أخبار عاجلة
قصص قوامها الجريمة والحب والصراع على البقاء في “النار بالنار”

قصص قوامها الجريمة والحب والصراع على البقاء في “النار بالنار”

متابعة بتجــرد: معاناة لاجئين سوريين تضطرهم الظروف للنزوح إلى لبنان، وقصص اجتماعية وعاطفية مليئة بالتشويق والإثارة قوامها الجريمة والحب والصراع على البقاء في مسلسل “النار بالنار” على باقة VIP من “شاهد” في رمضان. وفي سياق الأحداث، يتحارب رجلان للفوز بقلب مريم اللاجئة والباحثة عن الأمان، أحدهما تاجر عملة ومرابٍ يبيح لنفسه فعل كل شيء لتحقيق أهدافه، والثاني مدرس بيانو موسيقيٍّ عنصري يكره اللاجئين، فهل ينجح الحب في تغيير تلك الشخصيات؟

النار بالنار من إخراج محمد عبد العزيز. بطولة عابد فهد وكاريس بشار، جورج خباز، زينة مكي، طارق تميم طوني عيسى، وآخرين.

عابد فهد

يلعب عابد فهد في مسلسل “النار بالنار” شخصية “عمران”، التي يصفها قائلاً: “عمران مدير بنك متنقل إن جاز التعبير، فهو المرابي بأسوأ صوره، وشخص مادي للغاية بطبيعة الحال. المال بالنسبة إليه كل شيء في الحياة. من وجهة نظره أن الحياة تبدأ بالمال وتنتهي بالمال، أي أن الانسان يعيش طوال حياته يبحث عن الثروة والمال.. هذا هو قانون الحياة بالنسبة لعمران، إذا كنت تملك المال تشتري ما تريد، وإن لم تملك المال فإن أحلامك ستحترق وتحلّ الظلمة ويُفقد الأمل ويسيطر الفقر والجهل والتشرد”. ويضيف فهد: “أستوحي الشخصية التي أؤديها، عندما أنظر إلى رجل فقير منهك، آلمته الحياة وتركته بلا مأوى، وأصبح مشرداً بسبب جشع الطماعين والمرابين ومن هو مثلهم. بنظر عمران، نحن نعيش في غابة يأكل الكبير فيها الصغير، وبالتالي فإن عمران هو وحش متنقل ومسيطر على هذا الحي بواسطة المال”. يصف فهد العمل بقوله: “في هذا العمل نحاول أن نوضح ما يقبع وراء فكرة العنصرية، فالكره بين الناس ليش منتشراً كما يظن البعض. أحياناً قد يكون هناك جهل بالمعلومة والمعرفة.. من هم اللاجئون السوريون؟ من هم المثقفون في سوريا؟ ومن هم الشعراء والأدباء.. الخ”. من جانب آخر، يؤكد عابد بأن “عمران” ليس شخصاً مجرداً من الإنسانية بالمطلق: “المجرّد من الإنسانية هو شخص جاف، أما الشخص القاسي في الحياة فهو مختلف، إذ عندما نقترب منه ونقدم له ما هو غير متوقع، فمن الممكن أن تذوب قسوته في الحياة، أو أن ينظر إلى الدنيا بنظرة جديدة.. يمكن أن يتحول إلى طفل.. بالتالي لا بد أن تتمتع شخصية مثل تلك بجانب إنساني”.

ويوضح فهد: “عمران لم يولد مرابياً، الحياة هي مَن فرضت عليه ذلك.. فهو بالنهاية يتعامل كأي مصرف ويريد أن يأخذ حقه، وهو يرهن كل شيء في سبيل الحصول على حقه”. ويلفت فهد إلى أنه حاول أثناء تأديته للدور أن يستفيد من بعض الشخصيات الحقيقية التي قابلها أو تعرف عليها في حياته، الأشخاص البخلاء، الماديون، فعلى حدّ وصفه: “الممثل يستعير من شخصيات موجودة”.

وفي سياق أحداث العمل، لا ينكر فهد أن شخصية مريم (كاريس بشار) استطاعت أن تغيّر عمران، ويقول: “مريم غيّرت عمران مرتين”، ولكنه لم يكشف المزيد من التفاصيل.

يصف فهد شخصية مريم بـ”الجدية في العمل والحي، الجدية التي تُعدي الآخرين وهذا أمر إيجابي” ويضيف: كاريس ممثلة محترفة وموهوبة وهناك انسجام كبير بيننا، هي اسم كبير وتمتلك خبرة واسعة، تهتم بأدق التفاصيل وتتحلى بطاقة إيجابية”. وعن عمله إلى جانب جورج خبّاز يقول فهد: “جورج هو الزميل الحبيب. التعاون معه حلو وممتع”. ويتطرق فهد كذلك إلى تعاونه مع المخرج محمد عبد العزيز: “يتحلى محمد عبد العزيز بالهدوء والثقة ويعرف ما الذي يريده تحديداً من الممثلين ويدرك طبيعية وخلفيات السيناريو بشكل جيد. هو ذو خلفية سينمائية، ويحاول في هذا العمل أن يقول ما قلّ ودلّ.” أخيراً وليس آخراً يشيد فهد بأهمية النص الذي كتبه رامي كوسا، مثمناً فكرة العمل المشوقة والجديدة والجريئة”.

كاريس بشار

تجسد كاريس بشار شخصية “مريم” في “النار بالنار”، وتتحدث عن بعض الصعوبات خلال التصوير فتقول: “الصعوبة في المَشاهد تكمن في أننا نعمل مع مخرج ذي مرجعية سينمائية، الأستاذ محمد عبد العزيز مخرج سينمائي، فأغلب المشاهد هي مشاهد رئيسية، وهذا الأمر يحتاج لتحضير الممثل وموقع التصوير، كما أنه يتطلب شركة إنتاج تتحمل التكاليف والوقت، إذ يجب أن يأخذ كل مشهد حقه من مختلف النواحي، إن كان ذلك من ناحية الوقت اللازم، التصوير والإضاءة، أو الملابس والأكسسوار… الخ”. من جانب آخر، تعتبر كاريس نفسها محظوظة إن كان بفريق العمل، أو بشركة الإنتاج، أو بالزملاء الممثلين والفنيين وكادر العمل. وفيما يتعلق بالبعد العنصري الذي يتناوله “النار بالنار” من خلال بعض أنماط العلاقات، تقول كاريس: “العنصرية هي خلفية العمل، إذ تدور الأحداث في حارة يعيش فيها مجموعة أشخاص سوريين ولبنانيين في العام 2023، أي بعد الحرب، إلا أن موضوعنا ليس عن الحرب، بل عن تأثيرات وتداعيات العنصرية على هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون داخل الحي”.

وتستطرد كاريس: “بالنسبة لي الإرهاق النفسي يكمن في تفاصيل شخصية مريم ونشأتها ورحلتها، وكل ما مرت به، وليس فقط في تعرضها للعنصرية. بل لعلّ أبسط ما مرّت وتمر به مريم هو تعرضها للعنصرية لأنها استطاعت أن تدافع عن نفسها، وواجهت وووقفت في وجه كل عنصري”.

تؤكد كاريس أن هناك قواسم مشتركة تجمعها بشخصية “مريم”، وتتابع: “بالتأكيد هذه القواسم موجودة في لقطة أو مشهد ما، في تصدٍّ للظلم، في وقوف بوجه متنمّر أو عنصري، في الصلابة التي تدفعها للاستمرار والبقاء”.

وعن التعاون المتجدد مع عابد فهد، تقول: “العمل معه ممتع جداً لأننا نعرف بعضنا البعض، فأحياناً تجمعنا مواقف ارتجالية في المَشاهد، فنتلّقف تلك المواقف مباشرةً. كما أننا ناقشنا كثيراً علاقة الشخصيتين عمران ومريم، وكيف تتطور تلك العلاقة؟ شكل الحب؟ المراحل التي يمران بها؟ وشكل الصراع في حال وقوعه بينهما!”. وعن تعاونها الأول مع جورج خبّاز، تقول كاريس: “جورج خبّاز تاريخ عريق ونجم كبير، وسأعترف اعترافاً صغيراً: طلب منا المخرج أن نجري كفريق عمل أكثر من لقاء قبل انطلاق التصوير، التقيت بجورج خباز خلال البروفات وألقينا التحية على بعضنا البعض، وقبل أن آتي إلى التصوير كنت خائفة، خائفة من جورج شخصياً لا من دوره في العمل، لأن هذا الاسم وهذا التاريخ يتّسم بالهيبة والثقل، لذلك حاولت أن أتعامل مع جورج بشخصية مريم لا كاريس.. ولكنني لم أستطع، كانت دقات قلبي تتسارع، ووجدت أن الأمر كان صعباً جداً. ولكن بعد أول مشهد قمنا بتصويره وهو مشهد إشكال يحصل بين مريم وعزيز، تبدّلت مشاعر الخوف تماماً وأصبح بالنسبة إليّ شخصاً قريباً وكأنني أعرفه منذ فترة طويلة، فهو يعطي من روحه ويمنح طاقته الإيجابية لكل من حوله في العمل”.

جورج خبّاز

يقول جورج خبار عن شخصية عزيز: “أجسّد شخصية جديدة ولكن حقيقية، نموذج موجود وعنصري بسبب حدث تاريخي شخصي عاشه خلال الأحداث اللبنانية، هذا الأمر انعكس على سلوكه اليومي ونظرته للآخرين وتحديداً النازحين السوريين في لبنان، الذين يعيشون تحت بيته في الحي الذي نشأ فيه، وبالتالي هذا الأمر بالنسبة إليه مرفوض”. ويتابع: “تدور شخصية عزيز في فلك تعامله الأشخاص الذين يعتبرهم دخلاء على الحي، ولاسيما أنه عازف بيانو، أي أنه إنسان مرهف الإحساس، متعّلم ومثقف. لذا يعتبر أن اللاجئين يقومون بتغيير شكل الحي الذي يعيش فيه من الناحية الديموغرافية، وهو رافض لهذا التغيير”.

ويتابع خباز: “أعتبر شخصية عزيز مختلفة عن كل ما قدمته في السابق، ففكرة العمل وجرأته لم يُطرحا قبل الآن في الدراما العربية”. ويضيف: “أجسّد الدور بحساسية عالية فالشخصية دقيقة جداً، ولعلّ أهم ما فيها هو البعد الإنساني. المسلسل يدعو إلى عدم التعميم، وهو لا يتناول البعد السياسي، بل يسلّط الضوء على واقع الطرفين اللذيْن يعيشان مع بعضهما البعض من الناحية الإنسانية”. ومن الجانب النفسي للشخصية، يوضح خبار: “عزيز هو شخصية متناقضة وتعيش صراعاً داخلياً، وهذا ما دفعني لتقديم الدور في الأساس، فهو كما قلت شخص مرهف الإحساس وموسيقي وإنسان هادئ جداً، وفي الوقت نفسه يعيش في كنف حدث تاريخي غيّر له حياته وجعله في حالة بحث دائم عن والده المفقود.. هذا التنسّك في البحث عن شخصية الأب يحوّله إلى رجل عدائي تجاه الناس الذين قد يعتبر خطأً أنهم يشبهون أولئك الذين اختطفوا والده”. ويتابع جورج: “يكتشف عزيز مع الوقت أن التعميم هو شيء لا إنساني ولا يتناسب مع شخصيته، فيتصالح مع ذاته وشخصيته الإنسانية الراقية والمرهفة”. يصف خباز “النار بالنار” بالعمل الشعبي الذي يمتاز بمقاربة نخبوية إن كان من ناحية الأداء التمثيلي والإخراج، أو من حيث سياق الأحداث والحبكة الدرامية، وفي الوقت نفسه يحمل همّاً انسانياً” .

ويضيف خباز: “كل الأعمال التي أكتبها أو أشارك فيها موجهة لكل الناس، ولكن في الوقت نفسه صُنعت بمستوى فني محترم لا يستخف بعقل المُشاهد ولا يتعالى على الجمهور”.

وعن تعاونه الأول مع كاريس بشار، يوضح خباز: “كاريس ممثلة رائعة وأنا سعيد جداً وفخور بأن نجتمع في العديد من المَشاهد، بعضها مَشاهد خلافات أو مَشاهد حب.. كاريس بشار ممثلة من العيار الثقيل”.

أخيراً وليس آخراً يتوقف خباز عند الشخصية التي يقدمها عابد فهد في العمل: “يقدم عابد شخصية مركبة وحلوة جداً ومن الممتع العمل معه. على الصعيد الإنساني، جمعتنا علاقة تلقائية، وعلى الصعيد المهني فهو محترف جداً ويحب عمله بشدة”.

طارق تميم:

يجسد طارق تميم في “النار بالنار” شخصية جميل، ويصفها بقوله: “جميل انسان طيب، يَساري سابق ولا يزال يسارياً بالممارسة ولكنه أصبح منكسراً بعد مشاركته في الثورة. هو صحافي سابق وتوقف عن ممارسة المهنة مع توقف الصحافة الورقية، لأنه لم ينجح في الصحافة الالكترونية.. ثم يتجه في شخصيته نحو الانحدار، فيلجأ إلى الكحول والقمار”. ويتابع تميم: “ينظر جميل إلى الآخرين بمساواة لا بطبقية أو عنصرية، ويضيف: “العمل يدور حول فكرة التعايش اللبناني السوري في الإجمال، ولكنه ينعكس داخل حي شعبي يجسّد الصورة العامة، فقد رُسم هذا العمل بحب وإتقان كبيرين.” وحول تعاونه مع عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز، يقول تميم: “أحب أعمال عابد فهد كثيراً. الأمر نفسه ينطبق على كاريس بشار، فهي ممثلة قديرة، وهو التعاون الأول لي معهما. بالنسبة لجورج خباز فهو في الدراما والسينما مختلف عن المسرح، وقد أضاف لي التعاون مع هؤلاء الممثلين القديرين خبرة كبيرة”.

ويختم طارق تميم بتسليط الضوء على الحادث الذي تعرض له أثناء التصوير: “يقوم الزميل طوني عيسى في أحد المَشاهد بضرب زوجته، فتلجأ إليّ كي أحميها.. فيلحق بها طوني ويحدث بيننا صدام جسدي، فيقوم طوني بحملي بعد أن تأخذه الحماسة ويتقمّص المشهد بواقعية – وهو مشهد مُرتجل غير مكتوب في النص – فيجد نفسه بأنه لا يستطع حملي لفترة طويلة، فيضطر لإفلاتي. هكذا سقطتُ على الأرض فأصيبت قدمي، وهو أصيب اصبعه، ولكن المشهد بدا حقيقياً للغاية فقد كان الألم حقيقياً لكلينا”.

زينة مكي:

تتحدث زينة مكي عن شخصية سارة التي تقدمها في العمل، وتقول: “لدى سارة تاريخ طويل، جاءت من عائلة متشددة دينياً، كانت متزوجة برجل من طائفة أخرى وقد أنكرتها عائلتها قبل أن تنفصل لاحقاً عن زوجها، كانت محجبة ثم خلعت الحجاب.. كل هذا حصل معها قبل الوصول إلى الحي. لدى سارة ماضٍ غني وتقع في حب رجل تجده مختلفاً في هذا الحي وهو “عزيز”، وهنا تبدأ القصة”.

تتوقف زينة مكي عند تعاونها المتجدد مع عابد فهد، فتقول: رأيته في مسلسل النار بالنار بشخصية جديدة كلياً عليّ، ومن الممتع أن تجد ممثلين يفاجؤنك في كل مرة تتعامل معهم. عندما رأيت عابد بشخصية عمران فوجئت. ولكنني عموماً معتادة على العمل معه.” وتتابع مكي: “العلاقة الشخصية تختلف عن العلاقات بين الشخصيات في المسلسل، فالأمر ليس سهلاً، لأن الصعوبة تكمن في كيفية التمييز بين الانسان الحقيقي الذي تربطنا به علاقة صداقة وبين علاقة الشخصية بالشخصية الأخرى في العمل أي علاقة سارة وعمران”.

و عن تعاونها مع كاريس، تقول مكي: “العمل معها أكثر من رائع على الرغم من أن العلاقة بين سارة ومريم في العمل يشوبها الكثير من التوتر. كاريس ممثلة محترفة، مهنية، شخصيتها الحقيقية والطريقة التي تتبنى بها الدور تعجبني كثيراً، وقد استفدتُ منها من خلال مراقبتي لكيفية تحول كاريس إلى مريم.. إن كان ذلك بأسلوب المشي أو طريقة الكلام والنظرة. كل تلك التفاصيل تقدمها كاريس بعفوية وبدون أي مبالغة في الأداء.” من جانب آخر تُعرب مكي عن سعادتها للعمل مع المخرج محمد عبد العزيز الذي تصفه بـ “الشخصية الهادئة والمدركة تماما ًلما يريد قوله في كل مشهد، فطريقة تصويره سينمائية. أجده أحياناً يطلب مني عدم الالتزام بحرفية النص، بل أن أجسّد ما أحّسه بالدور، لذا سيشعر المتابع للعمل أن كل مَشهد من المَشاهد يحمل معنى أو ينقل رسالة أو يقدم هدفاً. ليس هناك مَشهد لا يحمل إضافة للنص أو للعمل ككل”.

إلى الأعلى