تامر حسني في ليلة لا تُنسى في بيروت.. الجمهور اللبناني احتفى به من المطار إلى المسرح

متابعة بتجــرد: كرّس النجم المصري تامر حسني مجدداً مكانته كواحد من أعمدة الغناء العربي وأكثرهم تأثيراً، في حفل استثنائي أحياه في لبنان، تحوّل إلى مهرجان حب وجماهيرية، منذ لحظة وصوله إلى بيروت وحتى اعتلائه خشبة المسرح.
من المطار، بدأ المشهد الكبير؛ حشود من المعجبين، زغاريد، ورود، ودبكة لبنانية أضفت على الاستقبال طابعاً احتفالياً قلّما يحظى به فنان. ظهر تامر محمولاً على الأكتاف، ملوّحاً بالعلم اللبناني وسط هتافات تصدح باسمه، قبل أن يتوجه إلى الفندق وسط موجة من الحفاوة التي وثّقها بنفسه عبر “إنستغرام”، وكتب: “لحظات لا تُنسى من كرم ومحبة الجمهور اللبناني الحبيب، من لحظة وصولي المطار حتى الفندق، كل الحب والشكر والتقدير للشعب اللبناني الراقي، حفظكم الله يا غاليين على قلبي”.
عرض يليق بالكبار
على خشبة المسرح، قدّم تامر حسني عرضاً غنائياً صاخباً، جمع فيه بين أضخم نجاحاته وأغنياته الحديثة، وسط ترديد جماعي من الجمهور الذي غصّت به ساحة الحفل. واستهل الأمسية بتحية فنية راقية، إذ افتتح الحفل بأغنية “كيفك إنت” التي قدّمتها السيدة فيروز لابنها الراحل زياد الرحباني، مقدّماً إياها كتحية لروح زياد والسيدة فيروز، ومنه للجمهور اللبناني الذي يعشقه منذ بداياته الفنية، وسط تفاعل كبير من الحاضرين الذين تناقلوا على الفور مقاطع الفيديو له وهو يغنيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يكن الحفل مجرد غناء، بل لوحة فنية متكاملة؛ الإضاءة، والمؤثرات البصرية، وتصميم المسرح، كلها صنعت أجواء مبهرة عكست مستوى الإنتاج الضخم، فيما كان تامر يتنقل بين المنصة والجمهور بخفة وعفوية، يلوّح بيديه تارة، ويشارك الحاضرين الغناء تارة أخرى. ومع كل أغنية، كانت الأجواء ترتفع درجة، حتى وصلت ذروتها عند تقديم أغنياته التي شكلت محطات فارقة في مسيرته.
وفي لحظة إنسانية مؤثرة، توقّف تامر عن الغناء ليتحدث مباشرة إلى جمهوره اللبناني، مؤكداً أن بيروت كانت وستظل جزءاً من رحلته الفنية والإنسانية، وموجهاً الشكر لكل من حضر من مختلف المناطق، معبّراً عن اعتزازه بأن أغنياته كانت جزءاً من ذكرياتهم وأفراحهم على مدار السنوات.
“لينا ميعاد”.. ألبوم يكتب فصلاً جديداً في مسيرته
بالتوازي مع النجاح الجماهيري في بيروت، يحقق تامر حسني انتصاراً فنياً لافتاً عبر ألبومه الجديد “لينا ميعاد”، الذي تمكّن في أيام قليلة من السيطرة على قوائم التريند، حيث تصدرت أغنية “الذوق العالي” مع الفنان محمد منير المركز الأول، فيما حجزت كل أغنيات الألبوم مكانها ضمن المراتب الأولى.
وكشف تامر عبر “فيسبوك” كواليس هذا النجاح قائلاً: “كنت أقرأ تعليقاتكم السلبية قبل الإيجابية، وأعرف أنكم تحبونني، وهذا ما جعلني أتعهد داخلي أن أفرحكم وأجعلكم فخورين بمجهودي… احترمت ذكرياتكم على صوتي، وتعبت تعباً غير طبيعي، ودخلت المستشفيات منتصف العام ولم أعلن ذلك، لكن التحدي الأكبر كان أن أتفوّق على (عيش بشوقك) والحمد لله وصلت لما حلمت به”.
بهذه الثنائية المبهرة بين وهج المسرح وتفوّق المنصات، يرسّخ تامر حسني حضوره كأيقونة عربية متفرّدة، ويؤكد أن مسيرته ليست مجرّد نجاحات متقطعة، بل إرث فني يتجدد ويكبر مع كل محطة، حاملاً معه رسالة أن الإخلاص للفن والجمهور هو الطريق الأطول والأجمل نحو المجد.