ديانا حداد تحرق العمر لحماية فلذة كبدها – رأي بتجــرد

إيلي أبو نجم – رأي بتجــرد: منذ طرح ألبوم النجمة اللبنانية ديانا حداد الجديد في الأسواق كان لأغنية “يا بشر” وقع خاص على الجمهور والمستمعين العرب، فقد إختلف العمل الذي حمل توقيع سليم عساف وعمر صباغ بموضوعه المعبّر، لحنه الجميل وتوزيعه المبتكر.

بروح الإختلاف نفسها التي حملتها الأغنية جاء العمل المصوّر الخاص بها والذي عرضت فيه برينسيسه الغناء العربي واحدة من أبرز قضايا المجتمعات في كل مكان فبحثت في “طيش الشباب” والمعاناة التي يعيشها الأهل وتحديداً الأم مع أولادها في سنّ المراهقة.

ديانا حدّاد التي تعبت وعانت الأمرّين في نشأة إبنها في الفيديو كليب يتضاعف خوفها عليه في  مرحلة المراهقة التي يتمرّد فيها على كل ما يحيط به ويصبح بمفهومه الممنوع مرغوباً. من الدّراجة النارية إلى التدخين وخطورة المواقع الإلكترونية تجول كاميرا المخرج اللبناني فادي حدّاد على ظواهر الطيش في حياة المراهق وبصورة أبرزت الواقع من ناحية وحرفية الإخراج من ناحية أخرى أفرجت ديانا حدّاد عن قدرات تمثيلية عالية في شخصيتها الفنية فشعرنا بصدق دموعها والتعابير على ملامح وجهها الذي أرهقته الحياة.

بحادث كبير ومن داخل غرفة العناية المركّزة تجفّ دموع ديانا حدّاد فتصيب المشاهد العربي وسط القلب مباشرةً لتكون نهاية العمل على كرسي متحرك تجرّ الأمّ به إبنها للإستمرار بالحياة.

بتجــرد، كليب “يا بشر” يأتي اليوم برسالة إجتماعية تحمل أبعاد إنسانية عديدة على كثر من الشباب والشابات متابعتها، فيحثّهم العمل على عدم الإنخراط بأجواء لا تكون نهايتها إلاّ بعواقب وخيمة عليهم وعلى عائلاتهم فيحرقون قلوب ذويهم، وقد يكون المشهد الأخير الأكثر تعبيراً فيعكس طبيعة الأمّ التي ومهما إشتدت بها الظروف تتمسك بأولادها وتدوس على أطرافها لدفعهم للإستمرار والتقدّم.