أخبار عاجلة
سباق مع الزمن للنجاة ومعارك فضائية بحجرة المعيشة في Dune Drifter

سباق مع الزمن للنجاة ومعارك فضائية بحجرة المعيشة في Dune Drifter

متابعة بتجــــــــــرد: تنحصر فكرة فيلم Dune Drifter أو الكثيب الرملي التائه، في أنه بعد معركة فضائية مدارية مدمرة، يتعين على الناجية من تحطم طائرة أن تنتقل للعيش في بيئة قاسية لكوكب مقفر لإنقاذ نفسها قبل انتهاء ونفاد أجهزة المساعدة على الحياة، وكأنها تتمثل قول المتنبي “ومِنْ نكدِ الدُنيا على الحُرِّ أن يَرىٰ، عَدُوًّا لهُ ما مِنْ صَداقتِهِ بُدُّ”!

تولى مارك برايس كتابة السيناريو والإخراج، والبطولة لفوبي سبارو، ديزي اتكنز، سيمون دواير توماس.

المخرج مارك برايس عرفناه في عام 2008 مع فيلم كولن، وهو فيلم روائي طويل عن الزومبي، صور في لندن ولم يكلِّف سوى بضع مئات من الدولارات.

ولكن فيلمه الجديد المرتكز على الخيال العلمي يحظى بميزانية أكبر نسبياً، ولكنها لم تمنحه سوى 7 أيام للتصوير بينما نشبت المعارك الفضائية في حجرة المعيشة بمنزله!

تبدأ الأحداث مع تعرض كوكب الأرض لهجوم من جهة غير معلومة، ولكنها شديدة العداء والبأس، تتمثل في كائنات فضائية تعرف باسم دريك.

وتصدر الأوامر لقادة طائرات مقاتلة أنهوا للتو تدريباتهم للمشاركة في المعركة الجوية، ولكنهم بمجرد أن يغادروا مطاراتهم يتعرضون لهجوم من قوات دريك.

وتصاب طائرة ادلر «فوبي سبارو» ولكنها تتمكن من الهبوط في كوكب إرباص القريب، ويهبط معها مساعدها يارين ولكنه كان مصاباً بشدة.

وتتأزم الأمور بالنسبة لأدلر بعد أن تدرك أن مخزونها من الأكسجين سينفد بعد يومين، وأنها تحتاج باستماتة لإصلاح مركبتها.

وتكتشف وجود طائرة محطمة لقوات دريك، وناجين منها، ولكنهم لم يبدوا أي استعداد لمساعدتها أو إعارتها الأجزاء التي تحتاجها لكي تستطيع الطيران ثانية، بل يبدو أنهم يريدون قتلها، ليبدأ صراع حياة أو موت على الكوكب المنعزل.

إذا كان الفيلم يبدو مألوفاً لدى المشاهدين، فذلك لأنه يبدأ أو يشابه حكاية روبنسون كروزو الشهيرة، وبمعنى أدق «روبنسون كروزو في المريخ»!

وهناك تشابه أيضاً مع أفلام فضائية عديدة في فكرة تواجد عدوين لدودين محاصرين في نفس المكان، وهي فكرة اشتمل عليها «ستار تريك».

صور برايس معظم الفيلم في أيسلندا في 7 أيام، بطاقم صغير، وقد يبدو إنفاق أموال محدودة على هذا النوع من التصوير إهداراً للوقت والجهد، ولكن ذلك قبل أن نرى النتائج.

إذ نجح المخرج في إقناعنا أن المساحات الفارغة من الصخور البركانية السوداء والأوساخ تضفي إحساساً واقعياً بالخراب لا يمكن أن توفره أي مواقع إنجليزية أو هوليوودية مشابهة.

وبالنسبة للأداء تبرز فوبي سبارو في شخصية أدلر، خاصة أنها استحوذت على معظم المشاهد والوقت وهي بمفردها في صحراء قاحلة، ولكنها استطاعت أن تمنحنا أداء رائعاً حتى لو كان عبر خوذتها. ولم يكن الأمر سهلاً، ولكنها استطاعت أن تستحوذ على اهتمامنا وتعاطفنا وتقنعنا بمأساتها.

ومن الصعب حقيقة أن نصدق أن تلك الممثلة الرائعة لم تمثل من قبل سوى في عملين فقط هما فيلم Downton Abbey في 2010، وفيلم Inside No. 9 في 2014!

ورغم قلة الإمكانيات وضعف الميزانية، استطاع المخرج أن يصور المعركة الفضائية الافتتاحية بكفاءة مستعيناً ببرامج الكمبيوتر، ليقدم لنا فيلماً يسلينا طوال ساعة ونصف الساعة.

إلى الأعلى