نانسي عجرم… الفن رسالة إنسانية بأبعاد إجتماعية

إيلي أبو نجم – رأي بتجــــــــــــــــــرد: النجومية الحقيقية ليست بعدد الحفلات ونجاح الأعمال والأغنيات، فكل ذلك يمنح الفنان النجاح لكن لا يجعله نجماً. النجومية أبعد من كل هذه الحسابات والتصنيفات، لا يستحقّ شرف التمتّع بها إلاّ الفنان الذي يضع موهبته بخدمة المجتمع والأفراد المحيطين به.

نانسي عجرم لم تحمل لقب “سفيرة النوايا الحسنة” من فراغ، ولم يكن بالنسبة لها يوماً مجرد لقب تضعه أمام إسمها أو “بريستيج” تتباهى به أمام غيرها بل إستحقّته وبجدارة، فهذه الفنانة اللبنانية ومنذ نعومة أظافرها إتّخذت الفنّ رسالةً للمجتمع والعالم وأخذت على عاتقها نثر الفرح والبهجة، حتى في أظلم الأماكن والظروف رسمت البسمة على الوجوه وأضاءت شعلة الأمل في النفوس.

“شعور العطاء هو أجمل شعور بالدّني”، “نحنا جايين نعطيين الأمل جايين نزرع الفرح والبسمة”، “أنا بقول كل المواهب بكل المجالات بتقدر تخدم المجتمع بطريقة معينة” بهذه العبارات كشفت نانسي عجرم عن الهدف الذي إختارته لإطلالتها الأخيرة من برنامج Project Runway الذي حلّت عليه ضيفةً إستثنائية، ونقول إستثنائية لأنها تجسد أحرف هذه الكلمة بشخصيتها الفريدة والنادرة فكانت حلقتها الأقوى بين كلّ الحلقات.

نانسي عجرم لم تقف أمام معنى الأناقة الخارجي وحسب، طرحت مفهومها للجمال والأناقة الحقيقية التي تكون في أعماق كل إنسان قبل أن يتزيّن بها مظهره الخارجي، إصطحبت المشتركين إلى مخيّم اللاجئين السوريين في لبنان إيماناً منها بأن كل المواهب وفي مختلف المجالات تستطيع أن تخدم المجتمع بطريقة من الطرق، وضمن مشروعها الدّائم بإقحام الفرح في كل مكان وزمان وضعت المتسابقين أمام تحدّي مختلف وطلبت منهم تصميم ملابس تحمي اللاجئين والذين يعانون من البرد والمطر ومن ظروف الحياة الصعبة بغية توظيف الإبتكار والفن بخدمة المجتمع.

في هذه الحلقة من Project Runway  لم يخسر أي مشترك من المتسابقين، حتى الذين إستبعدوا عن المسابقة فازوا برهان أكبر، برهان الحياة الذي جسدته نانسي في حضرة الإنسانية محيطةً البرنامج بأسمى الأهداف والمشاعر. بتجــــــــــــــــــــــــــــرد، نانسي عجرم فنانة لا تتمتّع بنجومية ساطعة وحسب، بل هي المرأة والأم والفنانة التي تتخذها النجومية مثالاً لها.