مهرجان الجونة يحتفي بيوسف شاهين: أفلام خالدة تعود بروح جديدة

متابعة بتجــرد: شهدت السينما المصرية في السنوات الأخيرة نشاطًا ملحوظًا في ترميم أفلام المخرج الكبير يوسف شاهين، ضمن جهود المؤسسات الثقافية والفنية الرامية إلى الحفاظ على التراث السينمائي المصري والعربي، وإعادة تقديم روائع السينما الكلاسيكية برؤية حديثة وجودة تليق بتاريخها.
تكريم يوسف شاهين في مهرجان الجونة
ويتزامن هذا الاهتمام مع إعلان مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة، التي تُقام من 16 إلى 24 أكتوبر الجاري، عن تخصيص برنامج خاص للاحتفاء بالمخرج العالمي يوسف شاهين، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده في 25 يناير 2026.
ويُفتتح هذا البرنامج اليوم الجمعة 17 أكتوبر، حيث يُعرض عدد من أبرز أعماله المرمّمة التي شكّلت محطات خالدة في تاريخ السينما المصرية والعربية، وأثرت بعمق في أجيال من المبدعين وصنّاع السينما حول العالم.
أبرز أفلام يوسف شاهين المرمّمة
بابا أمين (1950)
أول أفلام يوسف شاهين كمخرج، بطولة حسين رياض وفاتن حمامة وكمال الشناوي، تدور أحداثه في إطار خيالي رمزي حول موظف يعود من العالم الآخر ليرى كيف تغيّرت أسرته بعد وفاته، في معالجة مبكرة لعلاقة الإنسان بالحياة والموت.
سيدة القطار (1952)
دراما رومانسية من بطولة ليلى مراد ويحيى شاهين، تسلط الضوء على الخيانة والطمع الإنساني من خلال قصة مطربة تتورط في مؤامرة زوجها للاستفادة من تأمين حياتها بعد حادث قطار.
صراع في الوادي (1954)
أحد أبرز أفلام الخمسينيات، بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف، يتناول الصراع الطبقي والفساد والإقطاع من خلال قصة مهندس زراعي يسعى لإصلاح قريته ويواجه مؤامرات الباشوات.
صراع في الميناء (1955)
بطولة فريد شوقي وهند رستم وعمر الشريف، يصوّر حياة العمال في ميناء الإسكندرية وصراعاتهم الطبقية، ضمن قصة حبّ تتقاطع مع الطموح والغيرة والمصير.
إنت حبيبي (1957)
فيلم غنائي كوميدي من بطولة شادية وفريد الأطرش، تدور أحداثه حول زواج صوري يتحوّل إلى حبّ حقيقي في أجواء خفيفة ومليئة بالرومانسية والموسيقى.
ودعت حبك (1957)
بطولة شادية وفريد الأطرش، يقدّم قصة مؤثرة عن الحب والتضحية في أجواء المستشفيات العسكرية، بأسلوب يجمع بين الدراما والإنسانية.
باب الحديد (1958)
تحفة سينمائية خالدة وبصمة في تاريخ السينما العالمية، بطولة فريد شوقي وهند رستم ويوسف شاهين، يتناول قصة بائع جرائد مهووس بفتاة تعمل في محطة القطار، ليقدّم من خلالها نقدًا نفسيًا واجتماعيًا جريئًا لم يسبق له مثيل.
الناصر صلاح الدين (1963)
أضخم إنتاجات شاهين وأكثرها ملحمية، بطولة أحمد مظهر ونادية لطفي وصلاح ذو الفقار، يوثّق سيرة القائد صلاح الدين الأيوبي وصراعه مع الصليبيين، ويُعد أحد أعمدة السينما التاريخية المصرية.
فجر يوم جديد (1964)
بطولة سناء جميل وسيف عبد الرحمن، يتناول التحولات الاجتماعية بعد ثورة يوليو 1952، من خلال قصة امرأة برجوازية تواجه تغيّر الطبقات في مجتمع جديد.
الاختيار (1970)
عن قصة نجيب محفوظ، بطولة سعاد حسني وعزت العلايلي، يجسّد الانقسام النفسي للمجتمع المصري بعد نكسة 1967، عبر قصة كاتب يعيش صراعًا داخليًا بعد مقتل توأمه.
الأرض (1970)
واحد من أهم أفلام الواقعية في السينما العربية، بطولة محمود المليجي وعزت العلايلي، يروي كفاح الفلاحين ضد الإقطاع في الثلاثينيات في مشاهد إنسانية خالدة.
عودة الابن الضال (1976)
بطولة شكري سرحان، ماجدة الرومي وسهير المرشدي، عمل رمزي عن سقوط الحلم العربي بعد 1967، يمزج بين الواقعية والشعرية بأسلوب شاهين الفريد.
إسكندرية كمان وكمان (1989)
بطولة يسرا وحسين فهمي وعمرو عبد الجليل، وهو الجزء الرابع من سلسلة “الإسكندرية”، ويقدّم سيرة ذاتية فنية ليوسف شاهين نفسه، متناولًا علاقته بالفن والسياسة والحياة.
المصير (1997)
أحد أشهر أفلام شاهين عالميًا، بطولة نور الشريف وليلى علوي ومحمد منير، يتناول سيرة الفيلسوف ابن رشد وصراعه مع السلطة والتطرف، وقد نال الفيلم إشادة واسعة في مهرجان كان.
إرث سينمائي خالد
تُشكّل أعمال يوسف شاهين المرمّمة ذاكرة حيّة للسينما المصرية والعربية، وإعادة عرضها اليوم بجودة رقمية حديثة هو بمثابة احتفاء بالهوية البصرية والفكرية للفن السابع.
فما تركه شاهين من بصمة لا يقتصر على أفلامه فحسب، بل يمتدّ إلى أجيالٍ من السينمائيين الذين استلهموا من رؤيته وجرأته وشغفه الدائم بالحياة والفن.