أزمة الدولار تهدد المهرجانات السينمائية في مصر

متابعة بتجــرد: أزمة جديدة تواجهها المهرجانات الفنية في مصر، بعد قرار الحكومة المصرية بعدم تحمل قيمة تذاكر الطيران للضيوف الأجانب، في ضوء سياسة ترشيد النفقات، الأمر الذي سيُهدد مصيرها في الدورات المقبلة. 

ويؤثر هذا القرار سلباً في ما يتعلق بدعوة صُناع السينما من مختلف دول العالم، للمشاركة في لجان التحكيم أو  حتى للتكريم، وكذلك استقطاب الأفلام الأجنبية، خاصة في ظل ارتفاع قيمة الدولار مقابل العملة المحلية، وضعف ميزانية بعض المهرجانات السينمائية. 

وعلمت “الشرق” أن هناك اجتماعاً مرتقباً خلال الأيام القليلة المقبلة، دعا له بعض أعضاء لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، لمناقشة هذا القرار والخروج بتوصيات وتقديمها إلى وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني، بشأن الوصول لحلول تضمن بقاء هذه المهرجانات السينمائية. 

رئيس مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، السيناريست محمد عبد الخالق، أكد لـ”الشرق”، أن “إدارة المهرجان تلقت خطاباً رسمياً من وزارة الثقافة، لتعلن عدم تحملها قيمة تذاكر طيران الضيوف الأجانب، سواء كانت مُشاركتهم كمكرمين، أو أعضاء لجان تحكيم أو حتى باعتبارهم صُناع أفلام فقط”.

ولفت إلى أن “هذا القرار يأتي قبل أيام قليلة من انعقاد الدورة السابعة، في مارس المقبل، ما يُشكل أزمة طارئة للمهرجان، إلا أن هناك جهوداً تبذل للبحث عن حلول للتغلب على آثار ارتفاع سعر الدولار، لعقد الدورة في موعدها المحدد، خاصة أننا نُعِد لها منذ 9 شهور تقريباً”.

وأوضح أن “هناك اتصالات مكثفة حالياً مع المراكز الثقافية الأجنبية للمساعدة في تحمل تكلفة نفقات الضيوف، إلا أن ضيق الوقت قد يُعطل إنجاز الهدف”.

وأكد أن هناك أزمات أخرى تواجه إدارة المهرجان، بخلاف تذاكر الطيران، أبرزها هو زيادة المقابل المادي للأفلام الأجنبية التي ستُعرض ضمن الفاعليات، وذلك بسبب ارتفاع قيمة الدولار. 

ورأى عبد الخالق أن “قرار ترشيد النفقات، يزيد من حجم الأزمات التي تواجهها المهرجانات السينمائية في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل تراجع الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة المصرية إلى النصف تقريباً منذ الجائحة”. 

وتابع أن “الدعم الحكومي كان يصل إلى 37% من ميزانية المهرجان، وتقلص إلى 18.5% مع بداية فيروس كورونا، أما القرار الأخير تسبب في تراجعها إلى 8%”، موضحاً أن “هذه الأزمة ستُعاني منها كل مهرجانات المجتمع المدني، بعيداً عن مهرجان القاهرة السينمائي”. 

واستنكر تراجع الدعم الحكومي للمهرجانات السينمائية، في ظل دعم دول أخرى لصناعة الفن والفعاليات الخاصة بها، متابعاً “كان على حكومتنا زيادة حجم الدعم في الوقت الراهن وليس تقليصه حفاظاً على المهرجانات ومستقبلها”. 

رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، الناقد عصام زكريا، قال لـ”الشرق” إن: “القرار سيؤثر بشكل كبير على مستقبل هذه المهرجانات، ويمكن أن يؤدي إلى توقف بعضها”.

وتابع رئيس مهرجان الإسماعيلية، “قد أضطر إلى إلغاء الدورة الجديدة من المهرجان التي من المفترض انطلاقها 14 مارس، إذا لم أجد حلولاً لموضوع تذاكر طيران الضيوف”، لافتاً إلى أن “هناك محاولات تبذل حالياً لاستثناء بعض المهرجانات من هذا القرار”.