جوهرة الملكة إليزابيث الأغلى: بروش كولينان الثالث والرابع
متابعة بتجــرد: تُعد مجوهرات الملكة الراحلة إليزابيث الثانية من أبرز الرموز التي خلدت إرثها الملكي الممتد على مدى 70 عامًا، غير أن بروش “كولينان الثالث والرابع” يبقى من أكثر القطع شهرةً وبريقًا في تاريخ العائلة المالكة البريطانية.
بريق نادر من أكبر ماسة في العالم
يتكوّن البروش من حجرين ماسيين نادرين قُطعا من ماسة كولينان الشهيرة، التي تُعد أكبر ماسة في العالم بوزن يبلغ 3106 قراريط، والتي اكتُشفت في جنوب إفريقيا عام 1905.
وقد ورثت الملكة إليزابيث البروش المرصّع بالبلاتين من جدّتها الملكة ماري، التي كانت أول من أطلق عليه اسمها المحبّب “قطع جدّتي”، إشارة إلى أن الماسات نُحتت من الحجر الأصلي العملاق.
من التاج إلى البروش
كانت الملكة ماري قد استخدمت الماستين في تاج تتويجها عام 1911، وفقًا لمؤسسة المجموعة الملكية (RCT)، بينما اختارت الملكة إليزابيث الثانية ارتداءهما لاحقًا كبروش واحد أو قطعتين منفصلتين في مناسبات محدودة ورفيعة المستوى.
ومن أبرز تلك المناسبات: احتفالات اليوبيل الماسي عام 2012، وكذلك العشاء الرسمي عام 2018 الذي جمعها بملك وملكة هولندا.
أما أول مرة ارتدت فيها الملكة البروش فكانت خلال زيارتها الرسمية إلى هولندا عام 1958، حين التقت لويس آشير، شقيق الصائغ الذي قام بتقطيع الماسة الأصلية، وسمحت له بحمل الماسات بعد مرور نصف قرن على عمل شقيقه، في لفتةٍ أثارت تأثره العميق.
إرث ملكي يتوارثه الأجيال
بعد وفاة الملكة إليزابيث عام 2022، عادت الماستان إلى دائرة الضوء مجددًا، حيث ظهرتا في تاج تتويج الملكة كاميلا عام 2023، بعد أن تم إعادة استخدام تصميم تاج الملكة ماري الأصلي الذي يعود إلى عام 1911.
ويُذكر أن التاج الحالي يحتوي على نسخ طبق الأصل من ماسات كولينان الثالثة والرابعة والخامسة ليُتاح استخدامها كقطع مجوهرات منفصلة عند الحاجة.
تاريخ وأصل ماسة كولينان
توضح مؤسسة المجموعة الملكية أن ماسة كولينان تم تقسيمها إلى تسع ماسات رئيسية، أُهديت اثنتان منها (كولينان الأولى والثانية) إلى الملك إدوارد السابع عام 1909، وأصبحتا جزءًا من صولجان الملك وتاج الدولة الإمبراطوري.
أما كولينان الثالثة والرابعة فتم إهداؤهما إلى الملكة ماري عام 1910 بعد أن أعادت الحكومة الجنوب أفريقية اقتناءهما من الصائغ الهولندي جوزيف آشير، الذي أشرف على تقطيع الماسة الأصلية.
القيمة التقديرية للبروش
تزن ماسة كولينان الثالثة نحو 94.40 قيراطًا على شكل كمثرى، فيما يبلغ وزن كولينان الرابعة 63.60 قيراطًا على شكل وسادة مربعة.
ويُقدّر صائغ المجوهرات ستيفن ستون قيمة البروش المجمع بحوالي 50 مليون جنيه إسترليني، بينما ذكرت صحيفة “الغارديان” عام 2023 أن قيمته قد تتجاوز 180 مليون جنيه إسترليني نظرًا لندرتها وتاريخها الملكي، أي ما يعادل أكثر من 200 مليون دولار أميركي في عام 2025.
إرث من الفخامة والهيبة
رغم امتلاك الملكة الراحلة مجموعة واسعة من المجوهرات الفاخرة، فإنها اختارت بروش كولينان الثالث والرابع لمناسبات قليلة ومختارة، ما أضفى عليه هالة من الندرة والفخامة. واليوم، يواصل هذا البروش الأسطوري رحلته مع الملكة كاميلا، ليبقى رمزًا خالدًا يجسّد تاريخ العائلة المالكة وتوارثها لأفخم كنوز المجوهرات في العالم.
