متابعة بتجــرد: حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بكلمة ألقاها في افتتاح مهرجان “برلين السينمائي”، الخميس، صناع السينما على اتخاذ موقف فيما وصفها بـ”معركة بين الحرية والاستبداد”، مشبهاً بين الغزو الروسي لأوكرانيا وجدار برلين.
واستحضر زيلينسكي ذكريات تجربته الخاصة كممثل، قائلاً عبر مداخلة بتقنية الفيديو: “لسنوات عدة ظل ميدان بوتسدام مقسماً بجدار برلين (…) تريد روسيا اليوم بناء نفس الجدار في أوكرانيا: جدار بيننا وبين أوروبا، لفصل كييف عن خيارها من أجل مستقبلها”، حاضاً على “تحطيم الجدار الرابع” من خلال مخاطبة جماهيرهم مباشرة.
وقال زيلينسكي الذي سرد أحداث مر بها في الأيام الأولى لغزو بلاده قبل عام في فيلم وثائقي للمخرج والممثل شون بن بعنوان “قوة عظمى”، الذي يُعرض في المهرجان الجمعة، إن بمقدور الفن أن “يختار اتخاذ موقف أو أن يظل محايداً، وهو ما يعادل دعم الاستبداد”.
ويركز المنظمون هذا العام على الغزو الروسي لأوكرانيا، إضافة إلى الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في إيران، إذ تحظى أفلام من البلدين وعنهما باهتمام واضح في المهرجان، لكن الأفلام المدعومة من الحكومتين الإيرانية والروسية محظورة فيه.
وخارج المنافسة الرئيسية تتناول الأفلام التي سيعرضها المهرجان موضوعات تتنوع من القضايا العرقية في أميركا إلى التحول الجنسي والميول الجنسية.
ويتنافس في المهرجان في نسخته الـ 73، 19 فيلماً من كل أنحاء العالم من المكسيك غرباً إلى أستراليا شرقاً للفوز بجائزة “الدب الذهبي”، التي تمنحها لجنة تحكيم تترأسها هذا العام الممثلة الأميركية كريستين ستيوارت.
وقالت ستيوارت نجمة سلسلة أفلام “توايلايت” في مؤتمر صحافي لتقديم لجنة التحكيم عند سؤالها عن شعورها إزاء دورها في أحد مهرجانات السينما العالمية الكبرى المعروف باهتمامه الصريح بالسياسة: “بصراحة تامة.. أنا أرتعد إلى حد ما”.
ومن بين الحضور رفيعي المستوى، المخرج ستيفن سبيلبرج والمغني بونو والممثلتان فان بينج بينج وآن هاثاوي، التي أشادت بزيلينسكي بوصفه “بطل عصرنا”.
وقالت الممثلة الفرنسية الإيرانية جولشيفته فرحاني، وهي عضو بلجنة التحكيم إن برلين “هي المدينة التي حطمت الجدار، الجدار الفعلي. هذا العام مهم جداً لنا ولشعب إيران. نحن نناضل من أجل الحرية ولا نستسلم”.
ويَدين المهرجان بسمعته التي تتسم بالطابع السياسي الأقوى بين أكبر مهرجانات السينما، إلى أصول برلين كمدينة مقسمة على الخطوط الأمامية للحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والغرب.
وقاطع نشطاء من مجموعة “لاست جينيريشن” حفل افتتاح المهرجان لفترة وجيزة، عندما لصقوا أنفسهم على السجادة الحمراء احتجاجاً على التدهور البيئي.