الفيلم التونسي “اغتراب” في لوكارنو.. رحلة ثأر وصدأ داخلي

متابعة بتجــرد: يُشارك الفيلم التونسي «اغتراب» للمخرج مهدي هميلي في عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، والتي تُقام في مدينة لوكارنو السويسرية خلال الفترة من 6 إلى 16 أغسطس 2025.
ويُعد مهرجان لوكارنو من أبرز المحافل السينمائية الأوروبية، ويحظى بمتابعة دولية واسعة، لما يقدّمه من أعمال سينمائية نوعية من مختلف أنحاء العالم، ضمن مسابقاته الرسمية وبرامجه المتنوعة.
قصة إنسانية بصيغة سينمائية جريئة
تدور أحداث فيلم «اغتراب» في تونس، حيث يلقى عامل مصرعه داخل مصنع للصلب في حادث مأساوي، ما يدفع زميله محمد إلى الانطلاق في رحلة ثأر، تكشف عن طبقات متعددة من الغضب والصراع الداخلي والسعي للعدالة. ويُصوّر الفيلم هذا الصراع من خلال استعارة بصرية قوية، إذ تستقر قطعة معدنية في رأس محمد وتبدأ بالصدأ تدريجيًا، في تجسيد رمزي لحالة من الاغتراب الوجودي.
دعم دولي ومشاركة ثانية في لوكارنو
تمثل هذه المشاركة الثانية للمخرج مهدي هميلي في مهرجان لوكارنو، بعد فيلمه الطويل الأول «أطياف»، الذي شارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ74، وحقق حضورًا دوليًا لافتًا حصد خلاله جوائز من مهرجانات القاهرة ومالمو وكولكاتا.
وقد حصل فيلم «اغتراب» على دعم واسع من مؤسسات عربية ودولية، من بينها: “فيلم فاند لوكسمبورغ”، “مؤسسة الدوحة للأفلام”، “المركز الوطني للسينما والصورة” في تونس وفرنسا، “صندوق البحر الأحمر”، “آفاق”، وصندوق صورة الفرانكوفونية. كما حظي بدعم من منصات مهمة مثل “لافابريك سينما – مهرجان كان”، “قمرة”، و”سيني جونة”.
طاقم العمل والإنتاج
الفيلم من تأليف وإخراج مهدي هميلي، ومن إنتاج مفيدة فضيلة عبر شركات: “يول فيلم هاوس” (تونس)، “تارانتولا” (لوكسمبورغ)، و”فولت فيلم” (فرنسا). ويضم طاقم العمل مجموعة من النجوم التونسيين البارزين، من بينهم: غانم زرلي، مرام بن عزيزة، سليم بكار، محمد قلصي، يونس فارحي، ومراد غرسلي.
حضور تونسي لافت على الساحة الدولية
تُنتظر مشاركة الفيلم لاحقًا في عدد من المهرجانات والعروض الدولية والعربية، وسط ترقب من الأوساط السينمائية التونسية، التي ترى في الفيلم تمثيلًا قويًا للسينما التونسية في أحد أعرق المهرجانات الفنية على مستوى العالم، خصوصًا مع توقيع هميلي المعروف بجرأته الفنية وأعماله ذات الطابع الفلسفي والإنساني.