أمل كلوني تواجه عقوبات أميركية بعد توصيتها بتوقيف نتنياهو

متابعة بتجــرد: تواجه المحامية اللبنانية البريطانية أمل كلوني، المعروفة بدفاعها عن حقوق الإنسان وزوجة النجم الأميركي جورج كلوني، خطر التعرّض لعقوبات أميركية قد تصل إلى حد منعها من دخول الولايات المتحدة، وذلك على خلفية انضمامها إلى لجنة قانونية أوصت المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، بسبب جرائم مزعومة ارتُكبت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.
وبحسب تقرير لصحيفة «تليغراف» البريطانية، فقد أبلغت وزارة الخارجية البريطانية عددًا من الشخصيات القانونية المشاركة في اللجنة، من بينهم البارونة هيلينا كينيدي واللورد القاضي أدريان فولفورد، بإمكانية تعرضهم لعقوبات أميركية مشابهة، في ظل سياسة لا تزال قائمة منذ عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي فعّل في عام 2020 أمرًا تنفيذيًا يسمح بفرض عقوبات على أي شخص يشارك في تحقيقات تستهدف الولايات المتحدة أو حلفاءها، وعلى رأسهم إسرائيل.
ورغم عدم صدور تحذير رسمي مباشر بحق أمل كلوني، فإنها كانت عضواً بارزاً في اللجنة القانونية التي قدّمت تقريراً يتضمن “أسباباً معقولة للاعتقاد” بأن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من بينها القتل العمد والتجويع والإبادة الجماعية. وأكدت كلوني عبر موقع مؤسسة “كلوني للعدالة” أنها شاركت في هذا الجهد إيماناً منها بضرورة حماية المدنيين وسيادة القانون، مشيرة إلى أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طلب منها المشاركة في مراجعة الأدلة.
في سياق متصل، أعادت هذه التطورات التوتر بين أنصار العدالة الدولية وبعض دوائر النفوذ السياسي الأميركي، وسط تصاعد الدعوات من منظمات دولية مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” لحماية استقلال المحكمة الجنائية الدولية ومنع تدخلات سياسية تعيق العدالة.
وكان ترامب قد فعّل في شباط/فبراير الماضي أمرًا تنفيذياً استهدف المدعي العام كريم خان، مانعًا إياه من دخول الولايات المتحدة، ومهددًا بعقوبات إضافية لكل من يشارك في إصدار مذكرات توقيف ضد قادة إسرائيليين. ورغم أن إدارة الرئيس جو بايدن رفعت بعض هذه القيود، فإن احتمالات عودة ترامب إلى البيت الأبيض تثير قلقاً متزايداً داخل الأوساط الحقوقية.
الجدير بالذكر أن جورج كلوني، الذي تُعرف مواقفه المؤيدة للديمقراطيين، يشارك حالياً في عرض مسرحي بنيويورك، حيث تتواجد أمل كلوني أيضاً، ما يفتح الباب لاحتمال اتخاذ إجراءات مفاجئة ضدها حال تفعيل العقوبات. من جهته، شن ترامب هجوماً على كلوني بعد انتقاده لأداء بايدن، واصفًا إياه بـ”النجم من الدرجة الثانية” و”الخبير الفاشل”.
وفي ظل هذا التصعيد، يرى مراقبون أن ما تتعرض له أمل كلوني يجسّد صراعاً أوسع بين الساعين لترسيخ مبدأ المحاسبة الدولية، ومراكز النفوذ التي تسعى لحماية مرتكبي الجرائم تحت غطاء المصالح السياسية.