متابعة بتجــرد: تحت شعار “من أجل لبنان ومستقبل شبابه” أحيت السيدة ماجدة الرومي بعد غياب عن الحفلات أمسية فنية استثنائية في حرم جامعة “سيدة اللويزة” في منطقة “زوق مصبح” دعماً لطلاب الجامعة من أجل تأمين الأقساط لاستكمال تعليمهم في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة.
وقد غصّ المكان بحضور 1700 شخص، تقدّمهم رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري مع مجلس الأمناء برئاسة الوزير السابق زياد بارود وعمداء الكليات، ودخلت ماجدة بعد أداء جوقة سيدة جامعة اللويزة الأغنية الوطنية “ويبقى لبنان”.
تميّز الحفل برقيّه، الذي عكسه حضور الفنانة على المسرح والتي أضاءت بصوتها الألماسي أنوار البهجة والفرح والحب والأمل لشباب لبنان وللحضور، الذي توافد من أقصاه إلى أقصاه للاستمتاع بنجمتهم التي لفتت الأنظار بتألقها بفستان طويل أحمر اللون وبأغانيها التي ردّدها معها الجمهور، منذ لحظة اعتلائها المسرح، بمشاركة الفرقة الموسيقية وأعضاء جوقة “سيدة جامعة اللويزة”، التي ضمت أكثر من خمسين شخصاً على المسرح.
وافتتحت في هذه السهرة العامرة والزاخرة بمشاعر الحب والوطنية بأغنيتها «عيناك ليال صيفية» بتوجيه رسالة عالية النبرة للمسؤولين اللبنانيين، الذين أوصلوا البلد إلى ما هو عليه اليوم والمتورطين بدم ودموع الشعب، قائلة: «الإنسان ما بيقدر يكون إنسان إلا بالمحبة، إنما صعب تحكي محبة لما نكون عم نحكي عن علاقتنا مع مسؤولين، وبالتحديد وبالذات المتورطين بدمنا ودموعنا، وهم سامعين صريخ وجعنا وشايفين بأي مصيبة نحنا ومش سئلانين». وتحدثت عن واقع اللبنانيين والشباب ومعاناة الناس من كل شيء.
بعد ذلك، أشعلت حماسة الحضور بمجموعة من أغانيها، التي قدمتها على التوالي، وهي “عيناك ليال صيفية”، “مررت في خيالي”، “متغيّر ومحيرني”، “عم يسألوني عليك الناس”، “إسمع قلبي”، “خدني حبيبي عالهنا”، “ليلة ليل”، “لا تغضبي”، “كنوز الدنيا”، “ميلي يا حلوة يا غصن البال”، “بيروت ست الدنيا”، “على قلبي ملك”، “كم جميل لو بقينا أصدقاء”، “ما حدا بعبّي مطرحك بقلبي”، “أحبك جداً”، والختام كان مع أغنية “كلمات”.
وبعدما أنشدت أغنية «بيروت قومي من تحت الردم» التي أشعلت الحماسة بين الجمهور وتصفيقهم الحار، خاطبت الحاضرين قائلة “لبنان إلنا… بصمودنا وتضامننا وبالمحبة منخلّص لبنان ومنكسر الشر… نحنا شهود لسيادة لبنان وحريته واستقلاله كل واحد منا لبنان”.
وانسحب الحفل على مواقع التواصل الاجتماعي، التي وثق أصحابها أجمل اللقطات المليئة بالحب والفرح والغناء. ونقلت صفحة السيدة ماجدة الرومي وقائع الحفل مباشرة عبر حساباتها الرسمية.
وفي تصريحات صحفية رأى رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري “أن هذه المبادرة أمر طبيعي، انطلاقاً من رسالة الجامعة التي تحاول في خضم الأزمات أن تحافظ على شباب لبنان ومستواهم الأكاديمي ورسالة الوطن، الذي هو جامعة الشرق الأوسط، ومنذ أن فكّرنا بالاتصال بالسيدة ماجدة كان طبيعياً أن تتجاوب لأن رسالتها تتطابق مع رسالة الجامعة، وكان اللقاء سهلاً جداً، وأتصوّر هناك أمور كثيرة تجمعنا نحو المستقبل، لأن السياسيين للأسف لديهم مشروع مختلف يهتمون به”.
ووصف مدير الشؤون العامة والبروتوكول في الجامعة الإعلامي ماجد بو هدير اللحظة التي نشهدها اليوم بأنها “استثنائية وسابقة بحجمها من اجل لبنان ومستقبل شبابه”، ولفت في تصريحات له إلى “أن ماجدة الرومي تمثّل صورة عن لبنان الرقي ولبنان الجمال وعن لبنان الرسالة وهي رسولة هذه المرأة ورسالتها أن تعطي الصورة الأجمل، فكيف اذا كانت هي اليوم في صلب الخدمة وتخدم الشباب وتشكل رافعة لهم لإكمال تعليمهم ونيل شهادتهم وخدمة بلدنا”.
وتحدث الشاعر حبيب يونس عن الحفل فقال “إنها عنوان لأمرين: أصالة في الفن وأصالة في الأخلاق، وهي تعبّر عن حب الوطن والوجع الذي نعيشه وطننا، وأعتبر ما تفعله اليوم حبة دواء لشفاء جانب من الأمراض الكثيرة التي نعانيها وتقدّم لنا بعض الفرح”.
وفي ختام الحفل، قدّم رئيس جامعة سيدة اللويزة هدية تذكارية إلى ماجدة الرومي، وتوجّه إليها بالقول “يا من اقترنت اسما وفناً بمجد لبنان أهلاً بك في الجامعة التي تحب لبنان وشبابه”. معتبراً “أن اللقاء الليلة فيه شيء من كل شيء فيه كل ما في غناء ماجدة الرومي من أشياء أقلها السحر والدفء والأمان”.