عن المكتب الإعلامي – UNICEF – نيويورك: تم إطلاق فيلم جديد مؤثر اليوم يظهر فيه سفير اليونيسف للنوايا الحسنة دايفد بكهام للتعبير عن الواقع الوحشي الذي يستطيع الاعتداء البدني والإساءة النفسية أن يسما به الأطفال إلى الأبد.
تظهر في فيلم اليونيسف الذي يدوم 60 ثانية مشاهد عنف ممارس ضد الأطفال وذلك على شكل أوشام متحركة على جسم دايفد بكهام. ففيما كانت أوشام بكهام علامات مختارة كي تمثل ذكريات سعيدة أو هامة، يحمل ملايين الأطفال علامات لم يختاروها وهي ندبات دائمة ناجمة عن العنف وسوء المعاملة. وتصوّر الرسوم المتحركة في الفيديو كافة أشكال العنف الشائع الذي يعاني منه الفتيان والفتيات في أماكن يجدر بهم أن يكونوا فيها آمنين وهي المنزل والمدرسة والإنترنت في مجتمعاتهم المحلية.
في هذا الصدد، صرّح بكهام قائلاً: “عندما أطلقت الصندوق ‘7‘ مع اليونيسف، التزمت بأن أبذل كل ما بوسعي لجعل العالم مكان أكثر أماناً للأطفال وللتحدث عن مسائل لها تأثير مدمر على حياتهم، منها العنف. فكل خمس دقائق يموت طفل في مكان ما في العالم نتيجة العنف، وملايين الأطفال معرضون لخطر الاعتداء البدني والإساءة النفسية والعاطفية والاعتداء الجنسي التي يمكنها أن تدمر طفولتهم إلى الأبد.
قمت بزيارة كمبوديا العام المنصرم برفقة اليونيسف واجتمعت بأطفال وأصغيت إليهم يروون لي عن العنف الرهيب الذي تعرضوا له. صُدمت مما سمعته وشاهدت كيف يستطيع العنف أن يترك ندبات عميقة ودائمة. لا يجدر بأي طفل أن يعاني من هذا، لكن الأطفال يعانون من عنف مماثل في كافة زوايا العالم، في منازلهم ومدارسهم وشوارعهم. لذا، آمل أن يلفت هذا المشروع الجديد الانتباه إلى هذه المسألة الملحة ويوحي بالعمل، إذ أن العنف ضد الأطفال خطأ وعلينا أن نعمل معاً كي ننهيه”.
ومستخدماً “يو – ريبورت” (U-Report) وهي أداة جديدة تتيح للأطفال أن يبلغوا عن مسائل تؤثر على حياتهم، دعا دايفد بكهام الشباب لأن يجيبوا على أسئلة تتعلق بالعنف ضد الأطفال.
استجاب لهذه الدعوة أكثر من 190،000 مبلّغا من 22 بلداً. أفاد ثلثا عددهم أنهم اختبروا شخصياً الإساءة البدنية أو اللفظية أو يعرفون شخصاً آخر اختبرهما. وعندما سئلوا من برأيهم يقترف العنف في غالبية الأحيان، أجاب ثلث عددهم بالشرطة أو منفذي القانون، وقالت نسبة 29 في المئة أنهم أقرانهم، وأجابت نسبة 28 في المئة أنه أحد الوالدين أو مقدم الرعاية، وأجابت نسبة 9 في المئة أنهم المعلمون.
وقدّم 80،000 مبلغاً تقريباً اقتراحات عما يمكن القيام به لمعالجة العنف في مجتمعاتهم المحلية. وأفاد مبلغ في الـ24 من العمر من الفلبين: “سأسمع صوتي وأحذر جميع الأشخاص في العالم مما يجري، وأطلب مساعدة أحد ما كي ينهي ذلك إن لم أستطع القيام بذلك بمفردي”.
تؤثر عواقب العنف المأسوية على كافة أشكال حياة الطفل ويمكن تناقلها من جيل لآخر. كما أن العنف ضد الأطفال يحمل في طياته تكاليف خطيرة على كافة المجتمعات في كل منطقة من العالم.
وأفاد المدير التنفيذي لليونيسف أنطوني لايك: “ينجم عن العنف والإساءة أثر رهيب على حياة الأطفال ومستقبلهم حيث أنهما يؤذيان جسمهم ويضعضعان رفاهمم العاطفي ويؤثران حتى على النمو الصحي لعقلهم. فعندما نحمي الأطفال من العنف، نمنع بذلك حدوث المآسي الفردية ونعزز تكوين مجتمعات أقوى وأكثر استقراراً. نبني زخماً لإنهاء العنف ضد الأطفال في كل مكان مؤازرين في تحقيق ذلك بأصوات الأطفال والشباب أنفسهم وذلك بفضل المناصرين النافذين شأن دايفد بكهام”.
العنف ليس حتمياً. تشير اليونيسف إلى سبع استراتيجيات مثبتة يمكنها أن تنهي العنف ضد الأطفال. تتضمن هذه الاستراتيجيات تعزيز المواقف التي تدعم اللاعنف، إنفاذ القوانين، استحداث بيئات آمنة للأطفال، دعم الوالدين ومقدمي الرعاية، زيادة دخل الأسر للحد من الفقر، تعزيز الخدمات الاجتماعية وتزويد الأطفال بالمهارات الحياتية.
يحث دايفد بكهام واليونيسف الأشخاص على تبادل الفيلم الجديد على منصات وسائط التواصل الاجتماعي.
بعد 10 أعوام على عمل دايفد بكهام بصفة سفير اليونسيف للنوايا الحسنة، أطلق “7”: صندوق دايفد بكهام لليونسيف في شباط/فبراير 2015، ملتزما بذلك مساعدة الأطفال الأكثر ضعفاً في العالم. وقام بكهام في وقت لاحق من ذلك العام بزيارة كمبوديا حيث اجتمع بأطفال عانوا من العنف وسوء المعاملة. بالتالي ومتأثراً بما سمعه، حضر بكهام إلى الأمم المتحدة ودعا قادة العالم إلى وضع الأطفال، لا سيما الأكثر حرماناً منهم، في قلب أولويات الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة.