أخبار عاجلة
بعد فوزه بالأوسكار.. “بينوكيو” في مراحل صناعته

بعد فوزه بالأوسكار.. “بينوكيو” في مراحل صناعته

متابعة بتجــرد: فاز فيلم Guillermo del Toro’s Pinocchio بجائزة أوسكار لأفضل فيلم تحريك قبل أسبوعين، تماماً كما استقبل بحفاوة نقدية عندما بدأت منصة نتفليكس عرضه في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

استخدم المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو في صناعة هذا الفيلم تقنية ستوب موشن (Stop Motion) التي تعتمد على تحريك العناصر والشخصيات بواسطة التصوير المتقطع. وهي تقنية صعبة وتتطلب جهداً ووقتاً واهتماماً بالغاً بكل التفاصيل لخلق عالم خيالي مصغر من المناظر الطبيعية والدمى المصنوعة يدوياً. يجري تحريك هذه العناصر والدمى أمام الكاميرا بشكل متقطع لخلق هذا الإيهام بالحركة الطبيعية.

وقد جاء التتويج بجائزة أوسكار ليؤكد أن الفيلم استثنائي بشهادة الجمهور والنقاد، ليس لبراعة التقنية المستخدمة في التحريك فقط، بل على مستوى المقاربة الدرامية التي تجاوزت المعالجات السابقة للسرد الكلاسيكي للقصة الشهيرة.

لقد أبهر الفيلم الجمهور عند عرضه، غير أن الجهد الذي بذل في صناعته وإخراجه بهذه الصورة لا يقل إبهاراً هو الآخر ويحتاج كذلك إلى تسليط الضوء عليه. هذا هو موضوع المعرض الذي يستضيفه متحف الفن الحديث في نيويورك (MoMA) حتى 15 من إبريل/نيسان المقبل.

يُقام المعرض تحت عنوان Guillermo del Toro: Crafting Pinocchio، وقد تزامن افتتاحه مع العرض الأول للفيلم في الولايات المتحدة، إذ اختبر زوار المعرض الوجود في موقع تصوير سينمائي، والتعرف على الطريقة التي عمل بها فريق دولي من المصممين والحرفيين وفناني الرسوم المتحركة من جنسيات مختلفة بشكل تعاوني لتحقيق رؤية ديل تورو.

يتيح المعرض لزواره فرصة فريدة لرؤية ما وراء الكواليس من هذا الفيلم، ويسلط الضوء على العملية المعقدة والمثيرة وراء ابتكار الشخصية الأيقونية لبينوكيو، كما تصورها المخرج ديل تورو.

تضمن المعرض أكثر من 150 قطعة، من الدمى والوسائط الفنية والتركيبات المصغرة التي استخدمت خلف كواليس صناعة الفيلم.

اشتمل المعرض كذلك على عدد من الأعمال الفنية الخاصة بالمخرج والكتب والمواد الأرشيفية التي ألهمت رؤيته للقصة الخيالية الكلاسيكية الشهيرة. يمكن لزائري هذا المعرض التعرف عن قرب على المراحل الدقيقة لتقنية ستوب موشن المستخدمة في الفيلم، والتفاصيل التي ساهمت في خروجه بهذه الصورة، وهي فرصة حقيقية لعشاق أفلام التحريك للاطلاع على التفاصيل الدقيقة لصناعة هذه الأفلام.

أحد الجوانب الأكثر روعة في المعرض هو مشاهدة الدمى والنماذج الحقيقية المُستخدمة في الفيلم. اللافت هنا أن هذه العناصر لم تكن مجرد هياكل بل كانت أعمالاً فنية متقنة الصنع، ما ساهم في بث الحياة في الشخصيات على الشاشة. كما ساهم الإتقان في تصميم وصناعة الأزياء والإكسسوارات في إضفاء سمة خاصة على كل شخصية من شخصيات الفيلم. يتيح المعرض التعرف على مراحل تصنيع هذه الشخصيات والإكسسوارات والملابس، من وضع تصورات مرسومة على الورق وحتى تجسيدها في النهاية على الشاشة.

يفرد المعرض مساحة أخرى لمجموعة المخرج ديل تورو الشخصية من الأعمال الفنية ومقتنياته من الدمى التي ألهمته رؤيته لبينوكيو. تعكس هذه المقتنيات الخاصة اهتمام المخرج ديل تورو بالفلكلور والأساطير، وهي سمة مشتركة في أعمال التحريك التي أنجزها خلال مسيرته الفنية.

إلى الأعلى