أخبار عاجلة
“المابين” التونسي يفوز بجائزة أفضل فيلم في روتردام

“المابين” التونسي يفوز بجائزة أفضل فيلم في روتردام

متابعة بتجــرد: فاز فيلم “المابين” للمخرجة التونسية ندى المازني حفيّظ بجائزة أفضل فيلم روائي طويل بالدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الفيلم العربي بروتردام التي أعلنت جوائزها الأحد في هولندا.

ويتطرق الفيلم على امتداد 95 دقيقة إلى مسألة مسكوت عنها في العالم العربي وهي تلك التي تتعلق بالأقليات الحاملة لـ”تشوه خلقي أو جنسي” أو ما يعتبره البعض اضطرابا في الهوية الجنسية ويراه البعض الآخر ازدواجا جنسيا.

وتدور أحداث “المابين” حول شابة في الثالثة والعشرين من عمرها تدعى “شمس”، تقطن بإحدى الجزر التونسية الهادئة وتعمل في مجال تصميم الأزياء والخياطة، تعيش قصة حب متبادلة مع أحد البحارة، لكن حياتها تنقلب مع انكشاف جنسها، فتقرّر، مكرهة، الانتقال للعيش في العاصمة في محاولة لتغيير حياتها.

ويمكن تجزئة الفيلم إلى قسمين: الأول هو اختيار “شمس” التي تعاني مرضا نادرا يتمثل في معاناتها من “ثنائية الجنس” جنسها لتكون أنثى، أما الجزء الثاني، فهو محاولتها التعوّد على أن تكون ذكرا لعل نظرة الناس تتغيّر تجاهها، لكن في كلتا الحالتين تتعرض “شمس” للتنمر وللعنف الجسدي ومحاولات الاغتصاب والاستغلال.

وجسدت دور الشابة “شمس” الممثلة أمينة بن إسماعيل، كما شارك في دور البطولة كل من فتحي العكاري وفاطمة بن سعيدان ومحمد مراد وأيمن بن حميدة ومحمد الداهش وهيفاء بولكباش إلى جانب سناء بالشيخ العربي التي تسلمت الجائزة الأحد في الحفل الختامي لمهرجان الفيلم العربي بروتردام.

وفيلم “المابين” من إخراج ندى المازني حفيظ وإنتاج شركة ليث للإنتاج لسليم حفيظ و”ميستيك للأفلام”، كما أنه حاصل على دعم من وزارة الشؤون الثقافية، وكذلك من المنظمة الدولية للفرنكفونية، وقد تم تقديم عرضه الأول في قاعات السينما التونسية يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتم عرض 33 فيلما ضمن مختلف برامج المهرجان في دورته الرابعة والعشرين التي أقيمت هذا العام في هولندا، في الفترة الممتدة من 30 مايو/أيار الماضي إلى غاية الثاني من يونيو/حزيران الجاري.

وضمت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تسعة أفلام، فإلى جانب “المابين” شارك من تونس “ماء العين” للمخرجة مريم جوبار و”كواليس” للمخرجة عفاف بن محمود والمغربي خليل بنكران، ومن سوريا “يومين” للمخرج باسل الخطيب، ومن السودان “وداعا جوليا” للمخرج محمد كردفاني، ومن المغرب “أبي لم يمت” للمخرج عادل الفاضلي، ومن السعودية “مندوب الليل” للمخرج علي الكلثمي، ومن مصر “الصف الأخير” للمخرج شريف محسن، ومن فلسطين “الأستاذ” للمخرجة فرح النابلسي.

وقد حازت التونسية عفاف بن محمود جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “كواليس”، وفاز السعودي محمد الدوخي بجائزة أفضل ممثل، فيما توج الفيلم الفلسطيني “الأستاذ” بجائزة أفضل سيناريو، وحاز المغربي عادل الفاضلي جائزة أفضل مخرج.

وتنافس بمسابقة الأفلام القصيرة 12 فيلما بينها فيلم “عيسى” إخراج مراد مصطفى وهو إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا وقطر، ومن المغرب فيلما “قنينات” إخراج ياسين الإدريسي، و”مول التليفون” إخراج حمزة عاطفي، كما شارك كذلك فيلم “بتتذكري” إخراج داليا نملش وهو إنتاج مشترك بين فرنسا ومصر ولبنان.

وشارك في مسابقة الأفلام التسجيلية خمسة أفلام بينها “ق” إخراج جود شهاب وهو إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة ولبنان، “من عبدول إلى ليلى” إخراج ليلى البياتي وهو إنتاج مشترك بين بلجيكا والعراق وألمانيا والسعودية، “احكيلهم عنا” إخراج رند بيروتي وهو إنتاج مشترك بين الأردن وألمانيا، والفيلم الفلسطيني “لد” إخراج رامي يونس وسارة فريدلاند، وفيلم “الرقص على حافة البركان” إخراج سيريل عريس وهو إنتاج مشترك بين لبنان والولايات المتحدة.

وقد فاز الفيلم الأردني “ترويضة” بجائزة أفضل فيلم قصير، وفيلم “من عبدول إلى ليلى” بجائزة أفضل وثائقي، ونال فيلم “الرقص على حافة البركان” جائزة أفضل مخرج (سيسيل عريس). ومنحت لجنة التحكيم تنويها خاصا لكل من الطفل ادم رغال والطفلة شهد رزاق وإيمان يوسف بطلة الفيلم السوداني “وداعا جوليا” للمخرج محمد كردفاني.

وتميزت الدورة الرابعة والعشرون لمهرجان الفيلم العربي بروتردام بتركيزها على عرض التنوع والغنى الذي تقدمه السينما العربية من خلال منصة تعبر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من الوطن العربي أو من المهجر، وفق بيان من القائمين على المهرجان.

إلى الأعلى