منى زكي بين الجرأة والجدل.. “الست” يضعها مجددًا في قلب العاصفة

متابعة بتجــرد: تواصل الفنانة منى زكي، واحدة من أبرز نجمات الوسط الفني في مصر، ترسيخ مسيرتها القائمة على الجرأة والتجريب وكسر القوالب التقليدية، إذ لم تحصر نفسها يومًا في إطار فني واحد، بل تنقّلت بين الأدوار بروح الهواة الحالمين، بطموح لا ينطفئ وشغف دائم بعالم التمثيل.
وخلال الفترة الحالية، تطل منى زكي على جمهورها بتجربة سينمائية جديدة من خلال فيلم “الست”، الذي تجسّد فيه شخصية سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وهي تجربة استثنائية وضعتها منذ الإعلان التشويقي الأول في مواجهة موجة واسعة من الانتقادات، وصلت إلى حدّ السخرية من شكلها وصوتها، واعتبارها بعيدة عن ملامح الشخصية التاريخية، وذلك فور طرح البرومو عبر منصات التواصل الاجتماعي.
كيف واجهت منى زكي موجة الهجوم؟
تعاملت منى زكي مع حالة الهجوم بذكاء ملحوظ، في وقت انشغل فيه بعض زملائها بالدفاع عنها وعن المشروع، واعتبار ما يحدث “حملات إلكترونية”، إلا أنها اختارت أن تؤكد احترامها لجميع الآراء مهما كانت، دون الدخول في سجالات مباشرة.
وعلى مدار مسيرتها، اعتادت منى مواجهة الجدل بـ“صمت التأمل”، تاركة ردّها الحقيقي داخل ساحة التمثيل، حيث كثيرًا ما تحوّلت الانتقادات مع عرض الأعمال إلى إشادات، واستعادت ثقة الجمهور من جديد.
كما لم تترك موهبتها رهينة اختيارات المخرجين أو محصورة في أدوار الفتاة الرقيقة والرومانسية، بل خاضت مغامرات فنية متعددة، وتلوّنت بين الشخصيات، وتبنّت أفكارًا خارج الصندوق، مع حرص دائم على التعلّم والدراسة داخل مصر وخارجها. وحتى في فيلم “الست”، خضعت لفترة تدريب مكثفة تحت إشراف مدرب التمثيل رامي الجندي.
أعمال أثارت جدلًا في مسيرة منى زكي
منذ تقديمها شخصية سعاد حسني في مسلسل “السندريلا” عام 2006، مرورًا بفيلم “احكي يا شهرزاد” عام 2009، ثم “أصحاب ولا أعز” عام 2022، ومسلسل “تحت الوصاية” عام 2023، وصولًا إلى “الست” المقرر عرضه في دور السينما اعتبارًا من 10 ديسمبر، ارتبط اسم منى زكي دائمًا بحالة من الجدل المستمر على مدار أكثر من 20 عامًا.
وتُعد تجربة “السندريلا” من أبرز المحطات التي لم تحقق النجاح المنتظر، وتعرّضت بسببها لانتقادات نقدية وجماهيرية واسعة، قبل أن تطوي الصفحة سريعًا، وتغيّر بوصلتها نحو السينما، لتستعيد ثقة الجمهور مجددًا عبر فيلمي “تيمور وشفيقة” مع أحمد السقا، و“ولاد العم” مع كريم عبد العزيز وشريف منير.
وفي عام 2009، عادت موجة الهجوم مع فيلم “احكي يا شهرزاد”، لما حمله من جرأة وخروج عن المألوف، ثم تجدد الجدل لاحقًا مع “أصحاب ولا أعز”، حيث ارتفعت آنذاك دعوات مقاطعة أعمالها. وحتى مسلسل “تحت الوصاية”، رغم نجاحه الكبير وحصده الجوائز، سبقه جدل واسع بسبب البوستر التشويقي، واتهامات بتشويه صورة الحجاب، قبل أن تحسم الأحداث الموقف لصالح العمل.
“الست”… أضخم إنتاج وسيرة استثنائية
يُعد فيلم “الست” واحدًا من أضخم الإنتاجات السينمائية العربية في السنوات الأخيرة، وهو من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، ويستند إلى السيرة الذاتية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، متناولًا مشوارها الإنساني والفني منذ طفولتها في قريتها الصغيرة، مرورًا بانتقالها إلى القاهرة، وصولًا إلى تتويجها على عرش الطرب العربي.
كما يتطرّق الفيلم إلى الجوانب الإنسانية والطبية في حياتها، ومنها إصابتها بمرض مناعي نادر هو فرط نشاط الغدة الدرقية، وما سببه من أعراض خطيرة كجحوظ العينين، والتي شكّلت تهديدًا حقيقيًا لمسيرتها، خاصة في ظل بدائية وسائل العلاج آنذاك.
ومن المقرر انطلاق العرض الجماهيري للفيلم في دور السينما المصرية يوم الأربعاء 10 ديسمبر، على أن يُعرض في صالات السينما السعودية ابتداءً من الخميس 11 ديسمبر، بعد طرح البوستر والبرومو الرسميين، اللذين كشفا عن مشاركة نخبة من النجوم في أدوار محورية، من بينهم:
عمرو سعد في دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
محمد فراج في شخصية الشاعر أحمد رامي
نيللي كريم في دور الملكة نازلي
كريم عبد العزيز في شخصية شريف باشا صبري
أحمد حلمي في دور ضابط شرطة
سيد رجب في دور والد أم كلثوم
تامر نبيل في دور الموسيقار محمد القصبجي
آسر ياسين كأحد السميعة في حفلات أم كلثوم
صدقي صخر في دور الملحن محمود الشريف
ويبقى السؤال المطروح مع اقتراب عرض “الست”: هل تنجح منى زكي مجددًا في قلب الموازين وتحويل موجة الهجوم إلى إشادة جديدة، كما فعلت في محطات كثيرة من مسيرتها؟



