الحرب على هيفاء وهبي إلى متى؟ … فالحياة لن تطول بنا!

الحرب على هيفاء وهبي إلى متى؟ … فالحياة لن تطول بنا!

قد لا تكون علاقتنا بالنجمة اللبنانية هيفاء وهبي بألف خير، وقد لا نكون من المجلات الإلكترونية القريبة إلى قلبها لأسباب لن ندخل في تفاصيلها لأن القضاء اللبناني قد حكم فيها بالعدل وأظهر الإبتلاء الذي تعرضنا له منذ سنوات عديدة. من ناحيتنا عفى الله عمّا مضى، فهذه القضية أصبحت من الماضي بالنسبة لنا، لم ولن نستخدمها يوماً لا لأذية هيفاء أو غيرها من الأطراف التي إرتبط إسمها بها، لذلك قد نكون اليوم الأكثر حيادية في كتابة هذه الأسطر، فجمهور الوطن العربي أجمع يشهد على حرب وحملة قاسية جداً تتعرض لها هيفاء وهبي وتمسّ حياتها الشخصية ومسيرتها الفنية معاً، والسؤال الكبير يطرح نفسه لماذا هيفاء، وإلى متى ستشهد هذه القضية التي مللنا متابعة فصولها مستمرة؟

لن ندافع عن هيفاء ولا عن صوتها، أغنياتها، فيديو كليباتها أو حتى إطلالاتها التلفزيونية، فلكل شخص رأيه الخاص والفن لا يتذوقه إلاّ من يعجب به حتى لو كانوا عشرة أشخاص، هذا ولن ندّعي أن هيفاء بريئة ولا تعمل على الدفاع عن نفسها من خلال بعض المعجبين الذين يردّون الإهانات بعبارات نابية ليس من المفترض أن تعكس صورتها الجميلة والتي وصلت إلى مرحلة تعرف فيها بـ “ملكة جمال الكون”، فالتحريض سيّد الموقف بين طرفيّ هذه القضية التي حملتها السنوات على أكتافها حتى تعبت من قذارتها.

وإن سلّمنا جدلاً أن هذا العذاب هو نصيب هيفاء كونها الجميلة الوحيدة التي لا تتمتع بقدرات صوتية فظيعة بل تكتفي بالجمل الموسيقية البسيطة التي تليق بها ووصلت إلى المراكز الأولى على الساحة الفنيّة الغنائية، قد نظلمها لأن هذا الدّرب وإن كان درب الجلجثة لكان إنتهى منذ زمن بعيد، فالإستمرار في هذا الكمّ من التجريح القاسي بحقّ إنسان مهما كانت معتقداته، تصرفاته، ماضيه، حاضره أو مستقبله لا يعتبر سوى جريمة من أقذر الجرائم التي تطال الإنسانية، ففي نهاية المطاف هيفاء ليست إلاّ إنسانة وسيأتي يوم وتختفي لأن هذه طبيعة البشرية، لن يخلد أحد منّا على هذه الأرض، فحينها ماذا سيكون موقف من يتعرضون لها بهذا الشكل المريب؟

نحن أكثر من تأذى من الظلم والإفتراء وهيفاء أدرى بذلك، لكننا لم نستطع يوماً أن نضع إنسانيتنا جانباً ونستخدم أبشع الوسائل للإنتقام، ليس لأننا لا نستطيع ذلك، بل لأننا تعلّمنا المسامحة وترك الظالم ليومه أمام الله فوحده حقٌ يوم الحساب، ومن نكون نحن أمام عظمته للردّ والتجريح؟ أليس هو من قال لنا: “من منّا بلا خطيئة فل يرجمها بأوّل حجر”؟

في النهاية وبقلب لا يحمل في أعماقه سوى السلام الذي أوصى به الله نتمنى أن تتوقف هذه الحرب الشنيعة التي تشنّ على هيفاء يومياً وتركها في حال سبيلها إن كان في حياتها الخاصة أو في فنّها فالحياة لن تطول بنا كثيراً والندم قد لا ينفع لاحقاً.

إلى الأعلى