تراجع “المهرجانات” في مصر.. هل يطوي عمر كمال صفحة كاملة من الغناء الشعبي؟

متابعة بتجــرد: شهدت الساحة الغنائية المصرية خلال الأيام القليلة الماضية مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما أعلن كلٌّ من عمر كمال وحودة بندق، وهما من أبرز نجوم أغاني المهرجانات، ابتعادهما عن هذا النمط الفني نهائيًا، والدخول في مسارٍ موسيقي جديد يبتعد عن المهرجانات تمامًا، بعد سنواتٍ من تصدّرهما المشهد الغنائي الشعبي، ما فتح باب التساؤلات حول مستقبل هذا اللون الغنائي، الذي يبدو أنه يواجه أزمة غير مسبوقة.
تراجع واضح في الشعبية
خلال الأشهر الأخيرة، تراجعت جماهيرية أغاني المهرجانات بشكلٍ ملحوظ، وانخفضت نسب المشاهدة والاستماع لأعمال روادها، إلى جانب غيابهم شبه الكامل عن حفلات صيف 2025. وترافق ذلك مع سلسلة من الأزمات القضائية والتنظيمية التي طالت عدداً من الأسماء البارزة في المجال، مما انعكس سلبًا على حضورهم الفني.
ويرى مراقبون أن المهرجانات فقدت الزخم الذي اكتسبته في عهد الفنان هاني شاكر أثناء توليه نقابة المهن الموسيقية، إذ كانت محاولاته لملاحقة هذا النوع من الأغاني تثير الجدل وتزيد شعبيته. غير أن مجيء الفنان مصطفى كامل إلى رئاسة النقابة فرض شروطًا صارمة على مؤدي المهرجانات، ما قيّد ظهورهم وأعاد ترتيب المشهد.
تراجع نجوم الصف الأول
تُعد أزمة حمو بيكا مثالاً واضحًا على هذا التراجع، إذ واجه سلسلة من القضايا انتهت بحبسه أكثر من مرة، ما أثر على نشاطه الفني. وبعد أن كان يطرح أغنية أسبوعيًا تقريبًا، لم يصدر سوى 12 أغنية هذا العام، كان آخرها “هصاحب ديابة”، وسط انخفاض كبير في نسب المشاهدات التي لم تتجاوز 150 ألفاً في بعض الأعمال.
أما حسن شاكوش، الذي صنع اسمه بأغنية “بنت الجيران” المحققة لما يقارب 700 مليون مشاهدة، فقد ابتعد هو الآخر عن الساحة في الأشهر الأخيرة، وسط أنباء عن أزمة صحية وعلاج داخل أحد المستشفيات.
وتراجع بريق نجوم آخرين مثل عنبة، عصام صاصا، إسلام كابونجا، وأحمد موزة، الذين كانوا يوماً من أعمدة هذا اللون الغنائي.
صعود الراب على حساب المهرجانات
في المقابل، يشهد مشهد الراب المصري ازدهارًا لافتًا بعد فترة من التراجع، إذ اكتسب نجومه شعبية ضخمة وأعادوا رسم ملامح الساحة الشبابية. ففنانون مثل ويجز، مروان موسى، مروان بابلو، عفروتو، أبيوسف، أبو الأنوار، وليجي سي، باتوا يحظون بإقبال جماهيري واسع، وأصبحت حفلاتهم وألبوماتهم من أبرز الأحداث الموسيقية في مصر والعالم العربي.
تحوّل جذري في مسار عمر كمال وحودة بندق
أعلن عمر كمال عن تحضير ألبوم جديد سيصدر مطلع نوفمبر المقبل، بعيداً عن المهرجانات، ليُبرز من خلاله قدراته الغنائية بصوتٍ يُشبه إلى حدٍّ كبير الفنان محمد فؤاد. ويتعاون في الألبوم مع مجموعة من أبرز صُنّاع الموسيقى في مصر، منهم تامر حسين، عزيز الشافعي، رامي جمال، أحمد إبراهيم، ومحمد البوغة.
أما حودة بندق، فاختار بدوره الابتعاد عن المهرجانات نهائيًا، وحذف لقب “بندق” من اسمه الفني ليصبح “حودة” فقط، مؤكّدًا أن ألبومه المقبل سيحمل طابعًا موسيقيًا جديدًا يجمع بين الهاوس، التكنو، والمقسوم.
ويبقى السؤال المطروح: هل تستعيد أغاني المهرجانات بريقها من جديد بعد هذه الانعطافة الفنية الكبيرة، أم يكون ما نشهده اليوم بداية النهاية لحقبةٍ موسيقية شكّلت جزءًا بارزًا من هوية الشارع المصري في العقد الأخير؟