أخبار عاجلة
عندما يحرم الجمهور النجم من الـ Like

عندما يحرم الجمهور النجم من الـ Like

متابعة بتجــرد: عبر التاريخ كان النجوم من كل المجالات – زعماء، سياسيون، أثرياء، مشاهير، مبدعون- يتخيلون أنهم فوق النقد، وأن رعاياهم ومحبيهم وجمهورهم، إما إنهم لن يخذلوهم أبداً أو لا يستطيعون المساس بهم مهما حدث. تدريجياً، بدأ الزعماء السياسيون، بحكم تجارب التاريخ، يقتنعون أن الأمر ليس كذلك، وأن الجماهير العريضة، يمكن أن تنال منهم أو حتى تسقطهم.. أهل الفن والإبداع وحدهم، خاصة المدللين منهم، لا يستطيعون حتى الآن استيعاب حقيقة أن الجمهور بلغ رشده واستوى عوده، حتى صار له صوت هادر قادر على أن يعبر عن رأيه، وأنه يمكن أن يوجه سباباً وسهاماً ونقداً حاداً كالسكين. بل أنه قادر على أن يهوي بهم من فوق عروش الشهرة والنجومية، أو على الأقل يستطيع أن يمارس حقه الطبيعي في أن يحرمهم من الـ like التي أدمنوها ومن كل علامات المحبة والتقدير، بخزائن الميديا الجديدة.

هذه الحقائق البدهية جدا الآن، بدت كمفاجأة مدهشة مزعجة لمشاهير لم يتنبهوا سريعاً إلى أن تويتر وانستغرام وفيسبوك، سلاح ذو حدين، أحدهما يمكن أن يكون مؤلماً وحاداً جداً وسليطاً للغاية.

تجاهل النجوم أن الجمهور – بفضل السوشيال ميديا- لم يعد مجرد جمهور. لم يعد كومبارس صامت، قابع في الظلام، هناك بعيدا في خلفية المشهد. لم يعد مجرد متلقي ليس مطلوباً منه أكثر من التصفيق وإبداء الإعجاب، ولو علا صوته، فليكن على طريقة “عظمة على عظمة يا ست”.. أعطت السوشيال ميديا دوراً كبيراً للجمهور، ليس أكبر من حجمه، صحيح أنه ليس “البطولة المطلقة”، لكنها جعلته في قلب المشهد، بطلاً موازياً، صوته مسموعاً على أوسع نطاق، حتى صار أعلى من صوت النجمة المحبوبة والإعلاميين أنفسهم، أصحاب القلم ونجوم الاستوديوهات.

عبر وسائط التواصل الاجتماعي كشف الجمهور أيضا عن وجه آخر للوحش الهائل الكامن فيه، وتبين أنه يمكن أن يكون مفترساً أحيانا، قادر على أن يلتهم النجم معنوياً. هذه الحقائق الجديدة، تأخر النجوم في إدراكها.

لكن ينبغي التذكير دوماً بأن الجمهور ليس كالزبون “دائماً على حق”. فالسوشيال ميديا بطبيعتها قد تمنح كثيرين من أصحاب النفوس المريضة الفرصة للنيل من الآخرين بلا ضمير. 

في كل الأحوال، يثبت ما يحدث الآن أن الميديا الجديدة غيرت قواعد اللعبة كثيرا، وأنه للاحتفاظ بحب الـ fans واستمرار تدفق اللايكات، فإنه من غير منطقي أبداً الدخول في معركة مع منظومة القيم السائدة، والتنمر على الجمهور، لأنه بدرجة ما مقياس طبيعي، وتجاهل هذه الحقائق قد يتسبب في خسائر فادحة للجميع.. النجم والجمهور والمجتمع.. وبالطبع منظومة القيم.

إلى الأعلى