متابعة بتجــرد: كشف الممثل الأيقوني آل باتشينو خبايا كثيرة من حياته الخاصة والمهنية في مذكراته، التي صدرت أخيراً بعنوان “سوني بوي”(Sonny Boy)، حيث روى بعض أجزاء من رحلته السينمائية الساطعة، التي كان سارت بعكس رحلته المادية التي لامست الإفلاس أكثر من مرة.
في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، حين شارك في خمسة أفلام فقط، كان باتشينو (84 عاماً) يواعد زميلته ومواطنته ديان كيتون، عندما اكتشف ضائقته المادية، فقال: “عندما أنهيت تصوير فيلم “العراب”، كنت مفلساً، ليس لأنني كنت أملك أيّ أموال من قبل، ولكن لأنني أصبحت مديوناً. حصل مديري ووكلائي على حصصهم من راتبي بينما كان عليّ أن أعيش على الدعم من جيل كلايبورغ (ممثلة أميركية)”.
وأضاف: “كان لديّ ما يقرب من تسعين ألف دولار في البنك، وكان هذا كلّ شيء. لقد كان لديّ أسلوب حياة خاص. كان لديّ منزلي في الريف، ولم أكن أرغب في التخلّي عنه. كنت أنفق ولا أكسب”.
وسرد آل باتشينو كيف جرى استغلاله من قبل محاسبه ومديرة أعماله ماري بريغمان، من دون تهرّبه من المسؤولية: “يمكنني إلقاء اللوم على نفسي، ولكن بعد ذلك سيكون علّي أن أتحمل المسؤولية عن أفعالي”.
وفي هذا الإطار، وافق باتشينو نظرة كيتون إليه، حين صرخت بوجه محاميه لإنقاذه: “هل تعرف مَن هو؟ إنّه فنان، لا إنه أحمق، إنه جاهل. عندما يتعلق الأمر بهذا (المال)، عليك أن تعتني به”.
واعترف النجم الأميركي: “لم أفهم كيف يعمل المال، تماماً كما لم أفهم كيف تعمل المهنة. كانت لغة لم أكن أتحدّثها”، لكنه أقرّ بأنه شارك في مجموعة من الأفلام فقط من أجل المال حين كثرت مسؤولياته المالية: “كان عدد موظفي يزداد، وكنت أعتني بمنزلين، وشقتي، ومكتب، وأعول أسر أطفالي. كنت أنفق ثلاثمئة أو أربعمئة ألف دولار شهرياً، وهو مبلغ كبير من المال”.
ثم سرعان ما وقع آل باتشينو في الإفلاس مجدداً بعيد عام 2011، وسط شكوك بمحاسبه الذي تمّت إدانته لاحقاً وسجنه، موضحاً: “كان لديّ خمسون مليون دولار، ثم لم يكن لديّ أيّ شيء. لقد كنت أملك ممتلكات، ولكن لم يكن لديّ أيّ أموال… كان نوع المال الذي كنت أنفقه، وأين كان يذهب، مجرد مونتاج مجنون للخسارة”.
وعدّد بعض نفقاته: دفع ثمن ست عشرة سيارة، وثلاثة وعشرين هاتفًا محمولًا، ومصمم مناظر طبيعية كان يحصل على “400 ألف دولار سنويًا. وتذكّر أن هذا كان مقابل تصميم مناظر طبيعية في منزل لم أكن أعيش فيه حتى”. واضطر باتشينو إلى بيع أحد منازله، وتصوير إعلانات تجارية للتلفزيون الأوسترالي.
والآن، بعد أن أصبح أكبر سنًا، سلّم الفائز بجائزة الأوسكار بأنه يجب أن يفكّر بجديّة شديدة بتركته الآن، وبأولاده الأربعة: جولي (34 عاماً) من مدربة التمثيل جان تارانت، والتوأمين أنطون وأوليفيا (23 عاماً) من الممثلة بيفرلي دي أنجيلو، ورومان (16 شهراً) من المنتجة نور الفلاح، و”هذا يعني أنني يجب أن أحصل على المشورة من أشخاص أذكى مني بكثير” على حدّ قول باتشينو.