أخبار عاجلة
“الرامي”.. توليفة ذكية تهز شباك التذاكر

“الرامي”.. توليفة ذكية تهز شباك التذاكر

متابعة بتجـــــــــرد: احتل فيلم “الرامي” المركز الأول في شباك التذاكر، بفضل توليفة ضمنت له هذا النجاح، فبطله ليام نيسون يتمتع بكاريزما تجعله نجم شباك، كما أن الفيلم يحمل ملامح من أفلام الرحلات و”الويسترن” و”الأكشن”، ويعزف على الوتر العاطفي، فيقدم المتعة للمعجبين ببطله نيسون، لكنه فيلم لا يبقى في الذاكرة، في تقدير كثير من النقاد.

بالرغم من أن نقاداً أشادوا بجودة الإخراج والتمثيل، فإنهم ذكروا أن نقطة ضعف الفيلم هي افتقار السيناريو إلى الخيال، فأحداث الفيلم خالية من المفاجآت، وبعض الشخصيات مسطحة.

وأشاد الكثيرون بمواهب نيسون ومهاراته وحضوره القوي، في لحظات قوة “جيم” ولحظات ضعفه، ورأى بعضهم أنه كان في أفضل حالاته، وصب البعض جام نقده على ضعف القصة والسيناريو والافتقار إلى العمق، ويحسب للفيلم عدم الإفراط في سفك الدماء، والترفع عن الإسفاف والبذاءة.

أما القضية الأهم التي غابت عن نقاد الفيلم، فهي أن رحلة جيم الذي كان يرثى لحاله بعد وفاة زوجته، كانت رحلة إنقاذ له من براثن اليأس والسقوط في العدم، بقدر ما كانت رحلة إنقاذ للصبي ميغيل بعد وفاة أمه.

لحن قديم

يعيش المتقاعد من مشاة البحرية الأميركية جيم هانسون (ليام نيسون) على الحدود مع المكسيك، متطوعاً بالإبلاغ عن محاولات العبور غير الشرعية. فقد زوجته بعد أن أنفق كل ماله على علاجها، ويوشك أن يفقد ممتلكاته، لعدم قدرته على سداد دينه.

ذات يوم يلتقي الطفل ميغيل (جاكوب بيريز)، البالغ من العمر 11 عامًا، وأمه روزا (تيريزا رويز)، الفارين من عصابة مخدرات تطاردهما بقيادة موريسيو (خوان بابلو رابا). يجري تبادل لإطلاق النار مع العصابة، فتصاب روزا، وقبل ان تسلم الروح، ترجو جيم ان يأخذ ابنها إلى عائلتها في شيكاغو.. يوافق جيم على مضض، وتبدأ الرحلة الشاقة.

يستخدم هانسون بطاقته الائتمانية، فيكتشف موريسيو موقعه ويلاحقه، فيفر بعد أن كاد ضابط شرطة فاسد أن يقبض عليه ويسلمه إلى موريسيو، ويواصل جيم وميغيل طريقهما شمالًا. تلحق العصابة بهما فتندلع معركة، يقتل فيها جيم ثلاثة من أفرادها. وبعد رحلة شاقة، يصل جيم وميغيل الى عائلة الطفل في شيكاغو.

أطفال قديسون!

يذكر الناقد أوين جليبرمان في مقاله عن الفيلم في “فارايتي” أفلاماً رائعة بنيت على العلاقة بين رجل شجاع وطفل بريء، وكانت حالات استثنائية، مشيراً إلى أن هذا الموسم شهد عرض “أخبار العالم”، “سماء منتصف الليل”، و”الرامي”، والأفلام الثلاثة منسوجة على المنوال نفسه.

ويلفت الناقد النظر إلى أن أياً من الأفلام الثلاثة ليس سيئة، لكن شخصيات الأطفال فيها كالقديسين الشجعان، فجاكوب بيريز الذي يلعب دور ميغيل، يسلك سلوكاً هادئاً كأي طفل حقيقي، لكن هناك لحظات نتمنى فيها أن يكون لديه المزيد من التوابل، فلا يكون مجرّد طفل لطيف.

ويشير جليبرمان إلى أن الفيلم يتحول إلى “أكشن” مع تعقب العصابة لجيم وميغيل في كل منعطف، ولكن من دون أية مفاجآت في مسار الأحداث فكل شيء متوقع.

كما يضع اصبعه على أمور غير مقنعة، مثل عدم امتلاك جيم جهاز هاتف، والبندقية التي تبدو أشد فتكًا من مدفع رشاش.

بطل مثالي

لا يأتي تأثير الفيلم في نفس المشاهد من مشاهد الأكشن القصيرة نسبيًا، رغم أن تبادل إطلاق النار في الذروة متقن التنفيذ، بل يأتي من تصوير العلاقة المتنامية بين جيم والصبي، حيث تجعل حساسية نيسون غير المستغلة كثيرًا هذه العلاقة تبدو عضوية ذات مصداقية، ويساعد على ذلك أداء الطفل بيريز. هذا بعض ما كتب فرانك شيك في “هوليوود ريبورتر”.

يشير شيك الى أن المخرج لورينز أحد المتعاونين القدامى مع كلينت إيستوود، حيث قام بإنتاج أفلام رشحت للأوسكار. ويضيف ان من السهل تخيل أنه لو تم تصوير الفيلم قبل عشر أو عشرين سنة، لكان إيستوود هو النجم. فالفيلم يتسم بالوتيرة والتوتر المميزين للعديد من أفلامه، ونيسون في أدائه لدوره يغزل على منوال إيستوود، مظهراً ضعفاً عاطفياً يجعل المشاهد يرتبط به بقوة، “من السهل أن ترى كيف أن مزجه المميز بين قوة الرجولة الناضجة والروح الأيرلندية جعله بطلًا مثاليًا للعمل في هذه الأوقات المعقدة”.

الرامي أخطأ الهدف

يبدو هذا الفيلم “الويسترن” وكأنه فيلم لكلينت إيستوود؛ لكن من دون إيستوود..

ذلك ما كتبه دان جاكسون في “ثريليست”، متسائلاً: حتى متى يبقى ليام نيسون الأشيب بطل أفلام الحركة الأكبر سناً في هوليوود؟ ويضيف: ان أفلامه المثيرة ذات الأوكتان المرتفع قد تصبح أكثر كآبة وتأملًا للذات، هذا ما تشعر به في أثناء مشاهدة “الرامي” المضجر رغم قوته.

يرى جاكسون ان نيسون يضفي الجاذبية والكاريزما على دوره، لكنه يبدو في غير مكانه، وهو يحدق في المناظر الطبيعية في أريزونا مرتدياً قبعة رعاة البقر، فانفعال الشخصية ونبرة القصة الحزينة تستدعيان إلى الأذهان كلينت إيستوود.

ويرى الناقد ان العلاقة بين جيم وميغيل كان يمكن ان تكون حلوة ومؤلمة، لكن الرحلة المتعبة إلى شيكاغو تستنزف التوتر والتشويق، وعندما يحدث “أكشن” يكون مجرد رشقات نارية.

فقر الخيال

جيم هانسون صاحب مزرعة، أرمل، تأكل الذئاب ماشيته، ويستولي البنك على ممتلكاته. جميع سمات الرجل الطيب موجودة فيه. يحدق بحزن في التل، حيث تناثر رماد زوجته المتوفاة، محارب وحيد لا يحتاج إلى شيء بقدر حاجته إلى مهمة. هكذا ترى جينيت كاتسوليس في “نيويورك تايمز” نقطة انطلاق الفيلم.

وتشير الى ان الفيلم يعتمد على كاريزما نيسون المحنكة والحزينة، التي تم سجنها بشكل مأساوي في الأدوار المنعزلة وأفلام الإثارة.

ويرى جوليان رومان في “موفي ويب” أن الفيلم يركز على الصداقة المتنامية بين الشخصيتين الرئيسيتين في رحلة الهروب الطويلة، ويوفر للجمهور فترة راحة من الاضطرابات السياسية. ويأخذ على الفيلم النقص في الخيال، الذي جعل بعض الشخصيات كرتونية، كان من الممكن ان يكتب حوارها روبوت! ويشيد جوليان بأداء الطفل بيريز حتى عندما لا يتكلم. ويخلص الى أن “الرامي” فيلم أكشن ممزوج بالعاطفة، يوفر ملاذًا مطلوباً مع ترفيه بلا عقل.

كاثرين: لحظات لا تنسى!

سئلت الممثلة كاثرين وينيك، التي لعبت دور سارة في الفيلم، عن اللحظات التي لن تنساها فأجابت: “لن أنسى أن ليام نيسون جاء في يوم إجازته، وراجع معي الأجزاء الخاصة بشخصية سارة في السيناريو. كان مذهلاً لي أن أرى ممثلًا يقدم لي هذه المساعدة، كي أؤدي دوري بصورة أفضل. لم يكن بحاجة إلى الحضور، ومع ذلك جاء، وقدم ليّ العون. تلك بالتأكيد لحظات اعتز بها، إذ لم أر مثل هذا السخاء كثيراً خلال سنوات عملي الطويلة في هذا المجال”.

وعن دورها، قالت: “سارة تجد نفسها بين خيارين، القيام بما تتطلب وظيفتها، وحماية زوج والدتها، الذي يحاول إنقاذ ميغيل. القصة تدور حول الطبيعة البشرية”.

نيسون: تعاطفت مع “جيم” الجريح

سئل ليام نيسون عما جذبه إلى دور “جيم” في الفيلم، فأجاب: “انه شخص جريح. خدم بلاده في الجيش. فقد زوجته بشكل مأساوي، وهو على وشك أن يفقد مزرعته الصغيرة وماشيته. ثم يلتقي الطفل الذي ينتمي إلى ثقافة مختلفة تمامًا، وينتهي به المطاف محاولاً مساعدة هذا الصبي. اتضحت له حقيقة أن الإنسان لا يعيش في عزلة كجزيرة منفصلة”.

وقال نيسون: “عندما شاهدت الفيلم للمرة الأولى، وجدت نفسي أتأثر بشخصية الرجل السيئ، موريسيو، التي قدمها خوان بابلو رابا. إنه ممثل رائع. أجدني أرى الحياة من عينيه. لقد تم إعداد موريسيو في سن مبكرة، العاشرة أو الحادية عشرة، ليكون عضواً في عصابة مخدرات. لم انتبه لذلك جيداً في النص، ولكن عندما جسّد خوان بابلو الشخصية، أعجبت بأدائه كثيرًا كما أعجبني إخراج روب لورنز”.

وعن الطفل جاكوب بيريز، الذي لعب دور ميغيل، قال نيسون: “لقد أحببته كثيرًا جدًا، وأجد نفسي أتعلم الكثير منه. كان دائمًا حقيقيًا في كل مشهد.

في عينيه حزن ينفطر له القلب، ولكن عندما يبتسم ابتسامة عريضة، يضيء العالم. أصبحنا صديقين، وكان يناديني بجدّي”.

الوصف

النوع: حركة وإثارة.

سيناريو وإخراج: روبرت لورينز.

بطولة: ليام نيسون، جاكوب بيريز، كاثرين وينيك، خوان بابلو رابا، تيريزا رويز.

مدة العرض: ساعة و48 دقيقة.

تاريخ العرض: 15 يناير 2021.

الميزانية: 23 مليون دولار.

التقييم

آي إم دي بي: 60 %

روتن توميتوز: 34 %

ميتاكريتيك: 44 %

إندي واير: C

إلى الأعلى