الكشف عن كواليس تسليم فضل شاكر نفسه.. تنسيق أمني وتدخلات عربية

متابعة بتجــرد: كشفت صحف ومواقع إعلامية لبنانية أن الفنان فضل شاكر، المطلوب للقضاء اللبناني منذ أكثر من 12 عامًا، قد سلّم نفسه مساء السبت إلى مخابرات الجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا الجنوبية، بعد سنوات من الاختباء هناك منذ أحداث عبرا التي اندلعت في 23 حزيران/يونيو 2013 بين أنصار الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني.
ووفقًا لمصادر أمنية نقلتها وسائل الإعلام اللبنانية، جاء تسليم شاكر لنفسه عبر تنسيق مسبق، بعد أن أجرى اتصالًا بواسطة وسيط مع مخابرات الجيش وأبلغهم قراره، حيث تم التنسيق مع وزارة الدفاع اللبنانية لتنفيذ العملية بهدوء. وتوجّهت قوة من المخابرات إلى حاجز “الحسبة” عند مدخل المخيم، حيث تسلّمته رسميًا ونقلته مباشرة إلى مقر وزارة الدفاع في اليرزة.
تدخلات عربية لتسوية الملف
وأشارت التقارير إلى أن تدخلات عربية رفيعة المستوى ساهمت في تسريع تنفيذ هذه الخطوة، خاصة أن فضل شاكر كان قد عبّر في أكثر من مناسبة عن استعداده لتسليم نفسه شرط أن تكون محاكمته عادلة وألا يتعرّض لأحكام قاسية، مستندًا إلى تبرئته في معظم القضايا التي حوكم فيها غيابيًا.
كما ذكرت المصادر أن اتصالات مكثّفة جرت في الأيام الأخيرة لتسوية عدد من الملفات العالقة، شملت الدعاوى الشخصية المقدّمة ضده، والتي تم التوصّل إلى إسقاطها بعد اتفاقات قانونية مع أصحابها، في إطار ما وُصف بـ”تسوية شاملة” لوضعه القضائي.
إعادة فتح الملفات من الصفر
وبحسب مصادر قضائية، فإن تسليم فضل شاكر نفسه يسقط جميع الأحكام الغيابية الصادرة بحقه، ويفتح الباب أمام إعادة النظر في ملفاته القضائية من البداية. وأوضحت أن الخطوة التالية ستشمل السماح له بتوكيل محامين للدفاع عنه، واستجوابه في القضايا المقامة ضده، تمهيدًا لتحديد مواعيد لجلسات علنية لإعادة محاكمته أمام المحكمة العسكرية.
وأكدت المصادر أن القانون اللبناني يمنح المطلوب الذي يسلّم نفسه حق إعادة المحاكمة، بعد أن كانت الأحكام السابقة قد صدرت بحقه بصفته “فارًّا من العدالة”. كما أوضحت أن شاكر أصبح الآن قادرًا على تقديم أدلة وشهادات جديدة قد تُثبت براءته، خاصة مع وجود إفادات في ملف قضية الشيخ أحمد الأسير تشير إلى أنه غادر منطقة عبرا قبل اندلاع المواجهات.
مرحلة جديدة في قضية شاكر
ووفق ما نقلته الصحف اللبنانية عن مصادر مطلعة، فإن خطوة شاكر جاءت بعد تفاهمات نهائية تمّت خلال الساعات الأخيرة بمشاركة جهات عربية، لتهيئة الطريق أمام عودته إلى الحياة القانونية الطبيعية. وأشارت إلى أن استمرار توقيفه أو الإفراج عنه سيتوقّف على سرعة الإجراءات القضائية المقبلة، وسط تفاؤل أوساط مقربة منه بقرب انتهاء أزمته.
بهذه الخطوة، تدخل قضية فضل شاكر مرحلة جديدة قد تطوي واحدة من أكثر الملفات القضائية والأمنية جدلًا في لبنان خلال العقد الأخير، في انتظار ما ستسفر عنه إعادة محاكمته أمام المحكمة العسكرية والقرارات المنتظرة في الأسابيع المقبلة.