أخبار عاجلة
“ضاضوس” المغربي مجرم يدير عصابة نسائية لتحقيق العدالة

“ضاضوس” المغربي مجرم يدير عصابة نسائية لتحقيق العدالة

متابعة بتجــرد: يواصل الفيلم المغربي الطويل “ضاضوس” الذي يعرض حاليا في القاعات السينمائية بمختلف مدن المغرب حصد النجاح الجماهيري وذلك لاعتماده على حبكة درامية تعرض مغامرات مجرم يسعى إلى تحقيق العدالة مجندا عصابة نسائية لمساعدته.

و”ضاضوس” من إخراج عبدالواحد مجاهد وإنتاجه الخاص وهو أول فيلم روائي طويل في رصيده.

واستطاع العمل الذي يجمع بين الكوميديا والأكشن تصدر شباك التذاكر منذ بداية عرضه في الثامن من شهر فبراير/شباط، حيث تم تسجيل نفاد للتذاكر في ساعات قياسية.

وأكد عبدالواحد مجاهد ذلك من خلال مشاركته صورة لبوستر الفيلم عبر حسابه على إنستغرام معلقا عليها بالقول “شكرا للجمهور المغربي على حب الإنتاج المغربي 30 ألف متفرج الأسبوع الأول”.

وقال في تصريح خاص لموقع “ميدل إيست أونلاين” إن “ضاضوس رقم واحد في قائمة الإيرادات اليومية حتى الآن، فقاعات السينما في المغرب على قلّتها والتي لا تتخطى الإحدى عشرة قاعة عرفت اكتظاظا، إذ أن جمهورا عريضا ذهب لمشاهدة الفيلم”، مشيرا إلى أنه “سيتواصل عرض العمل إلى غاية الأسبوع السادس أو العاشر في القاعات السينمائية”.

وتابع “هذا نجاح كبير لفيلم كوميدي مغربي”، معتبرا أن “شباك التذاكر يعد مقياسا للنجاح وإقبال الجمهور معيارا أيضا على ذلك”.

وشهد الفيلم الذي شارك عبدالواحد مجاهد في كتابة السيناريو الخاص به رفقة رشيد زكي نجاحا تجاوز البعد الجغرافي للمغرب وذلك من خلال انتشار الحديث عنه على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولفت مخرج العمل إلى أن “الكثير من الناس من تونس والجزائر والسعودية وأبوظبي تعرفوا على الفيلم من خلال إنستغرام وفيسبوك”، مؤكدا أن “ضاضوس سيسافر قريبا إلى هذه البلدان وغيرها من الدول”.

وصرح لموقع “ميدل إيست أونلاين” بأن “هناك جولة في أوروبا بانتظار الفيلم وكذلك في كندا ومجموعة من الدول العربية، قائلا إن “الجالية المغربية بالخارج سيتاح لها مشاهدته قريبا”.

ويتناول الفيلم قصة شخصية تدعى “ضاضوس” يجسد دورها الممثل رفيق بوبكر تعاني اضطربا نفسيا يجعلها تتخبط بين ماضيها وحاضرها.

ويخوض “ضاضوس” العديد من المغامرات التي تقوده للقيام بأعمال نصب واحتيال، إذ أنه قرر بعد إطلاق سراحه من السجن إعادة التواصل مع ماضيه الإجرامي كمحتال، لكن هذه المرة من أجل تحقيق العدالة وإنصاف المظلومين وهو ما دفعه لتجنيد أربعة نساء يعشن ظروفا قاسية لمساعدته في تنفيذ خططه.

وتتوالى الأحداث في قالب فكاهي يقوم خلالها “ضاضوس” بمجموعة من عمليات الابتزاز التي يستهدف بها عددا من الشخصيات المعروفة والغنية وذلك من باب الانتقام لبعض من رفاقه بالزنزانة الذين سمع قصصهم خلال فترة سجنه.

وفي أجواء من الإثارة والتشويق يظهر رفيق بوبكر في البرومو الدعائي قائدا لأربع سيدات يقوم وفريقه الغرائبي بعمليات سطو تستهدف بعض الشخصيات، ويفصل بين كل عملية وأخرى قناع يرتديه أفراد العصابة فيَنْفذون من خلاله إلى عالم النصب والاحتيال ليعودوا إلى الواقع بمجرد أن يخلعوه.

ويُخيل لمن شاهد مسلسل “لا كاسا دي بابيل” (بيت من ورق أو بيت المال) من عشاق الدراما بأن هذا التسلسل في الأحداث مستوحى أو مقتبس من هذا العمل الإسباني.

ولا يلتقي العملان في الشكل فحسب ولا في تشابه الأهداف التي تقرر العصابة دخول عالم السرقة من أجلها ولا في الطريق المعقدة للخروج من المآزق، وإنما في الدوافع الثورية الخفية التي تقف خلف ذلك كله.

إلا أن عبدالواحد مجاهد ينفي أن يكون لعمله أي علاقة بالمسلسل الإسباني، قائلا في حديثه لموقع “ميدل إيست أونلاين” إن “ضاضوس ليس له علاقة بالسلسلة الإسبانية (لا كاسا دي بابيل)، فهو فيلم مغربي بثقافة مغربية وأجواء مغربية”.

وأضاف أن “حرب العصابات أو عمليات السطو موجودة منذ زمن طويل في كل الأفلام الأميركية والإيطالية والفرنسية والفرق يبقى في الرؤية وزاوية المعالجة”.

وأوضح أن “ضاضوس يعني النرد باللغة العربية وترقم وجوهه بأرقام من 1 إلى 6 وتكون نتائج استخدامه عشوائية وهو ما يعكس وضع الشخصية الرئيسية التي تجازف بالدخول في مجموعة من العمليات غير مضمونة النتائج، فهي تعيش حياة قائمة على القمار تراهن على أشياء لا تعلم إن كانت ستنجح أم لا”.

ويشارك في بطولة الفيلم إلى جانب رفيق بوبكر ثلة من نجوم السينما والتلفزيون المغربي من بينهم ابتسام العروسي وماجدولين الإدريسي وجميلة الهوني وساندية تاج الدين ومهدي فولان.

وعن سر اختياره للعنصر النسائي الطاغي على الحضور في العصابة التي يترأسها رجل مقابل أربع سيدات قال مجاهد إنه “اختيار اقتضاه مسار السيناريو، لافتا إلى أنه “تعامل مع ممثلات من العيار الثقيل في المغرب، إلى جانب مساهمات من قبل أصدقاء منهم سعاد العلوي ومومو بوصفيحة ومنصور بدري، بالإضافة إلى مشاركة أحمد شوقي الذي يخوض تجربة التمثيل لأول مرة”.

وشوقت ابتسام العروسي، التي شاركت زوجها المخرج عبدالواحد مجاهد إنتاج الفيلم، متابعيها عبر حسابها على إنستغرام لمشاهدة العمل قائلة إن “الكثير من الضحك والفرجة والمتعة بانتظاركم.. ضاضوس متواجد بالقاعات السينمائية المغربية في الدار البيضاء، مراكش، فاس، طنجة، تطوان والرباط الجديدة”، مضيفة “شكرا لكل من ساهم في نجاح هذا العمل الآتي أفضل”.

وألهبت حماس جمهورها بمنشور جديد أكدت فيه أن “طاقم العمل سيكون حاضرا نهاية الأسبوع لمشاركة عشاق الفيلم أجواءهم”.

ويعد هذا الفيلم الأولى في رصيد أفلام عبدالواحد مجاهد الروائية الطويلة، بعد تسع أفلام قصيرة، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية نفذها كمخرج بالقناة المغربية الأولى.

وصرح لموقع “ميدل إيست أونلاين” أنه “لم يتلق دعما لإنتاج هذا الفيلم الذي كان نتيجة تمويل ذاتي صرف”، قائلا “كانت مغامرة وأرجو أن يكتب لها النجاح”.

ومع تواصل الإشادات والإقبال الجماهيري الكبير يرى عبدالواحد مجاهد أن “ضاضوس يعزز خزانة الفن السابع المغربية، نظرا لقلة الأفلام الكوميدية التي يتم إنتاجها”.

وأكد “فيلمي للجمهور العريض حَملته ببعض الرسائل الخفية التي مررتها بذكاء، لكن بطريقة كوميدية دون الإشارة الواضحة والمباشرة”.

لكن وكأي عمل جديد لا يمكن أن يفلت من بعض الانتقادات وعن ذلك كتب رشيد زكي عبر صفحته على فيسبوك “ضاضوس بدأ مسيرته التجارية بشكل لافت وأنا سعيد جدا بذلك، اللغط القليل الذي رافق خروج الفيلم اعتبره عاديا وصحيا ولم يسبق لي أن سمعت عن عمل سينمائي حقق الإجماع وإن سبق أن حدث ذلك فهي حالات جد نادرة”.

وتابع أن “تكتب وتخرج فيلما يعني بالضرورة أن تنطلق من ذاتك ومن تجاربك ومن تفاعلك مع الحياة وأمورها… أن تحاول اقتسام هاته الأمور الشخصية للغاية مع الآخر يعني بالضرورة الاصطدام مع خانات مختلفة للقراءة والتمثل للعالم. قد يحصل الالتقاء وقد لا يحصل.. إن حدثت هذه الكيمياء فذلك ما ينتظره المبدع وإن لم تحدث فذلك لا يعني نهاية العالم”.

وأضاف “ضاضوس وأفلام أخرى سبقته طرحت تساؤلا عميقا حول كيفية تعاملنا مع المنتوج السينمائي أو بطريقة أكثر بساطة أي فيلم سينمائي نريد. سؤال يبدو لي عصيا على الجواب ويؤسفني كثيرا أن تكبر الهوة بين أفلام يعشقها النقاد وأفلام يقبل عليها الجمهور”.

إلى الأعلى