أنجلينا جولي تكمل عامها الخمسين: نجمة استثنائية بين الفن والإنسانية

متابعة بتجــرد: تُكمل النجمة العالمية أنجلينا جولي عامها الخمسين غدًا الأربعاء، في لحظة فارقة من مسيرتها التي جمعت بين المجد السينمائي والنشاط الإنساني، مثبتة أنها ليست مجرّد رمز للجمال أو شهرة عابرة، بل صوتٌ عالمي يدافع عن الفقراء والمحرومين، بينما يروّج غيرها من المشاهير لمنتجات التجميل وأجواء الحفلات.
ورغم موهبتها الفطرية وولادتها في عائلة فنية عريقة، اختارت جولي أن تشقّ طريقها بهوية مستقلة. فهي ابنة الممثلة مارشلين برتراند والنجم جون فويت، لكنها تخلّت عن اسم العائلة رفضًا لارتباطها بوالدها. وعلى الرغم من بدايتها غير السلسة ومعاناتها من اضطرابات نفسية وإيذاء الذات في مرحلة المراهقة، استطاعت أن تفرض حضورها من خلال أدوار معقّدة، بدءًا من شخصية عارضة الأزياء المدمنة في فيلم Gia، إلى الدور الذي منحها جائزة الأوسكار في فيلم Girl, Interrupted.
علاقة أنجلينا جولي العاطفية مع النجم براد بيت، والتي أثارت الجدل بسبب ارتباطه السابق بـ جينيفر أنيستون، شكّلت مرحلة لافتة من حياتها. وتوّجت العلاقة بستة أطفال، بينهم ثلاثة بالتبني. غير أن العلاقة انتهت رسميًا بالطلاق، بعد سنوات من الشراكة، وتزامن ذلك مع طلب ابنتها شيلوه التخلي عن اسم والدها العائلي.
في الجانب المهني، خاضت جولي تجربة الإخراج وحققت نجاحات متفاوتة، نال بعضها إعجاب النقاد مثل فيلم Unbroken، بينما تعرّضت لخيبات مثل By the Sea. كما لفتت الأنظار مؤخرًا بتجسيدها شخصية أسطورة الأوبرا ماريا كالاس، في عمل اعتبره النقاد من أقوى أدوارها.
لكن البعد الأبرز في حياة أنجلينا جولي يبقى إنسانيًا. فمن خلال عملها كسفيرة للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، ومن ثم كمبعوثة خاصة، كرّست أكثر من عقدين للدفاع عن حقوق المرأة واللاجئين والتعليم، وظهرت مرارًا على منابر دولية من بينها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
جولي التي تملك أكثر من 15 مليون متابع على إنستغرام، تستخدم منصتها لتسليط الضوء على القضايا الحقوقية والإنسانية، من اللاجئين السودانيين في تشاد إلى النساء في إيران، بعيدًا عن أجواء الترويج الاستهلاكي المعتاد في عالم النجومية.
كما أثبتت دورها في رفع الوعي الصحي، بعدما خضعت لعملية استئصال وقائية للثديين والمبيضين، بسبب استعدادها الوراثي للإصابة بالسرطان، وهو القرار الذي شاركته بشفافية مع الجمهور، ليشكّل مصدر إلهام للعديد من النساء حول العالم.
وبين شهرتها الفنية ووهجها الإنساني، تواصل أنجلينا جولي كتابة فصول جديدة من مسيرتها، بشغف لا يبدو أنه سيتوقف في عامها الخمسين، بل يتّجه بثبات نحو التأثير الأعمق والأبقى.