متابعة بتجــرد: يجمع «مهرجان مترو دبي للموسيقى»، ضمن نسخته الثانية التي انطلقت الأربعاء الماضي بتنظيم براند دبي، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، مجموعة فريدة من الموسيقيين المبدعين الذين ينتمون إلى بلدان عدة حول العالم لتقديم عروضهم في محطات المترو في دبي، ضمن #وجهات_دبي، وخلال #موسم_دبي_الفني.
وتأكيداً على الطبيعة العالمية التي تتمتع بها دبي كواحدة من أكثر مدن العالم انفتاحاً وأحرصها احتفاءً بالإبداع في مختلف صوره وأشكاله، جمع المهرجان في ثاني دوراته والتي تتواصل أعمالها حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، نخبة من مبدعي الموسيقى من شرق العالم وغربه وتحديداً من: فرنسا والبرتغال، وجنوب أفريقيا، والهند، والفلبين، وكولومبيا، وكوستاريكا، وكوبا، والإكوادور، والمكسيك، وأوكرانيا، وكازاخستان، وإندونيسيا، وترينيداد وتوباغو، ومصر وسوريا، إلى جانب الإمارات، الدولة المضيفة.
وقالت روضه المحرزي، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي بقطاع خدمات الدعم الإداري المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات في دبي: «التنوع الكبير في المواهب الفنية التي يستضيفها المهرجان تثري من قيمته كمنصة للاطلاع على أصناف متعددة من الإبداع الموسيقي من مناطق متفرقة من العالم، وتضفي على تجربة التنقّل بمترو دبي بعداً ثقافيًّا جديداً يواكب البعد الجمالي للتصاميم الداخلية للمحطات. ستظل دبي دائماً مدينة الأفكار المبدعة وستبقى المواصلات العامة فيها، خاصة المترو، نبض سكانها، وانعكاساً لتنوع ثقافاتهم، معربةً عن سعادتها بالصدى الطيب لعروض المهرجان لدى الجمهور من مستخدمي مترو دبي على مدار الأيام القليلة الماضية ومنذ بدايتها يوم الأربعاء الماضي.
من جانبها، أوضحت شيماء السويدي، مديرة المشاريع الإبداعية في براند دبي:«يواكب المهرجان رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الرامية إلى خلق بيئة إبداعية حافلة بالأنشطة رفيعة المستوى التي تسهم في إثراء المشهد الإبداعي في دبي، واستقطاب أفضل المواهب والتجارب الفنية العالمية تأكيداً على كون دبي وجهة أساسية للمبدعين من مختلف أنحاء العالم، ومركزاً رئيسياً للإبداع في المنطقة، كما يسعدنا أن نكون شركاء في تقديم وجهة إبداعية جديدة ضمن #وجهات_دبي الرئيسية خلال #موسم_دبي_الفني، والذي تحظى فيه الإمارة بأجندة حاشدة بالمناسبات والفعاليات الفنية والإبداعية العالمية المتنوعة.
مزيج فني ثري
ويقدم المهرجان مزيجاً من الفنون الموسيقية التقليدية والحديثة، حيث تشمل الآلات التقليدية التي ظهرت في عروضه: التشيلو والساكسفون والطبول والكمان والغيتار، فيما تشمل العروض مجموعة من الآلات غير المعتادة مثل والأنغلونغ الإندونيسي، والعود الكهربائي، والستيل بان، والغيتار الثلاثي، فضلاً عن عروض على قدر كبير من الطرافة ومن أبرزها عرض الفرقة الموسيقية المكونة من عازف واحد، وعروض البيت بوكس الإيقاعية، والأكثر طرافة العرض الذي يعتمد على آلات مصنوعة من مواد وأدوات منزلية مُعاد تدويرها.
البيت بوكس والأنغلونغ
ومن أشهر الفنانين الذين يقدمهم مهرجان مترو دبي للموسيقى هذا العام الفنان الفلبيني نيل لانيس، والذي أخذته موهبته الفنية الفريدة إلى الظهور في العديد من البرامج التلفزيونية المشهورة ومن أبرزها برنامج المواهب «آسيا جوت تالنت»، حيث يتفرد لانيس بأسلوب موسيقي فريد لا يعتمد على آلة موسيقية ولكن يعتمد على فمه الذي يستخدمه في تقديم إيقاعات تشابه إيقاعات الطبول وهو الفن المعروف باسم «بيت بوكس»، واستقطبت عروضه في محطات مترو دبي منذ انطلاق المهرجان في السادس عشر من مارس الجاري أعداداً كبيرة من مستخدمي المترو والذين أبدوا تفاعلاً حماسياً مع إيقاعاته المفعمة بالحيوية.
منشور براديتيا، فنان إندونيسي معروف أيضاً باسم منشور أنغلونغ، نظراً لبراعته في عزف آلة الأنغلونغ وهي أقرب ما تكون إلى الإكسيليفون، ويشارك في مهرجان مترو دبي للموسيقى بآلته المطورة من النسخة التقليدية، ليقدم للجمهور شكلاً جديداً من أشكال الإبداع الموسيقي. طاف براديتيا بآلته عدداً من دول العالم فيما في ذلك ماليزيا وسنغافورة والصين وتايوان واليابان والهند، حيث يرى أن جزءاً من رسالته أن ينقل الفن الإندونيسي إلى العالم بأسلوب مبدع وجذاب.
الغيتار الثلاثي
ويبرع الفنان المكسيكي ليو تراجير، في العزف على آلة فريدة مكونة من 3 غيتارات في آن واحد، حيث واصل مشواره الفني على مدار سنوات عدة شارك من خلالها في العديد من الحفلات الرئيسية في بلاده، كما شارك في العديد من الأعمال الأوركسترالية، حتى ذاعت شهرته وأصبح يتمتع بجمهور عالمي كبير على منصات التواصل الاجتماعي، بينما تحظى مقاطع الفيديو التي يبثها عبرها بملايين المتابعين، نظراً لتفرد الفن الذي يقدمه والذي يتطلب قدراً كبيراً من المهارة في العزف.
ويقول الفنان جاستن هومر، عازف آلة الـ «ستيل بان» والتي تعد من الآلات الموسيقية التقليدية لبلاده ترينيداد وتوباغو: «أشعر بالفخر أن أعزف على آلة موسيقية تعبر عن ثقافة بلادي في حدث دولي مثل مهرجان مترو دبي للموسيقى».
السوكا وتفاعل الجمهور
ويتفرد الفنان الترينيدادي بشكل خاص بعزف السوكا، وهو أسلوب موسيقي خاص بجُزُر ترينيداد وتوباغو الواقعة في البحر الكاريبي، ويتابع قائلاً:«في كثير من الأحيان عندما أعزف، يستمتع الناس بمواكبة الألحان بالنقر على أقدامهم على الإيقاع حتى لو كانوا لا يعرفون الألحان التي أعزفها، وهذا أمر يسعدني شخصياً ويشجعني على الاستمرار في إسعاد الناس الذين أفضل دائماً أن أكون بينهم». وقد حققت عروضه، التي تضم أيضاً موسيقى البوب والألحان اللاتينية المتميزة والريغي، إقبالاً كبيراً من الجمهور في محطات مترو دبي.
ويسهم تعدد المواهب التي ظهرت في مهرجان مترو دبي للموسيقى في إبراز هوية دبي وقيمها كمدينة عصرية عالمية تحتضن التنوع والإبداع، ويؤكد على طابعها كواحدة من أكثر المدن شمولاً في العالم. ويقول خوسيه توريس، وهو موسيقي إكوادوري يقدم عرض «فرقة العازف الواحد» في المهرجان:«التعددية الثقافية التي تحفل بها دبي وشعبها الطيب والمتحضر يشجعنا على تقديم المزيد».
ويقول العازف الكوبي يوري مارتينيز: «لا شك أن المشهد الموسيقي في دبي متطور ويعكس مكانتها كمركز ثقافي نابض بالحياة، يخلق فرصاً جديدة للإبداع العابر للحدود.. فدبي مدينة عالمية بحق وهي متنوعة للغاية وسعيدة وآمنة وهادئة. إن الديناميكية الثقافية للمدينة تمنح الفنانين مساحة لتقديم أعمالهم إلى جمهور يقدر الفن والإبداع».
فرصة ويرى الكوستاريكي خورخي شينشيلا عازف الترومبون، وهي من آلات النفخ التقليدية، والذي أثار فنه تفاعل الجمهور في مترو دبي، أنه بالنسبة لأغلب الموسيقيين المشاركين، تعد عروضهم في دبي فرصة لتقديم ثقافة وموسيقى بلادهم إلى جمهور متحضّر على قدر كبير من الوعي ويقول:«أشعر أنني محظوظ حقاً للمساهمة بثقافتي وفني في هذا الحدث الإبداعي المميز».
ويمثل الموسيقيون المشاركون في المهرجان أشكالاً مميزة من المواهب من خلال العزف على مجموعة واسعة من الآلات واستخدام طيف واسع من الأساليب، ويعتبرون من أكثر الفنانين إبداعاً ويعكسون بفنونهم جانباً من مستقبل الموسيقى في بلدانهم، بينما يجدون أن المنصة التي يوفرها مهرجان مترو دبي للموسيقى تمكنهم من التواصل مع جمهور عالمي في دبي باستخدام اللغة العالمية للموسيقى.
ويقول الفنان الهندي سانديبان سانكارانكوتي، الذي يأسر الحشود بحفلاته على الطبلة، وهي آلة إيقاعية تقليدية، إن الأداء في محطات مترو دبي تجربة لا مثيل لها، ويضيف موضحاً: «إن الأداء في محطات المترو يحافظ على كل من الموسيقى والموسيقيين على الأرض ومتصلين بالجمهور. إن عزف الموسيقى في مكان تعج به أعداد كبيرة من الناس وسط أصوات حضرية أخرى يضيف عناصر ديناميكية تزيد التجربة حيويةً وانطلاقاً»، إذ يعتقد الموسيقي الشاب أن الموسيقى لديها القدرة على استحضار حالة من سكينة النفس والرضا.