محمد عبده يحصد جائزة شخصية العام الثقافية.. مسيرة لا تشبه سواها

متابعة بتجــرد: احتفت وزارة الثقافة السعودية مساء الأحد بالمبدعين من الأفراد والمؤسسات ضمن الدورة الخامسة من مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، وبحضور وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود. وشهد الحفل تكريم فنان العرب محمد عبده بمنحه جائزة “شخصية العام الثقافية”، تقديراً لمسيرته الطويلة والممتدة لأكثر من ستة عقود في خدمة الأغنية السعودية والخليجية والعربية.
مسيرة استثنائية في الفن
محمد عبده، الذي وُلد في محافظة الدرب بجازان، استطاع أن يتحوّل من حلم الطفولة بأن يكون بحاراً مثل والده، إلى رمز موسيقي استثنائي. منذ بداياته في ستينيات القرن الماضي، أثبت حضوره كأحد أبرز الأصوات الخليجية والعربية، مُقدماً عشرات الألبومات الغنائية التي خلّدت اسمه في وجدان الجمهور. كما برع في التلحين، فكتب لنفسه ولغيره ألحاناً صارت علامات في تاريخ الأغنية، من أبرزها “الرمش الطويل”، “لنا الله”، “هلا يا بو شعر ثاير”.
ألقاب وتكريمات عالمية
في ثمانينيات القرن الماضي، لقّبه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة بلقب “فنان العرب”، وهو اللقب الذي لازمه حتى اليوم. كما قدّم حفلات على أهم المسارح في السعودية والخليج والدول العربية، وصولاً إلى المسارح الأوروبية، ليكون بحق سفيراً للأغنية الخليجية.
تعاونات ناجحة وأرشيف ضخم
تعاون محمد عبده مع نخبة من كبار الشعراء والملحنين، بينهم الأمير بدر بن عبدالمحسن، الأمير خالد الفيصل، إبراهيم خفاجي، وعبدالرب إدريس، وقدم من خلال هذه التعاونات روائع مثل “الرسايل”، “أبعاد”، “المعازيم”، “صوتك يناديني”، “أبعتذر”، “جمرة غضى” وغيرها. وفي خطوة بارزة، أبرمت شركة روتانا صفقة تاريخية لشراء أرشيفه الغنائي الذي يضم أكثر من 122 ألبوماً، في صفقة وُصفت بأنها الأكبر في الشرق الأوسط.
محطات حديثة في مسيرته
رغم إصابته بمرض السرطان في عام 2024 وخضوعه للعلاج في باريس، عاد محمد عبده سريعاً إلى الساحة بعد تعافيه، ليشارك في حفلات كبرى مثل “ليلة المعازيم” ضمن موسم الرياض، وحفل “صادق الشاعر”، وحفل “ليلة الموسيقار طلال” في دار الأوبرا المصرية. وكان آخر ظهور له في حفل روائع الأوركسترا داخل قصر فرساي التاريخي في باريس.
إرث خالد للأجيال
لا تزال أغنيات محمد عبده الوطنية والعاطفية تشكّل جسراً بين أجيال الماضي والحاضر، ليبقى “فنان العرب” أيقونة فنية وركيزة أساسية في المشهد الغنائي العربي، وليأتي تكريمه بجائزة “شخصية العام الثقافية” تتويجاً لمسيرة استثنائية تستحق أن تُروى للأجيال المقبلة.