كيف سُرّبت “أنا عايش” قبل طرح “علم قلبي”؟ تفاصيل من أرشيف عمرو دياب

متابعة بتجــرد: في عام 2003، صدر واحد من أبرز وأنجح ألبومات النجم المصري عمرو دياب، وهو ألبوم “علم قلبي”، الذي شكّل محطة مفصلية في مسيرته، ليس فقط بسبب نجاحه الجماهيري الساحق، بل أيضًا بسبب ما سبقه من أحداث غير متوقعة كادت تهدّد الألبوم بالكامل.
فقد تعرّضت معظم أغنيات الألبوم، بتوزيعاتها النهائية وصيغها الموسيقية المكتملة، للسرقة والتسريب قبل الطرح الرسمي، في واقعة أثارت جدلًا واسعًا آنذاك. وتمّت السرقة من استوديو الموزّع الموسيقي فهد، أحد صُنّاع الألبوم، ولم تُعرف هوية الفاعل حتى اليوم. ومن أبرز الأغنيات التي طالتها هذه السرقة أغنية “أنا عايش”، من كلمات ربيع السيوفي وألحان عمرو مصطفى، والتي نُشرت بنسختها الأولى بصوت دياب خارج الألبوم، وحقّقت بدورها انتشارًا واسعًا.
ورغم وقع الصدمة، لم تمر الحادثة مرور الكرام على عمرو دياب، الذي قرر إعادة ترتيب الألبوم بشكل عاجل، وإعادة توزيع بعض الأغنيات بمساعدة فريق فني جديد. فكانت أغنية “أنا عايش” تحديدًا من أكثر الأغنيات المتأثرة، فأسند توزيعها إلى الموزّع هاني يعقوب، وصدرت رسميًا ضمن الألبوم، لتحقق لاحقًا نجاحًا كبيرًا وتُصبح إحدى الأغنيات الأيقونية في رصيد “الهضبة”، وقد تم تصويرها في لندن بكليب شهير.
أما النسخة المسرّبة من الأغنية بتوزيع فهد، فقد حققت رواجًا كذلك خارج إطار الألبوم، ما زاد من الجدل حول هذه الواقعة التي ظلّت واحدة من أشهر حوادث التسريب في تاريخ الموسيقى العربية.
ويُعد “علم قلبي” آخر ألبوم جمع عمرو دياب بالمنتج الكبير محسن جابر، ضمن سلسلة من النجاحات التي امتدت لسنوات تحت مظلّة شركة “عالم الفن”. وقد تزامن طرح الألبوم مع حدث إعلامي بارز، تمثّل في إطلاق قناة “مزيكا”، حيث اعتمد الترويج للقناة على صورة بوستر “علم قلبي” التي ظهرت على التردد طوال فترة البث التجريبي، ثم عُرض برومو كليب الأغنية، قبل أن يُعرض الكليب نفسه بشكل متواصل على مدار الساعة مع افتتاح القناة.
هذا الفصل شكّل النهاية الرسمية لشراكة طويلة وناجحة جمعت دياب بجابر، قبل أن ينتقل “الهضبة” لاحقًا إلى شركة روتانا، ويبدأ مرحلة جديدة من مسيرته الفنية الحافلة.
وبعد مرور 22 عامًا على صدور “علم قلبي”، يبقى الألبوم مثالًا على كيف يمكن لتحوّل مفاجئ أن يُعيد تشكيل عمل فني ويُعيد صياغة النجاح من جديد، في مسيرة نجم لا يعرف إلا الصعود.