حين يتم ذكر إسمها يتّفق الجميع على قاعدتها الجماهيرية الواسعة التي تمتدّ على كافة الدّول العربيّة وتتعداها إلى العالمية، فهي النجمة اللبنانية إليسا التي تخطت بنجاحها كل الحواجز وبنت لنفسها عاموداً فقرياً صلب على الساحة الفنيّة لا يتأثر بعواصف وإعصارات على حيلها، لا بل يرفض الإنحناء مقابل أي ثمن.
خلال مسيرتها الفنيّة، ومن تابعها منذ بداياتها يعلم جيداً أنها قد تكون الوحيدة التي غرّدت خارج السرب فخلقت وبموهبتها الصارخة مساراً خاصاً بها يميزها ويختلف عن كل ما أصبح مستهلكاً، فتوجها الجمهور ملكةً للإحساس، وأحدثت زوابع في أسواق الكاسيت والأسطوانات على مدار سنوات عديدة حيث أن ألبوماتها الخمس الأخيرة حققت أعلى نسب في المبيعات وحطّمت أرقاماً من الصعب لا بل المستحيل تحقيقها خاصةً في ظلّ الكساد الذي تشهده الساحة الفنية في عصر التكنولوجيا والقرصنة، فحازت على الـ World Music Award على مدار ثلاثة أعوام وتعتبر اليوم من أقوى المرشحات للفوز بالجائزة العالمية عن آخر ألبوم لها “أسعد واحدة” في حال أقيم الحفل.
نعود اليوم إلى هذه الإنجازات التي رسخت في قاموس الموسيقى العربية، تحت عنوان عريض وهو “إليسا” رغم أننا نعلم جيداً أن الصغير والكبير لا يزال منذ تحقيقها وحتى اليوم يستذكرها لأن وقعها وحده لا يزول على مدار السنوات، لكنه كان لا بدّ من الوقوف عند هذه المرحلة الأرجوانية التي وصلت إليها إليسا في مسيرتها الفنيّة، فمتابعة الملايين لها عبر مواقع التواصل الإجتماعي إن كان تويتر (مليونين ومائة ألف متابع)، فايسبوك (ستة ملايين معجب)، إنستجرام (282 ألف متابع) بالإضافة إلى الأرقام القياسية التي تحققها أعمالها الفنية من أغنيات وفيديو كليبات عبر اليوتيوب ليست وليدة الصدف لا بل هي نتيجة لعمل ومجهود كبير بذلته إليسا ورافقها فيه جمهور راح يكبر ويكبر كلما كبرت مشاريعها وأصبحت نجاحاتها أوسع حتى اليوم حيث أصبح لا يقدّر بالأرقام تماماً كما أعمالها.
فإليسا وحدها خلال العام المنصرم حققت الملايين من المشاهدات عبر أغنيات ألبومها الأخير “أسعد واحدة”، بالإضافة إلى تخطي فيديو كليب أغنية “أسعد واحدة” التي صدرت منذ أقل من سبعة أشهر ما يناهز العشرة ملايين مشاهد وصولاً إلى آخر أعمالها المصورة “تعبت منك” الذي قارب مليونه السادس في فترة لا تتعدى الأربعة أسابيع.
بناءً على كل هذه النجاحات، الإنجازات والأرقام التي كانت يوماً خيالاً وأصبحت معها واقعاً من واجبنا كسلطة رابعة، أمننا الجمهور على قول الحقيقة ولا غيرها، أن نصفق لنجاحات إليسا حتى يتعب التصفيق من الصياح عالياً، فالصحافة هي نقلٌ للخبر، نقدٌ للإضاءة على الهفوات، ولكنها أيضاً كلمة حق تقال ولا يستطيع أحدٌ ردعها تماماً كشمس الصباح التي لا يخفيها غيمٌ فيبقى نورها يفترش كل ما يطلّ عليه.