إحياء ذكرى ميلاد عزت أبو عوف.. الطبيب الذي أصبح رمزاً فنياً خالداً
متابعة بتجــرد: يُعد الفنان الراحل عزت أبو عوف أحد أبرز الوجوه الفنية التي تركت بصمة قوية في وجدان الجمهور العربي، سواء من خلال مشواره الطويل في التمثيل أو بداياته في عالم الموسيقى. فقد جمع بين موهبتين نادرتين مكّنتاه من حجز مكانة خاصة على الساحة الفنية لعقود طويلة.
مسيرة موسيقية ناجحة مع فرقة “4M”
بدأ عزت أبو عوف رحلته الفنية عازفاً على آلة الأورج، قبل أن يؤسس في سبعينيات القرن الماضي فرقة “4M” مع شقيقاته، والتي لاقت نجاحاً كبيراً بفضل الأغاني التي قدمتها وارتبطت بذاكرة جيل كامل من المحبين.
الانطلاقة السينمائية مع خيري بشارة ونجاحات أمام الكبار
دخل أبو عوف عالم السينما في مطلع التسعينيات من خلال فيلم “آيس كريم في جليم” للمخرج خيري بشارة وبطولة عمرو دياب، ليشكل هذا العمل نقطة تحول مهمة في مشواره الفني. ومن هنا انطلقت مسيرته السينمائية التي امتدت 15 عاماً تعاون خلالها مع عمالقة الفن، منهم أحمد زكي في “حسن اللول”، “إضحك الصورة تطلع حلوة”، و”أرض الخوف”، وكذلك عادل إمام في “طيور الظلام”، “بخيت وعديلة”، “السفارة في العمارة”، “حسن ومرقص”، و”بوبوس”، فضلاً عن وقوفه إلى جانبه على خشبة المسرح في مسرحية “بودي جارد”.
كما كان داعماً بارزاً للجيل الجديد من الفنانين الشباب مطلع الألفية، حيث شارك في أعمال سينمائية متنوعة جمعت بين الكوميديا والتراجيديا، مؤكداً مكانته كفنان شامل قادر على أداء مختلف الأدوار.
من الطب إلى الفن.. سر لم يعرفه كثيرون
ورغم ارتباط اسمه بالفن، إلا أن عزت أبو عوف كان قد تخرج طبيباً متخصصاً في أمراض النساء، وعمل في المجال الطبي لمدة خمس سنوات، وأجرى خلالها ما يقارب 200 عملية ولادة—all لطفلات إناث دون أن يشهد ولادة طفل ذكر. هذا الجانب من حياته كشفه بنفسه خلال لقاء تلفزيوني مع الإعلامية هالة سرحان، حيث أكد أيضاً أن نجاحه لم يكن ليتحقق لولا دعم زوجته التي وصفها بأنها “امرأة عظيمة” وقفت إلى جانبه طيلة حياته.
رحيل وذكرى باقية
رحل الفنان عزت أبو عوف عن عالمنا في الأول من يوليو عام 2019 عن عمر ناهز 71 عاماً، بعد مسيرة فنية امتدت نحو نصف قرن، جمع خلالها بين الموسيقى والتمثيل ليصبح رمزاً فنياً متفرداً. واليوم، في ذكرى ميلاده التي توافق 21 أغسطس، يبقى اسمه محفوراً في ذاكرة جمهوره ومحبيه، شاهداً على رحلة فنية وإنسانية استثنائية.
