أخبار خاصة

من بيروت إلى كفرون.. الرحلة الأخيرة لـ وديع جورج وسوف: أنا مسافر ودّعوني

متابعة بتجــرد: وسط حالة حزن شديد، تمّت الأحد مراسم جنازة وديع جورج وسوف في مأتم مهيب شارك فيه إلى جانب العائلة حشد من الفنانين والإعلاميين والأصدقاء. وترأس الصلاة كاهن كنيسة مار نقولا في الأشرفية في بيروت على وقع أغاني والده الفنان جورج وسوف وفي ظل حالة من البكاء والتأثر الكبيرين.

وقد شدّد الكاهن على صفات الوداعة، مستوحياً ما ورد في الانجيل “طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض”، وقال “حبيبنا وديع الذي نودعه اليوم، عاش بحسب اسمه على هذه الأرض الفانية. لم يكترث بالمجد الأرضي الذي حمله إياه اسمه الثلاثي، بل تعلم من أبيه “السلطان” نبذ الأمجاد الزائلة ومساندة الناس في أفراحهم وأتراحهم. وكما ارتبط اسم وديع باسم والده جورج، تلازم اسم “السلطان” جورج باسم بكره وديع، فكان اللقب الأحب إلى قلبه لقب “أبو وديع”. وبحسب والده وجميع من عرفه، كان وديع “غيرهم يا حبيبي”، و”أجمل قلب شوفتو في الزمن ده”، وحبه “حاجة تانية” لأنه “أحن وأحلى دنيا”.

وأضاف “وديع، حقق بسنواته القليلة على هذه الأرض ما لم يحققه معمّرون، بحنانه واهتمامه بأهله وأقاربه وبالغرباء والمحتاجين وكل من عرفه وعمل معه، فكان اسماً على مسمى. طبعاً، بشرياً، “أصعب فراق، فراق الحبايب” و”أصعب عذاب، الشوق اللي غايب”، لكن مسيحياً يصبح من يغيّبه الموت عنا شفيعاً لنا، ملاكاً في السماء، خصوصاً إن كان شبيهاً بالملائكة بوداعته هنا على الأرض. بشرياً يمكننا أن نقول: “سكت الكلام، ما عادش فاضل غير دموع، حزن وألم… فين حبيبي وفين ليالينا، راح ما لحقش يقولي سلام”.

وتابع الكاهن مستوحياً من كلمات أغاني جورج وسوف “اليوم، وديع يغادرنا بجسده، لكنه بذلك يشبه المسافر الذي لا بد لنا من لقائه مجدداً بعد فترة زمنية تطول أو تقصر، لذلك، وكأننا نسمع من وديع هذه الكلمات: “أنا مسافر يا إمي (ويا بيي و يا أحبابي) ودّعوني… إذا بهجري جرحتكم سامحوني…  ما تكون دمعاتكم سخية… لا تبكوا بتجرحوني… بعود وصيكم وصية، قبل النوم تبقوا من عشية، صلوا المسبحة وفيها اذكروني”.

وألقى شقيق الراحل جورج جونيور كلمة وجدانية جاء فيها: “الله معكم، وديع يا أخي يا حبيبي لم أكن أتوقع أن يأتي هذا اليوم لأتكلم في عزائك، رحلت باكراً فكسرت قلب أبيك وأمك وقلوبنا جميعاً. كان والدك الأغلى عندك في هذه الدنيا. كلنا في هذه العائلة لدينا حصة باسم وديع، أبي أبو وديع وأمي أم وديع ونحنا أشقاء وديع، ولكن الآن نحن جميعا هنا ووديع ليس معنا”.

وأضاف: “أنا وأمي وأختي وأخي، لم يعد للحياة معنى لنا من دونك يا وديع، أنت بالنسبة لنا قديس في السماء، أنت بالنسبة لنا لم تمت، سافرت بعيداً وسنعود لنراك قريباً. كيف سأعود إلى قطر؟ كيف سأعود إلى عملي؟ كيف سأعود يا وديع إلى بيتي؟ كم كنت أتمنى لو بعد شهر فقط عندما أصبح أباً، أن تحمل ابنتي وتغمرها وتتعلق بك، بعمها وديع، فتعرف من هو وديع، ولكن لا تخف يا حبيبي اسمك سيبقى خالداً بقلبها وعلى صدرها، ومحبتك ستبقى عند كل الناس ظاهرة، فكل الناس تعرف من أنت”.

ثم حُمل الجثمان على الأكف، ونقل إلى بلدة كفرون في سوريا حيث استُقبل النعش الأبيض بنثر الأرز والورد وأكاليل الزهر وأقيمت صلاة البخور على الراحل قبل دفنه في مدافن العائلة على وقع قرع أجراس الكنيسة حزناً والمفرقعات النارية. وكان سلطان الطرب أوصى في فيديو بعدم إطلاق النار في مراسم الدفن حرصاً على سلامة الناس.

تجدر الإشارة إلى أن صفحات التواصل الاجتماعي ضجّت بصور الراحل التي تجمعه بوالده، وناشد البعض الإعلاميين احترام حرمة الموت وعدم استغلال المأتم لإجراء مقابلات وترك العائلة تودّع فقيدها بسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى