“روح”.. الشغف لا يدوم

متابعة بتجـــــــــرد: قيل ان «روح» فيلم للصغار، فبأي معنى يكون للصغار، وهو يتناول قضايا الحياة والموت ويحاول ان يصور ما قبل الحياة وما بعد الموت..؟ اذا كان الهدف ايصال الرسالة المعلنة، فإن الفيلم فشل في تصوير الحياة والموت والشغف تصويرا يصل الى عقول الصغار..

لكن فيلم بيتي دوكتر نجح في تقديم متعة جمالية وفكرية، بحرفية عالية المستوى، وامكانيات فنية وتقنية كبيرة. وتجنب التصادم المباشر مع المسلمات الدينية، لا سيما في مواجهة اسئلة المعنى ومصدر القيمة، ليوصل رسالته بطريقة الحقن تحت الجلد..

الشغف والمعنى

جو غاردنر مدرس موسيقى، يعيش تحت وطأة متطلبات الحياة وروتين الوظيفة، ويحلم بالمجد الموسيقي، فذلك شغفه وأكبر همه. يتصل به تلميذ قديم ويبشره بأنه يستطيع أن يعزف بجانب الفنانة الكبيرة “دورثيا ويليامز”، فيطير فرحا، وفي غمرة النشوة يسقط في بالوعة!

تفارق الروح الجسد. وينطلق جو بروحه الأثيرية.. يستيقظ ليجد نفسه في “طابور الموت”. يصرخ: “لن أموت يوم حصولي على الفرصة.. حياتي بدأت للتو”.. يحاول العودة إلى جسده، لكنه يحطّ في الـ”ما قبل العظيم” حيث تهيأ الأرواح للحياة..

يبقى مدفوعا بشغفه.. توكل إليه مهمّة تدريب الروح “22”، التي عجز بعض أشهر المعلّمين عن إقناعها بالحياة على الأرض، اذ ترفض ان تولد من دون أن تجد لذلك معنى.. ولأنه يريد العودة إلى الحياة الدنيا بأية طريقة، وهي تريد التخلّص من التدريب، يدخلان معا في مغامرة، ويهبطان إلى الأرض.. روحها في جسده، وروحه في جسد قط..

يرى جو نفسه بعين الروح “22”، التي تستمتع بملذات الحياة البسيطة، وترفض العودة. فالمعنى موجود (اين؟!)، لكنها لم تكن تراه..

وحين يحقق جو حلمه، ويصفق له الجمهور، يسأل: “ماذا بعد ذلك؟” فتجيب دورثيا: “لا شيء، نعود غداً ونكرر الأمر نفسه”.. فيا لها من حياة عبثية!

يدرك جو خطأه، فالشغف انطفأ، ومعنى الحياة في مكان آخر.. يتذكر كل ما عاشه مع الروح “22”، وحبها للحياة واستمتاعها بلحظاتها، وسخريته منها، واتهامه لها بالأنانية.. ويقرر ان يعتذر اليها ويخبرها أنه أصبح يقدر قيمة كُل شيء.

بعد ذلك تمنحه الأرواح الملائكية فرصة أخرى للعودة إلى جسده وحياته، لكنه يعود الآن شخصا مختلفا.