أخبار خاصة

جدل حول أغنية “راب” مغربية تهاجم السياسيين والمثقفين والصحافيين

متابعة بتجــرد: احتفى عدد كبير من مغاربة التواصل الاجتماعي، ومعهم مواقع إخبارية، بالأغنية الجديدة التي طرحها مغني الراب المغربي عمر سهيلي الشهير بلقب «ديزي دروس».

الأغنية الجديدة المعنونة «مع العشران» لم يمر على إطلاقها أكثر من 17 ساعة حتى اعتلت صدارة «يوتيوب»، كما كانت مادة دسمة للعديد من المنابر الإعلامية المغربية، التي سارت في طريق التنويه بمضمونها الذي زاوج في خطابه بين السياسي والاجتماعي والثقافي، ولم ينس حتى الصحافيين. وهو ما أشارت إليه جريدة «الصحيفة» في عنوانها حول الأغنية، «(ديزي دروس) يَنُوبُ عن المُثقف الغائب والصحافي الصامت والسياسي المُفترس».

إلى جانب المواقع الإخبارية، كانت منصات التواصل الاجتماعي عبارة عن قاعة احتفال كبيرة، خصصها عشاق أغاني الراب لتمجيد أغنية «مع العشران» وتفسير رسائلها أو بلغة أهل الراب «الكلاشات».

الفيديو كليب كان عبارة عن مجموعة من المشاهد حاول من خلالها «الرابور» صاحب الأغنية، أن يبعث برسائل في السياسة، ومنها عودته لما كان قد صرح به رئيس الحكومة قبل توليه منصبه، بخصوص تربية المغاربة.

كثيرون استهجنوا عودة «ديزي دروس» لهذه الواقعة، مؤكدين أنها كانت غير ناجحة ومجرد محاولة لدغدغة مشاعر جمهوره، وبالتالي تحقيق أكبر نسبة من المشاهدات، وهو ما تأتى له بالفعل بعد أن اعتلى «التوندونس» في «يوتيوب».

بعض الملاحظين أبرزوا أن الأغنية عبارة عن خليط هجين من الرسائل التي كدسها «ديزي دروس» في الفيديو كليب وأرسلها بعشوائية، ومنهم نجد الكاتب المغربي عبد العزيز العبدي، الذي كتب تدوينة، قال فيها إن أغنية «مع العشران، لي هو تراك اليوم، باهت وأصفر وبدون طعم وبدون رائحة…»، ويقصد بـ «التراك» بلغة أهل الراب هو الأغنية.

وأضاف العبدي، أن ذكر «(ديزي دروس)، لزلة أخنوش في رغبته تربية المغاربة، أو تحويره لشعار حزب التجمع الوطني للأحرار جاء فقط ليضفي شوية ديال الملحة السياسية».

وتابع الكاتب المغربي انتقاده، بالإشارة إلى أن «الاغراق في تقنيات التصوير والمشاهد المقطوعة عن واقع المجتمع الذي ينتقده (ماهية ضرورية لوجود فن اسمه الراب)، زاد من مسخ» الأغنية.

وسيرا على خطى المواقع المنوهة بالأغنية الجديدة كتب موقع «كيفاش»، أن «ديزي دروس» اعتمد في «على (الكلاش) لتوجيه مجموعة من الرسائل للمسؤولين والفنانين والمؤثرين».

وأضاف الموقع المذكور أن من «بين الشخصيات التي انتقدها (ديزي دروس) في العمل الجديد، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، والفنانة منال بنشليخة، والمؤثرة أسماء بيوتي، والرابور دون بيغ».

هذا الأخير الذي يعتبر أحد رواد فن الراب في المغرب، لم ينتظر طويلا للرد على «ديزي دروس»، ونشر تدوينة على خاصية «ستوري» بإنستغرام»، قال فيه المختصر المفيد بالدارجة المغربية ما معناه «من أراد أن يتكلم الناس عن أغنيته يذكر دون بيغ».

أما المواقع المنوهة فقد انضم إليها «كود» الذي وصف تصوير الفيديو كليب بـ «الاحترافي»، وتقمص فيه المغني «عدة شخصيات منها شخصية السجين، الصحافي، الرجل السياسي».

بالنسبة لجريدة «الصحيفة»، فقد ارتأت أن تخصص افتتاحيتها لهذه الأغنية، التي «أصبحت تَحتل حَيّزاً مُهما من اهتمام المغاربة بعد التداول الكبير لمقاطعها التي حملت إشارات سياسية وعكست الكثير من مناحي الأوضاع الاجتماعية التي عبّر عنها مغني الراب بطبق فني وبسخرية لاذعة».

وتحدثت عن النخبة المثقفة التي كانت «ذات زمان غير الزمان الحالي»، هي من «تحمل هموم المجتمع، وتدافع عنه بثقلها المعرفي»، وتستطرد بقولها «غير أنه وفي ظل الصمت المُرعب للمُثقف، وبؤس السياسي المُخزي، وواقع الإعلام المُفزع، تولى (الراب) المغربي كل الأدوار (النبيلة) لصناعة رأي عام (…)»، وفق تعبيرها.

وبعد سردها للعديد من الأسباب، خلصت إلى أنه «لهذا، احتضن الكثير من رواد التواصل الاجتماعي ما جاد به مغني الراب (ديزي دروس) وما حملته أغنيته، لأنهم وجدوا في كلماتها تعبيرا صادقا عن حالهم وأحوالهم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى