منذ أسابيع وبعد الحلقة الأخيرة من برنامج “أحلى صوت – The Voice” التي إستضافت فيها الـ م بي سي عبر قنواتها النجم العالمي ريكي مارتن، خرجت وعبر حسابي الخاص على موقع التواصل الإجتماعي وبعد الحلقة بأكثر من تغريدة عبّرت فيها حينها عن الغضب الشديد الذي كان يعتريني لكنني تحفظت عن توضيح تفاصيل ما أزعجني وأغضب ضمنياً وفي الكواليس الـ م بي سي.
أمّا اليوم وبعد أن تحوّل إمتناع لجنة تحكيم البرنامج عن إلقاء التحيّة على ريكي الذي كانت له إطلالتين على المسرح إلى قضيّة رأي عام وخلاف كبير قد يتأجّج أكثر فأكثر بين النجوم وخاصةً اللبنانية هيفاء وهبي التي خرجت عبر حسابها الشخصي في تلك اللّيلة معتبرةً أن مارتن كان يستحق سلاماً أو تحيّة من اللّجنة، وشيرين التي قامت مؤخراً بالردّ عليها مؤكدةً أنه لو رأت هيفاء في الموضوع عيباً لكانت إنتظرت ريكي بعد السهرة وقامت بالواجب معه على طريقتها الخاصّة.
لا شكّ أن ردّ شيرين كان قاسياً ولو عادت بالزمن إلى الوراء لما كانت قد إستخدمت العبارات نفسها التي تفوّهت بها، لكن إندفاعها ومعرفتها جيّداً أن ما قام به ريكي بحقّ اللّجنة، الحكّام، الإدارة، موظفي الـ م بي سي والصحافة اللبنانية والعربية ولم يخرج أحداً به يومها إلى العلن كان قبيحاً جداً ولا يستحقّ عنه لا سلام ولا كلام دفعها لما لم يكن في الحسبان.
وفي عودة إلى الحلقة الأخيرة التي دعت فيها الـ م بي سي نخبة من أهل الصحافة والإعلام من لبنان وكافة الدّول العربية الأخرى إلى الإستوديو الخاص بالبرنامج في بيروت، كل من حضر شعر بالتوتر الكبير الذي إنتاب المكان منذ اللّحظات الأولى على وصول مارتن الذي إمتنع عن إلقاء التحية على أي شخص وإتّجه مع مدير أعماله الذي إستفزّ الجميع بتصرّفاته وكان أشبه بالمهرجين إلى الغرفة المخصّصة لهما والتي رفض أن تكون إلى جانب غرف النجوم الآخرين لا بل إشترط أن تكون في طابق آخر وبعيدة عن الجميع لأسباب لا يفهمها عاقل.
مدير أعمال ريكي أو “المهرّج” كان يتصرّف وكأنه ولأوّل مرّة يزور مع نجمه برنامج ففرض حصاراً على كل الغرف والمكاتب التي أحاطت بغرفة ريكي والممرات التي توصل إليها هذا إلى جانب مرافقة أكثر من 5 حرّاس شخصيين لهما وعدد لا يستهان به من أمن الدّولة اللبنانية. كل من كان شاهداً على هذا المشهد شعر بإستياء كبير، فحين وجهت دعوة لريكي للحضور إلى مسرح البرنامج وفي الحلقة الأخيرة وحضر كان الجميع ينتظره بمحبّة كبيرة ليستقبله إستقبالاً يليق به، وتصرّفاته هذه وسماحه لحامل حذائه (مدير أعماله) بالقيام بما قام به كان جدّ معيب وفيه إهانة للكبير والصغير، فماذا عن نجوم البرنامج الذين نفتخر بهم في وطننا العربي و”شافينهم ومش مصدقين كمان”!
الموضوع حتى اللّحظة كان لا يزال ضمن المعقول، لكن الكارثة وقعت حين قام مارتن يتوسيع دائرة الحظر لتشمل مدراء الـ م بي سي وأبرز نجمات الشاشة ومقدّمات برامجها وصولاً إلى عائلات أعضاء لجنة التحكيم وأولادهم الذين أيضاً منعوا من الإقتراب إلاّ بعد تدخلات رفيعة المستوى وتهديدات بإنسحابات وهرج ومرج فإخترق البعض الشريط الأزرق غير ضامنين عودتهم سالمين لشدّة الهمجيّة التي كانت تسيطر على من رافقوا النجم وغرقوا معه في الغرور العالمي لدرجات عميقة جدّاً.
إستياء اللّجنة سيطر عليه الحكّام ونجومنا الكبار، الكبار بأخلاقهم ولم يتفوه احد منهم بكلمة واحدة حول كل ما جرى في الكواليس إحتراماً منهم لكل الظروف المحيطة. وفيما لا شكّ فيه أنه وإن كانت النجمة اللبنانية هيفاء وهبي التي نحترم موجودة بينهم لما كانت بدورها قبلت بكل هذه المسخرة العلنية التي تسبّب بها ريكي مارتن عمداً. فقد قصد وعن سبق تخطيط وإصرار إهانة العرب الذين وعلى ما يبدو وبحسب مفاهيمه لا يليقون بخصره الذي لم يرحم مسرحاً إلاّ وتمايل عليه ولا سريراً إلاّ وإستعرض وامام العدسات ما أحاط به من كل الجهات !!
بعيداً عن الأحكام المسبقة والعنصرية، مررنا على تاريخ مارتن الحافل بالقضايا التي لا نرضى بها قطعاً في عالمنا العربي لأنها وبكل بساطة لا تناسب قيمنا وحضارتنا التي يشتهي الغرب الحصول على جزء بسيط منها، وإنتظرنا ريكي الذي نبذته دول على حيلها بعد إعلانه لمثليته الجنسية فكنّا على إستعداد تام لوضعه على أكتافنا رغم ذلك وإتمام الواجب معه بأرقى المستويات لو انه لم يقابلنا كعرب بتعاليه وبهذه الطريقة المسيئة.
من هذا المنطلق لا نبرّر الأسلوب الذي إستخدمته شيرين في الردّ على هيفاء وهبي لكننا لا نستطيع إلاّ وتفهم ردّة فعلها التي تحمل جرعات كبيرة من العروبة الشريفة والعنفوان الذي حاول ريكي مارتن الدوس عليه بقديمه غير مبالياً بأحد، فشيرين عبّرت عن إمتعاضها وإمتعاض كل من كان حاضراً في الكواليس تلك اللّيلة وأنا واحد منهم. وقد يتساءل كثر عن سبب وجودي هناك وهي أيضاً قصّة طويلة لن أدخل في خضمها لأنني لا زلت حتى اللّحظة لم أصدق أن ريكي وهو مقرّب جدّاً لأحد أصدقائي في الولايات المتحدّة الأمريكية تصرّف بهذا الأسلوب حتى مع من كانوا قد إتّفقوا معه شخصياً على زيارته في تلك اللّيلة.
في النهاية وبعد ان سردت لكم كل هذه التفاصيل والقصّة التي طلب مني كثر معرفتها ووعدت حينها بأن أنشر تفاصيلها في الوقت المناسب هي اليوم في متناولكم جميعاً والعصبية التي إنتابت شيرين بعد طرح هذا الموضوع عليها أصبحت وعلى ما أظنّ واضحة، أمّا رؤية هيفاء وهبي وكرم ضيافتها التي نحترم ونجلّ نحن متأكدين أنها لما كانت تصرّفت على أساسها لو كانت شاهدة على ما حصل.
ومن هذا المنطلق يعتبر الخلاف والإختلاف بين النجمتين غير ضروري فكلتاهما جمعتها بالأخرى مواقف نبيلة في فترات ماضية والإحترام كان عرّاباً لها في أغلب الأحيان وعلى المياه أن تعود إلى مجاريها بينهما في أقرب فرصة ممكنة لأننا وفي مواقف كهذه علينا كعرب أن نجتمع على قلب واحد في وجه محاولة الغرب لإستحقارنا.