تقرير جديد يكشف خفايا مقابلة ديانا الشهيرة.. تزوير وخداع وتستر استمر عقوداً

متابعة بتجــرد: أثار تقرير صحافي نشرته مجلة “بيبول” People موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أعاد تسليط الضوء على حجم الأكاذيب والخيانة التي تعرّضت لها الأميرة ديانا خلال حياتها، خاصة ما يتعلق بالمقابلة الشهيرة التي أجرتها عام 1995 مع برنامج “بانوراما” على قناة “بي بي سي”.
ووفق التقرير، فإن المقابلة التي جرى تسجيلها بسرّية داخل قصر كنسينغتون في 5 نوفمبر 1995، اتضح لاحقاً أنها قامت على خدعة كبرى. فقد خلُص تحقيق مستقل أجراه القاضي البريطاني اللورد دايسون عام 2021 إلى أن الصحافي مارتن بشير استخدم وثائق مزورة للتلاعب بديانا وإقناعها بإجراء المقابلة، في عملية حاول مسؤولون تنفيذيون في “بي بي سي” التغطية عليها لسنوات طويلة.
وألقى الأمير ويليام باللوم على تلك المقابلة في تعميق “خوف والدته وجنونها وعزلتها” وتدهور علاقتها بوالده الملك تشارلز.
تحقيقات استمرت 20 عاماً تكشف حقائق جديدة
ويؤكد التقرير أن الأميرة ديانا رغبت في إجراء المقابلة لأنها رأت فيها فرصة لاستعادة صوتها وسرد قصتها بشروطها، لكن الصحافي الاستقصائي آندي ويب أمضى نحو 20 عاماً في محاولات حثيثة لكشف الحقيقة كاملةً. وأدت جهوده إلى تغطية إعلامية واسعة ثم إلى دفع “بي بي سي” لفتح تحقيق دايسون، الذي يقول ويب إنه تجاهل عملية التستر التي قامت بها الهيئة على مدار 25 عاماً.
وفي عام 2024، أجبرت معارك ويب القانونية “بي بي سي” على نشر آلاف رسائل البريد الإلكتروني الداخلية، رغم استمرار حجب أجزاء كبيرة منها.
كتاب Dianarama يكشف النطاق الكامل للخداع
ويكشف كتاب ويب الجديد بعنوان “Dianarama: الخداع، الإيقاع، التستر – خيانة الأميرة ديانا” للمرة الأولى النطاق الكامل لتلاعب بشير بالأميرة، مستخدماً أساليب غير أخلاقية لإقناع شقيقها تشارلز سبنسر بأن مقربين منها يتجسسون عليها، بما في ذلك تقديم كشوفات مصرفية مزوّرة، والادعاء بأن الملك تشارلز كان يريد قتلها، وأن ساعة الأمير ويليام تحتوي على جهاز تنصّت.
وقال ويب لمجلة “بيبول”: “حياة الأميرة ديانا أصبحت بلا قيود، وكانت تمر بفترة عصيبة بين المقابلة ووفاتها. وهناك الكثير من المعلومات الجديدة التي أردتُ توثيقها في هذا الكتاب، فهو بمثابة مسودة أولى للتاريخ.
وأوضح أن ديانا كانت ترى في عمل بشير مهنيّة عالية، بحكم انتمائه إلى واحدة من أهم المؤسسات الإخبارية في العالم، خاصة أنها كانت في تلك الفترة تعيش حالة من الحذر الشديد بسبب انتهاك خصوصيتها، ومنها فضيحة “سكويدجي جيت” — المكالمة الهاتفية المسجلة سرّاً التي نُشرت عام 1992 — والتي جعلتها تشعر بأنها مراقَبة ومعزولة بشكل متزايد.
شهادات جديدة من سكرتير ديانا الخاص
وكشف سكرتير ديانا الخاص السابق باتريك جيفسون أن بشير استغل اللحظة المناسبة لعرض الكشوفات المزورة على سبنسر لإقناعه بأن أشخاصاً مقربين من الأميرة—بينهم جيفسون نفسه—يتلقون أموالاً للتجسّس عليها.
وقال جيفسون: “كانت في حالة من القلق المبرر. ليس جنون العظمة إذا كانت لديك أسباب معقولة للاعتقاد بأن هناك من يتآمر عليك.”
90 دقيقة غيّرت حياة الأميرة.. ومهّدت للطلاق
ويروي ويب أن ديانا أمضت 90 دقيقة في المطبخ مع بشير قبل التصوير، لمراجعة الأسئلة والتدرب على المقابلة التي أصبحت لاحقاً واحدة من أهم اللحظات الإعلامية في تاريخ العائلة الملكية، بعدما تحدثت فيها بصراحة عن علاقة تشارلز بكاميلا باركر بولز، وعن معاناتها من الشره المرضي، كما أكدت علاقتها بجيمس هيويت.
وأشار التقرير إلى أن تبعات المقابلة كانت سريعة وخطيرة، إذ أمرت الملكة إليزابيث خلال شهر واحد فقط تشارلز وديانا بالشروع في إجراءات الطلاق.
وفي يناير 1996، استقال سكرتيرها الخاص جيفسون، وقال إنه لم يفهم قط سبب انقلاب ديانا عليه بشكل مفاجئ.
وبذلك، يعيد التقرير الجديد فتح واحدة من أكثر محطات حياة الأميرة ديانا تعقيدًا، كاشفًا فصولًا إضافية من الخداع والظلم الذي تعرّضت له في سنواتها الأخيرة.



