إن كانت الدموع تعيدك، لكنت أغرقت العالم بكاءاً،
الثامن من شهر تموز/يوليو تاريخ لن ينساه كثر، ففي هذا اليوم توفي النجم اللبناني الشاب رامي شمالي في حادث مرّوع في مصر. رامي رحل وترك خلفه جمهور كبير، محبّين أوفياء لم يمرّ يوماً خلال السنوات الماضية إلاّ وتذكّروه كلٌّ على طريقته الخاصة، بصورة، تصميم، كلمة، ترنيمة، دعاء وصلاة، فبقي رامي حيّ في كل القلوب…
يقولون أن من يرحل لا يعود وأنّها سنّة الحياة ولكلّ شخص الحقّ في دنيا الحقّ ووحده ربّ العالمين يعلم بالأقدار، لكنهم نسوا أن الإنسان لا يرحل يوماً بل يبقى ويعيش في الذكرى التي تركها في نفوس كل من أحبّه حتى تتعب الحياة من العيش، وهذا هو حال رامي شمالي. أنا أعلم جيداً أن رامي يجلس الآن وفي هذه اللّحظات بالقرب مني وأنا أكتب هذه السطور وبالقرب من كل واحد منكم وأنتم تقرأون هذه الكلمات.
رامي لم ترحل، فقط ذهبت إلى مكان آمن بعيداً عن دموع الأرض ومعاناة الخطيئة، لكن عليك أن تعلم أن يوماً لم ننساك، ولن ننساك فأنت تعيش بيننا في كلّ مكان، نذكرك في صلواتنا كل يوم كلٌّ على طريقته وبأسلوبه. قد يكون نصيبك الرحيل رغم أن الحياة كانت تليق بك جدّاً، لكنك الآن بين أيدي القدير، وإن كنت لا تسطيع النهوض هنا على هذه الأرض فأنت تحلّق في دنيا الحقّ في جنات الفردوس جنات ربّ العالمين. ناديت الربّ وطلبت منه العون فكان لك مستجيب، ووسط التجارب حاربت ورغم الضعف كنت الهازم، بالإله وحده كنت قويّ، ألقيت همّك كل همّك عنده، فكان لك وحده العزاء.
أربع سنوات مرّت تماماً وكأنها ساعات، غيابك كان ولا يزال صعباً، ألم الرحيل وجرح الفراق لم يكن سهلاً فمرّت الأشهر وكأنها دقائق نبحث فيها بإسمك عن الحقيقة، واليوم نجدّد الوعد وأمام الملايين فقضيتك لن تنتهي رغم كل المحاولات قد لا نستطيع الوصول بالكلمات إلى إعادة حقّك المغتصب لكننا سنقوم بالمستحيل لكشف الخفايا. إيماننا بالله كبير، تماماً كما كان إيمانك وأنا أعلم جيداً أنك لا تبحث على هذه الأرض عن شيء فمن مجّدت إسمه طيلة سنوات حياتك حملك إلى دياره وانت الآن بقربه وهذا ما أردته منذ البداية.
رامي، قد أكون قد نسيت أنني أكتب وأمام الملايين لكن سامحني وانت تعلم جيداً عن كل ما يدور في بالي، أمس، اليوم وكل يوم في كل صلاة وكل أمنية لك اصدق الدعوات، أطلب لي ولنا فأنت أقرب منّا إلى ربّ العالمين اليوم، وتذكر دوماً “أنا لا اموت بل أدخل الحياة”.