صباح 28 نوفمبر حفر التاريخ، صباح رحلت، غادرت هذه الأرض إلى دنيا الحقّ فإجتمع لوداعها لبنان والعالم العربي من قلب العاصمة اللبنانية بيروت التي رقصت حزناً على رحيلها. مراسم تشييع جثمان شحرورة الوادي لم تفارقه البسمة التي طلبتها الأسطورة لكن هذه المرّة كانت مختلفة عن البسمات التي زرعتها طيلة حياتها ومسيرتها الفنية، كانت بسمة خجولة رافقتها غصّات ودموع حبست لتلبية مطلبها الأخير.
صباح التي رفعت راية لبنان عالياً في كل أنحاء العالم عشقتها شعوب الأوطان العربية وكأنها فرد من كل شعب وكل وطن، فإجتمعت بعد رحيلها الوفود المصرية، السورية وغيرها من الجنسيات برفقة الشعب اللبناني في كاتدرائية مار جرجس وسط بيروت لوداع الأسطورة التي غابت بالجسد وخلدت بأعمالها وأغنياتها ليبذغ فجر كل صباح على صوتها.
على أنغام “تسلم يا عسكر لبنان”، “تعلى وتتعمر يا دار” و”عامر فرحكم عامر” تنقّل جثمان الشحرورة بين الحشود التي حضرت مراسم الوداع الأخير من كافة الأوساط الفنية، الإعلامية والجماهيرية تنفيذاً لوصيتها وطلبها بأن يكون اللقاء الأخير وحتى الرمق الأخير بعيداً عن الحزن وسط الفرح والدبكة والورود.
من أسرة موقع بتجرد نودّع اليوم الأسطورة صباح التي كان لنا الحظ بمعاصرة سنوات عديدة من مسيرتها الفنية ومتابعة أخبارها وأعمالها، نودّع صباح بحزن دفين وبسمة وقحة نرسمها على وجوهنا لتخفي دموعنا…وداعاً صباح.