تصرفات غريبة من رونالدو.. هل اقتربت النهاية؟

متابعة بتجــرد: “لكل بداية نهاية “.. بناء على هذه القاعدة المسلم بها، يعتقد كثيرون أن قصة مسيرة كريستيانو رونالدو، نجم كرة القدم العالمي محطم كل الأرقام القياسية، بدأت تكتب نهايتها فعلاً.
شهدت الفترة الأخيرة أحداثاً غريبة، لم تكن متوقعة على الإطلاق من أسطورة ريال مدريد الإسباني، ولاعب يوفنتوس الإيطالي السابق، ومانشستر يونايتد الحالي، وقائد منتخب البرتغال، كريستيانو رونالدو.
بدأت شرارة هذه الأحداث، عندما ظهر الدون غير راضٍ على الإطلاق عن قرار مدربه الهولندي تين هاغ استبداله، خلال مباراة فريقه أمام نادي نيوكاسل في الدوري الإنجليزي، وهو الأمر الذي أزعجه، ولم يستطع إخفاء معالم الغضب التي بدت واضحة عليه.
ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد، ففي المباراة الأخيرة لمانشستر أمام غريمه نادي توتنهام، لم يكن رونالدو ضمن التشكيلة الأساسية، ولم يتم إشراكه خلال مجريات اللقاء؛ ليقوم بمغادرة الملعب، وتَرَك زملاءه قبل انتهاء المباراة بدقائق، تعبيراً عن سخطه على قرارات مدربه الهولندي، ما اعتبر تقليلاً من احترامه لزملائه ومدربه، ودفع إدارة النادي للتصرف معه بحزم شديد، وإصدار بيان عاجل أعلنت من خلاله استبعاد النجم البرتغالي من مواجهة فريقه المقبلة، كعقوبة متخذة بحقه نتيجة تصرفه غير المسؤول.
ومنذ بدء الموسم الكروي الحالي، لم يعتمد مدرب يونايتد على رونالدو كثيراً، وبات دوره هامشياً في الفريق، إذ إنه لم يشارك سوى مرتين أساسياً مع الفريق، ولم يكن لوجوده داخل الملعب أي تأثير، فقد خسر فريقه في المواجهة الأولى أمام نادي برينتفورد بنتيجة (4-0)، بينما انتهى اللقاء الثاني الذي بدأه رونالدو أمام نيوكاسل بالتعادل السلبي.
الأحداث، التي يمر بها أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، دفعت المحلل الرياضي محمد عواد للتعليق عليها، إذ قال عواد إن ما يمر به رونالدو شيء مؤلم حقاً، لكنه يبقى الملوم الأول في هذه القصة؛ لأنه فقد قدرته على وزن الأمور بعقله.
وأضاف عواد أن كرة القدم لن تنسى الليالي المجنونة التي قدمها في مسيرته، وأن ما يحدث لن ينقص من قيمته كأسطورة في عالم الكرة.
وأثارت تلك الحوادث التي يمر بها رونالدو عدداً كبيراً من الشامتين به، وعلى رأسهم جمهور ناديه السابق يوفنتوس الإيطالي، الذين لم يخفوا فرحهم الكبير بحالته، معتبرين أنه يلاقي جزءاً مما فعله بهم، عندما غادر الفريق قبل يومين من انتهاء سوق الانتقالات وتركهم دون مهاجم، ما أدى لتدهور نتائجهم وابتعادهم عن المنافسة.
لطالما لقب أفضل لاعب في العالم كريم بنزيما بـ”خادم رونالدو”، واعتبر عدد كبير من النقاد والمحللين الرياضيين أن وجود بنزيما في نادي ريال مدريد له الفضل الكبير في الأهداف التي يسجلها كريستيانو، إذ كان اللاعب يساعد في تهيئة الكرات للدون، ويفتح له المساحات، ويفضله على نفسه بالتسجيل.
ورغم مزاملتهما لقرابة تسع سنوات كاملة في النادي الملكي، وتوارد أخبار في عدد من المواقع العالمية عن حضور رونالدو لحفل الكرة الذهبية لدعم رفيقه بنزيما، خلال تسلمه الجائزة، فإن اللاعب البرتغالي لم يكتفِ بالغياب عن الحفل، وإنما تجاهل بشكل غريب تقديم التهنئة لبنزيما الفائز بالجائزة، رغم أن جميع زملائه الحاليين والسابقين فعلوا الأمر.
المثير للجدل في الأمر أن رونالدو قام عام 2019 بتهنئة منافسه الأزلي ليونيل ميسي، عندما فاز بهذه الجائزة، كما سبق له أن فعل ذات الأمر مع زميله الكرواتي لوكا مودريتش عند فوزه بها، وفي إحدى المرات قدم التهنئة للاعب المصري محمد صلاح، بعد فوزه بجائزة بوشكيتش لأفضل هدف عام 2018.
ويعتقد البعض أن كريستيانو قد يكون قدم التهنئة لبنزيما بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الأخير لم يذكر هذا الأمر في تصريحاته الصحفية، ما يزيد الشكوك والاستغراب حول تصرفات رونالدو الأخيرة.
مع التطورات المتسارعة للأحداث التي يمر بها رونالدو، أصدر اللاعب بياناً توضيحياً، أكد فيه أنه يريد أن يبقى قدوة للأجيال القادمة، كما كان هو بنفسه ينظر للاعبين الأكبر منه في مرحلة ما من حياته، مشدداً على احترامه الكامل لمدربه وزملائه، ومما جاء في البيان: “كما كنت أفعل دائمًا طوال حياتي المهنية، أحاول أن أعيش وألعب وأتعامل مع زملائي وخصومي ومدربيّ باحترام. وهذا الأمر لم يتغير. أنا لم أتغير. أنا الشخص نفسه والمحترف ذاته الذي كان يلعب كرة القدم خلال العشرين سنة الماضية، ولطالما لعب الاحترام دورًا مهمًا جدًا في عملية اتخاذ القرار.
بدأت صغيراً جدًا، كانت صورة اللاعبين الأكبر سناً وأكثرهم خبرة المثالية مهمة جدًا بالنسبة لي. لذلك، في وقت لاحق، حاولت دائمًا أن أضرب المثل بنفسي للشباب الذين نشؤوا في جميع الفرق التي مثلتها. لسوء الحظ هذا ليس ممكناً دائمًا، وأحيانًا تكون حرارة اللحظة هي أفضل ما فينا. الآن، أشعر فقط بأنه يجب عليّ الاستمرار في العمل بجد في كارينغتون، ودعم زملائي في الفريق، وأكون مستعدًا لكل شيء في أي لعبة. الاستسلام للضغط ليس خياراً ولم يكن أبداً. هذا هو مانشستر يونايتد، ومتحدين سنبقى. قريباً سنكون معاً مرة أخرى”.
رغم كل ذلك، فإن الأخبار المقبلة من إنجلترا تفيد بأن ناديه قد يكون على استعداد للتخلي عنه مجاناً خلال فترة الانتقالات الشتوية، ويبدو أن عدداً من الأندية الإيطالية مهتمة فعلاً بضمه، وعلى رأسها نادي روما الإيطالي حيث يوجد مواطنه ومدربه السابق جوزيه مورينيو، كما وردت أنباء عن اهتمام نادي تشلسي الإنجليزي بالتعاقد معه خلال الفترة المقبلة.