أخبار عاجلة
هل يوقظ “الصدمة” الضمير الإنساني والمجتمعي؟

هل يوقظ “الصدمة” الضمير الإنساني والمجتمعي؟

رأي بتجــــــــــــــــــــــــــــرد: يحظى برنامج الصدمة الذي يعرض على ام بي سي بنسبة عالية من المشاهدة خلال شهر رمضان لعام 2016؛ حيث يندرج “الصدمة” تحت تصنيف برامج الكاميرا الخفية التي يٌقبل عليها المشاهدون وتم تصويره في عدد كبير من الدول منها مصر والسعودية والعراق والإمارات والأردن ولبنان.

فكرة البرنامج تقوم على طرح مواقف مختلفة يتعرض لها الجمهور وقياس ردود أفعالهم تجاه هذه المواقف، وفي الغالب هذه المواقف ليست عادية ولا يمر بها الإنسان بشكل يومي.

ويعالج قضايا متنوعة مثل عقوق الوالدين سواء برفع الصوت عليهما أو شتمهما، مقابل ردود فعل تلقائية من الشارع على ذلك، كما يتضمن مشاهد أخرى تبرز تعامل البعض مع الخادمة بكل قسوة، إلى أخرى تبرز كيفية استغلال من هو ضرير وكيف يرد المارة على ذلك، بالإضافة إلى العنف الذي يتعرض إليه ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من المواقف المثيرة للانتباه.

وحرص فريق عمل البرنامج على أن يكون هناك مجموعة من الأخصائيين النفسيين والمتخصصين لتحليل ردود فعل الناس المتواجدين في البرنامج؛ ويتناوب على تقديمه مجموعة من الإعلاميين والممثلين من تلك الدول.

وكان للحلقة التي تناولت ذوي الإعاقة صدى إيجابي حسب ما علق عليها ناشطو الانترنت، فقد كان هدف الحلقة تحسين نظرة المجتمع نحو ذوي الإعاقة ودور المجتمع في مساعدتهم على الاندماج في مجتمعهم، والتأكيد أن لديهم القدرة على العمل بحسب قدراتهم وطاقاتهم.

وأظهرت الحلقة تعاطفا كبيرا مع الممثلين في الحلقة من ذوي الإعاقة؛ إذ كان مضمون الحلقة أن يقوم شاب من المصابين بمتلازمة داون بالعمل في إحدى الأسواق التجارية ويقوم بتعبئة المشتريات، إلا أنه ولقدراته يكون بطيئا بالعمل، وهنا يظهر دور الممثل وهو (الزبون) ويبدي انزعاجه من عمل هذا الشاب ويبدأ بالكلام عنه بطريقة سيئة ومستفزة أمام الناس، وهنا تبدأ الأحداث تتوالى.

ومن الحلقات القوية التي لاقت رواجاً وانتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي ونالت كما كبيرا من المشاهدات على يوتيوب، حلقة الإساءة للأب، والتي قام بها مواطن عراقي بتوجيه ضربات قوية للممثل الذي كان يؤدي دور الابن المسيء لوالده، حتى تدخل فريق البرنامج وقاموا بكفه عن ذلك وشرح تفاصيل البرنامج له، إلا أنه انهار باكياً حتى بعد معرفته بأن كل ما يحدث هو تمثيل.

ويبدأ الناس بإظهار ردود فعلهم الغاضبة على مثل تلك التصرفات والتي تعطي عمقاً وتأثراً للمشاهدين؛ إذ إن الكثير من الشباب يحاولون وبطريقة لافتة أن يدافعوا عن هذه الفئة، بالإضافة إلى مواقف مختلفة فيها عمق إنساني كبير، وهي الفكرة التي يحاول القائمون على البرنامج تقديمها.

وأوضحت ام بي سي عبر موقعها الإلكتروني، أن الإعلاميين يحاولون من خلال استديوهاتهم المنتشرة في العواصم العربية، نقل صور شارعهم، وكيفية معالجة المشاكل الاجتماعية التي تعصف بهم عبر لوحات تمثيلية يتمّ تقديمها في الشارع، أو عبر مشاهد حيّة تنقلها كاميرات خفية يتم تركيبها في الشارع.

وتظهر كل حلقة من البرنامج القريب إلى الكاميرا الخفية أن الإنسان العربي لديه كم كبير من المشاعر الإنسانية التي لا تقبل الإساءة للآخرين أو إهانتهم مهما كانت العواقب.

نفيد بالذكر أن “الصدمة” يشبه من حيث المواقف الاجتماعية وطريقة إخراج الحلقات برنامجا أميركيا كان يعرض منذ 2008 واستمر حتى 2015 ويقدمه جون كوينيونيس على قناة إيه بي سي نيوز، باسم “ماذا كنت ستفعل”.

إلى الأعلى