ديب جزءاً كبيراً من سمعته وبات مهدداً بالافلاس. فهو خسر خمسة ملايين جنيه استرليني في دعواه مع “الصن” وتنتظره ملايين الدولارات لإنفاقها في معركته المقبلة مع هيرد في مارس المقبل، وهذه المرة في المحاكم الأميركية بعدما رفع عليها دعوى تشهير على خلفية مقال رأي كتبته في صحيفة واشنطن بوست، تتحدث فيه عما تعرّضت له من إساءة خلال علاقتها بديب.

قضية تعيدنا الى نجاح الصحافة العالمية في إزالة إمبراطورية المنتج الهوليوودي هارفي واينستن عندما كشفت ممثلات عالميات عن تعرّضهن للمضايقات والتحرش الجنسي من قبله عبر مقالات رأي نشرت في أهم الصحف العالمية، إضافة إلى أخطر التفاصيل التي نقلتها هذه الصحف عن شاهدات كنّ ضحيات واينستن، وها هو اليوم يمضي عقوبته في السجن.

ويأتي قرار معاقبة ديب تزامناً مع إحصائيات رسمية تظهر ارتفاعاً كبيراً في نسبة العنف الأسري في العالم، وهي وصلت إلى مئة في المئة في لبنان وفق بيانات قوى الأمن الداخلي. فإعلاء الصوت بات ضرورياً تفادياً لسقوط طفل أو امرأة أو حتى رجل ضحية للعنف.

إلى الأعلى