“كاراته”.. دراما سعودية شبابية تُجسّد صراع القوة والذات

متابعة بتجــرد: دراما سعودية من أعمال شاهد الأصلية، تحكي عن راكان وهو شاب يافع، قادم من حي شعبي. ينتقل إلى مدرسة للنخبة بفضل منحة دراسية، حيث يجد نفسه في صراع بين إثبات ذاته في عالم الكاراتيه وبين التحديات الاجتماعية والعائلية التي تهدّد مستقبله، ضمن العمل الاجتماعي السعودي الشبابي “كاراته”، من أعمال شاهد الأصلية بمشاركة “أستوديوهات MBC”، ويعرض على شاهد. ويضم كوكبة من الممثلين منهم فيصل الدوخي، مطلق مطر، فتون الجار الله، وبمشاركة كابتن المنتخب السعودي للكاراتيه سابقاً عماد المالكي، متعب القميزي، سعيد صالح، والشابين سيف المالكي وسلطان مسيري وهو من كتابة علاء حمزة وتوقيع المخرج عبد الرحمن الجندل.
لا يقدم العمل قصة مواجهات في لعبة الكاراتيه فقط، بل يغوص في الصراعات الداخلية، ومواجهة الذات، وإيجاد القوة الحقيقية في أكثر اللحظات المظلمة.
فيصل الدوخي في دور سالم
يُقدم فيصل الدوخي شخصية سالم، “وهو لاعب كاراتيه سابق، بسبب حدث معين تعرض له خلال مسيرته في لعبة الكاراتيه ترك اللعبة وركز على التدريب، والتحق بالتدريب لهذه الرياضة في إحدى المدارس الخاصة”. ويُوضح الدوخي أن سالم اضطر أن يكون مربيًا، ترك اللعبة مجبراً وركز على التدريب، ويصادف شابًا لديه الشغف والطاقة لكنه لم يكتشفهما بعد، فيحاول أن يسيطر على هذه الطاقة ويوظفها بشكل صحيح، ويزيد من ثقة الشاب بنفسه”. ويسرد الدوخي قصة سالم بالقول إنه “فقد والديه مبكرًا والتزمت جدته بتربيته وتعليمه، وعاش سعيداً معها، وأحب أن يتزوج مبكراً لكن رفضه والد العروس، وهو ما جعله يصرف النظر تماماً عن هذا الموضوع وينسى فكرة الزواج، ويلتفت إلى لعبة الكاراتيه ويبدأ بتحقيق البطولات فيها، لكن في بداية العشرينات يصطدم بواقع مر في البطولات، يؤثر على مسيرته في اللعبة ويدفعه إلى الاعتزال، وعاد خطوة إلى الوراء”.
مطلق مطر في دور جاسر
يوضح مطلق مطر أنه يقدم شخصية جاسر وهو بطل كاراتيه سابق ومدرب حالي، “يعمل على تدريب مجموعة من الطلاب من بينهم خالد، وهو في نفس الوقت صديق سالم سابقاُ وعدوه الحالي، حيث تحمل الدراما مواقف ومواجهات كثيرة مع سالم”. يشرح مطلق قائلاً إن “جاسر هو شخص متقلب ولديه وجهة نظر يتبعها ولا يتمتع بالأخلاقيات الرياضية المتعارف عليها، بل بالدهاء والهاجس الأكبر عنده هو الفوز بأي طريقة كانت”. وعن التحضير للشخصية يقول: “تابعت أفلاماً وثائقية عن رياضة الكاراتيه، وقد ساعدني وجود ابطال كاراتيه حقيقيين في العمل”. يعرب عن سعادته أنه ممثل في الحياة، “لأن هذا المجال يتيح لي متعة اختبار شخصيات ومهن كثيرة فأكون اليوم مدرب كاراتيه وغداً طبيباً ثم محامياً، وتبحر بالتالي في عوالم مختلفة”.
فتون الجار الله في دور موضي
تُشير فتون الجار الله إلى أنها “ليست المرة الأولى التي أُقدم فيها دور أم، وأحرص على أن أوصل الإحساس لأكون مقنعة وهذا من أهم الأشياء”. وتُوضح الجار الله تفاصيل شخصيتها، وتختصر الشخصية بعبارة أنها “امرأة حالمة وقوية كسرتها الدنيا وكسرها زوجها”. وتشرح أن “موضي هي أم ركان، امرأة متعلمة وقد حصلت على درجة الماجستير وتُدرس في مدرسة خاصة، وتمكنت من أن تحصل على منحة لابنها راكان”. وتُضيف أن موضي “تعبت كثيراً لأجل عائلتها وظلة وفية لزوجها وضحّت من أجله لكنه خذلها، وكان حلمها أن تصنع مكانة لولدها وبسبب إخلاصها لتعليم طالباتها حصلت على منحة دراسية لولدها في واحدة من أفضل مدارس الرياض، في وقت تستمر الصراعات مع زوجها”. وتضيف أنه “مع الوقت تغير حلمها، فانضمام ولدها إلى عالم الكاراتيه، يجعلها تهتم أكثر فأكثر في تحقيق حلمه بأن يكون بطلاً في هذه الرياضة، بعدما لمست شغفه الكبير بها”.
سيف مطلق المالكي في دور راكان
يُوضح سيف المالكي، الحائز على عدة ميداليات ذهبية في لعبة الكاراتيه، أنه دخل مجال التمثيل بعدما جاءه عرض المخرج عبد الرحمن الجندل، واتفق مع إدارة المنتخب. ويُعبر المالكي عن شعوره في البداية، قائلاً: “كنت مترددًا وخائفًا من اختبار التمثيل، لكني أحببت الفكرة والتجربة”. ويتوقف سيف عند تفاصيل دوره، مُبيناً أن “راكان عبد السلام شخص من طبقة متواضعة يمر بأحداث تغير مجرى حياته، إثر دخوله مدرسة جديدة. يمر بتحديات في الحياة، ضمن أحداث درامية قوية ومواجهات مع شخصية خالد بشكل خاص”. ويُوضح طبيعة علاقته الأسرية، قائلاً إن “علاقته بأمه قوية لكن الأب لا يعطيه أي اهتمام”. ويرى أن المدرب سالم هو بمثابة الأب والداعم الذي لم يحظ به في الحياة”.
سلطان مسيري في دور خالد
أما سلطان مسيري، فيُعرف بنفسه، كأحد لاعبي نادي الهلال، وأن لديه إنجازات رياضية وبطولات داخل المملكة وخارجها والحائز على الميدالية الذهبية لبطولة آسيا ٢٠٢٥. ويشير إلى خضوعه لـ “كاستينغ” أدى إلى اختياره لتجسيد شخصية خالد”. ويُشير إلى كلام المخرج، حين قال إن شخصية خالد تناسبني، مؤكداً على أن الشخصية تسير بمبدأ “لا ترحم خصمك”. ويُوضح تفاصيل شخصية خالد، وهو شاب متنمر، يعاني إهمال أهله وعدم اهتمامهم به، وعلاقته ليست مثالية مع والده. هذا الأمر، يدفع المدرب جاسر لاستغلاله لتصفية حسابات شخصية وانتقامية”.
الكاتب علاء حمزة
يُشير الكاتب علاء حمزة إلى أن مسلسل “كاراته”، يمثل توجهًا جديدًا لفئة عمرية لم يسبق للدراما السعودية خصوصاً تناولها في أعمالها السابقة، حيث كان التركيز على فئات عمرية أكبر. ويوضح أن أهمية المرحلة المتوسطة، أنها انتقالية، ما بين الطفولة والمراهقة، حين يتخبط الإنسان بمشاعر مختلفة، جسديًا وذهنيًا وعقليًا، ويُحس بأنه أصبح رجلاً فيتمرد على الأسرة، وهي مرحلة جميلة لكنها خطيرة، وهي كذلك من أهم المراحل التي تبني الإنسان ومستقبله”. ويُسلط الكاتب الضوء على القضية المحورية للمسلسل، وهي انتقال راكان من مرحلة عمرية إلى أخرى، وحاجته إلى الإرشاد والتوجيه الصحيح ليصبح عضوًا فاعلاً في المجتمع لاحقًا. ويكشف كيف ينتقل الشاب من حياة إلى حياة أخرى، حيث يعيش مع أمه في حي شعبي ويعانيان من ظروف مادية، ثم يحصل على منحة للانتقال إلى مدرسة خاصة أعلى من مدرسته الحالية”. ويضيف حمزة أن “راكان يذهب إلى تلك المدرسة، حيث يشعر باختلافه عن بقية الطلاب، ومن هنا تنطلق الصراعات. يُؤكد حمزة أن الولد في هذا العمر يحتاج إلى إرشاد وتوجيه ليس في المنزل فحسب، بل في المدرسة أيضًا، لافتاً إلى أهمية وجود مُدرس يَعي رسالته الحقيقية، وإدراكه أنه يتعامل مع “عجينة يستطيع أن يشكلها كما يشاء”. ويُبين الكاتب أن راكان يلتقي في المدرسة بأستاذ ومدرب كاراتيه يدعى سالم، ولهذا الرجل معاناته الخاصة، لكن سالم يرى في راكان الشاب الذي يحتاج إلى إرشاد وتوجيه، ويلمس فيه الموهبة التي لم يرها الآخرون.
المخرج عبد الرحمن الجندل
من جانبه، يُشير المخرج عبد الرحمن الجندل إلى تحدي فترة التجهيز والتصوير، موضحاً أن “الأساس هنا هو لعبة الكاراتيه التي تتطلب وقتًا للبحث عن تفاصيلها الكاملة، “لذلك اخترت أن أفكر فيها بطريقة مختلفة، هي مخاطرة لا شك لكنها مخاطرة محسوبة ومدروسة، عبر اختيار لاعبي كاراتيه محترفين وتدريبهم على التمثيل”. ويُفيد الجندل أنه تمت تصفية عدد كبير من المرشحين، “وعلى ضوء المجهود والالتزام الذي لمسناه خلال فترة التدريب تم اختيار الشباب معنا”.
ويُركز المخرج على الأبطال، لافتاً إلى أن لديه “البطل والبطل”، أي سيف المالكي (راكان) وسلطان مسيري (خالد)، وهم من أبطال الكاراتيه ومن أبناء الرياض. ويُشير إلى عمله معهما وتدريبهما، من خلال تدريبات تمثيل محترفة، ولاحظ تطور أداءهما التمثيلي”. “الأولاد أذكياء وسريعي البديهة وكانوا يرفعون طاقة الحماس خلال التصوير”. ويحرص الجندل في معظم أعماله بأن يستكشف ممثلين جدد. يُبين المخرج خلفية شخصية ركان، لافتاً إلى أنه “توأم سيامي، وخلال عملية الفصل للتوأم توفي أخوه. وهذه الحالة سببت للوالد صدمة أدّت إلى رفضه للابن الباقي على قيد الحياة واتهامه بأنه السبب في وفاة توأمه، فيما يعيش الابن صراعًا داخليًا بينه وبين نفسه ويظن أنه السبب في موت أخيه”، لافتا إلى “صراعات داخلية كبيرة يعيشها راكان في سياق الأحداث”. ويُضيف المخرج أن الصراع الثاني هو علاقته مع أبيه، و”الغضب الذي يحاول السيطرة عليه داخل البيت، لكن كيف ينعكس هذا الأمر على ردود أفعال راكان خارج المنزل؟”.
الجدير بالذكر أن الدراما السعودية “كاراته” هي من تأليف علاء حمزة وإخراج عبد الرحمن الجندل، وبطولة مجموعة من الممثلين السعوديين فيصل الدوخي، مطلق مطر، فتون الجار الله، سيف المالكي، سلطان مسيري، سعيد صالح، لطيفة القرن، عبد الرحمن الريمي، روان الحربي، روان الطويرقي، نوف السبيعي، محمد الحربي، مهند الصالح، هاشم الهوساوي، ياسين غزاوي والبطل السعودي العالمي في الكاراتيه الكابتن عماد المالكي وآخرين من الممثلين وهو من أعمال شاهد الأصلية بالتعاون مع استوديوهات MBC.
من أعمال شاهد الأصلية، يعرض مسلسل “كاراته” على “شاهد”.