متابعة بتجــرد: استمتع عشرات آلاف المتفرجين بعروض ساحرة في الليلة الأولى من كرنفال ريو دي جانيرو الذي انطلق الجمعة بعد غياب سنتين بسبب جائحة كوفيد-19 التي دفعت البرازيل خلالها فاتورة باهظة.
وللتعويض عن الوقت الضائع واسترجاع لحظات الفرح المفقودة، قدم حوالي عشرين ألف راقص وعازف إيقاع من ست مدارس سامبا عروضهم بحماسة عند جادة سامبودروم أمام 75 ألف متفرج.
واجتازت ست مدارس سامبا جادة سامبودروم الممتدة على 700 متر لمدة ساعة قدّم خلالها المشاركون استعراضات مبهرة بملابسهم البراقة المغطاة بالريش على وقع عزف الآلات الإيقاعية.
وكان إلغاء الكرنفال في العام الماضي بمثابة مأساة وطنية للبرازيليين، إذ بات هذا الحدث السنوي جزءا رئيسيا من ثقافة هذا الشعب المولع برقص السامبا.
لكن قبل عام، كان وباء كوفيد-19 يحصد أرواح ثلاثة آلاف شخص يوميا في البرازيل، في مقابل مئة وفاة يومية حالياً. وقد حُولت جادة سامبودروم حينها إلى مركز تلقيح.
كالعادة، تناولت مدارس السامبا، ومعظمها من الأحياء الفقيرة، الموضوعات السياسية في مسيراتها.
واختارت ثماني مدارس من أصل 12 تقدم عروضها في الليلتين، خوض مواضيع مرتبطة بمناهضة العنصرية وجذور السامبا الإفريقية.
وداخل عربات استعراض ضخمة، تمايل الراقصون أمام لافتات كُتب عليها “الحرية تأتي من السود” أو “عدالة” و”شمول”.
لكن هذا الحدث المنتظر عكّرته حادثة مأسوية تمثلت بوفاة فتاة في الحادية عشرة الجمعة بعد يومين على تعرضها للدهس من إحدى عربات الكرنفال لدى خروجها من جادة سامبودروم.
وإضافة إلى أجواء البهجة، يوفر الكرنفال إيرادات ضخمة للمدينة البرازيلية إذ يؤمّن 45 ألف فرصة عمل ودخلا يبلغ أربعة مليارات ريال برازيلي (834 مليون دولار).
في عام 2020، استقبلت ريو دي جانيرو أكثر من 2,1 مليون سائح. هذا العام، رغم تراجع عدد الأجانب، تسجل الفنادق نسبة إشغال بلغت 85% بعد تبعات كارثية على القطاع جراء الجائحة.