متابعة بتجـــــــــرد: لم تكن الدراما السورية بمنأى عن الظرف الذي نعيشه، ورغم هذا لا تزال تمتلك تلك الخصوصية على مستوى السيناريو، والتمثيل، والرؤية الإخراجية، ولا يزال تعطش الجمهور قوياً لمتابعة أهم ما تقدمه، هو ما يقوله الفنان الشاب طلال مارديني، الذي جعل من منصة الكتابة مساحته ليروي حكايات قادمة من التاريخ، وحكايات أخرى تأخذنا إلى الواقع لنراه من خلال تنامي الشخصيات والقصص.
مارديني الذي يقوم اليوم بتصوير أحد الأدوار في أمستردام، حول خصوصية التجربة في الكتابة والتمثيل ومعارك السوشيال ميديا، كان له حوار مع مجلة “زهرة الخليج” تحدّث فيه عن العديد من الأمور الفنية والخاصة. وإلى نصّ الحوار.
نبدأ من جديدك، وعملك في مسلسل «بان عرب»، حدثنا عن هذا العمل الذي تصوره الآن، والذي تغلب عليه الرؤية الخليجية؟
العمل إنتاج كويتي إماراتي مشترك، وإخراج الفنان الكويتي حسين دشتي، قام بكتابة السيناريو محمد حسن أحمد، الكاتب الإماراتي الذي يعتبر الكتابة هي المنطقة الواسعة لروحه سواء للسينما أو التلفزيون. في هذا العمل أقف بين عدد من النجوم العرب من عدة بلدان عربية وأنا السوري، الذي يدخل تجربة جديدة، لا أنكر أبداً أنني كنت أشعر بالخوف، قبل خوض هذه التجربة ولكن بكل صدق جميعهم أناس رائعون والعمل معهم ممتع وخاصة مع المخرج حسين دشتي الذي يملك رؤية وفكراً جديدين وأتمنى أن يتكلل العمل بالنجاح وخاصة أننا نعمل في ظروف قاسية والبرد هنا قارس جداً.
روح الشام
انتهيت مؤخراً من تصوير دورك في مسلسل «خيبة أمل»، حدثنا عن خصوصية هذا العمل؟
يعرض هذا العمل سرقة الآثار، بتنا نرى ونسمع بشكل فاضح عن إهمال الآثار وسرقتها، رغم ما تمثله من غنى تاريخي وهوية للبلاد، من هنا تأتي أهمية هذا العمل، الذي سيعرض قريباً، والذي يتحدث عن ثلاثة ضباط مكلفين بقضية لاستعادة آثار سورية مسروقة، والعمل سيناريو جوزيف عبيد. قمت بتجسيد دور ضابط استخبارات سوري، وإلى جانبي ضباط لبنانيون، نتعاون معاً لاسترجاع هذه الآثار، إنها معركة حقيقية، تعكس المعنى العميق لسرقة تواريخ حقيقية، وأداء الدور احتاج مني قراءة معمقة لأداء شخصية الضابط من حيث الصوت والحركات، برهات الصمت أيضاً.
تنتمي إلى الحي الدمشقي العتيق سوق ساروجة، ماذا أخذت منه، وماذا منحت هذا الحي، وإلى أي درجة يساعدك هذا في أداء الأدوار؟
أخذت روح الشام، هوية الإنسان البسيط والشعبي والمتعلم والمثقف، اللهجة والأداء والضحكة والمثل، والأهم روح التسامح والحب، لأن دمشق مدينة محبة، مدينة في حاراتها ماء السبيل، والنهر يعبر أحياءها، والأسواق والخصوصية، مدينة متسامحة ومحبة، وبيوت دافئة الشام حضن أمي أيضاً.
أنت مثير للجدل على السوشيال ميديا، ألا تخاف من هذه الوسائل وخاصة ممن يستخدمها في تشويه الشخصيات الحقيقية؟
صرت أخاف، لدرجة عاهدت نفسي ألا أحكي بشكل عفوي، لأننا بتنا تحت كاميرات وعيون المتصيدين، الناس يفهمون أي كلمة بطريقة مختلفة، وإذا مزح ممثل مع زميله يحورون الكلام ويكبرون المواضيع وصرت حذراً جداً جداً، نعم السوشيال ميديا تخرب البيوت والسمعة أحياناً.
كانت مزحة
انتقدت مهرجان الجونة، ورد عليك باسل خياط: «لو دعيت هل ترفض المجيء؟»، في رأيك هل ابتعدت المهرجانات عن سياقها بسبب التركيز على أزياء الفنانين؟
كنت أمزح صدقيني، حتى تعليق باسل جاء بنفس السياق والروح، ولكن الصحافة حوّرت الموضوع وقلبوها مشكلة بيننا، «طولوا بالكون، القصة مش هيك»، ونحن في النهاية بشر مثل أي أشخاص آخرين، نعم أي واحد فينا تهمه الإطلالة لكن ليس على حساب التركيز على الأفلام والممثلين، لهذا أتمنى أن تكون الدورة المقبلة لصالح السينما لاسيما إعلامياً.
ما أهم المشاكل التي تواجهها الدراما السورية اليوم؟
من أهم مشاكل الدراما السورية عدم وجود نجوم الدراما داخل سوريا بسبب ظروف الحرب، ولكن هذا شيء مؤقت وأعتقد أن كل شيء سيعود أقوى، وما إن يتخلص المخرج السوري والكاتب والممثل من خوف العودة للبلد، ورغم هذا لم يتوقف النجوم السوريون من تصدر ومشاركة الكثير من الأعمال العربية، خارج سوريا. وطبيعي في أي حالة حرب أن يحدث ذلك، وأتمنى أن ننهض بهذه الدراما جميعنا.
ارتهان الفنان لشركات الإنتاج في عقود طويلة، هل هذا يؤثر في الدراما، والممثل والكاتب؟
لا بالعكس، الشركات تعمل على صناعة أبطال والاستفادة من تاريخهم وأدائهم، وهذا ينعكس على إنتاجها أيضاً، يمرّ الفنان أحياناً بعقود طويلة، ويشارك مع نفس الشركة في أكثر من عمل ولا شك فإن هذا يشكل عصراً ذهبيا للممثل أحياناً. وأضرب مثلاً الفنان باسل خياط كان يشتغل وراء كثير من الفنانين، وكذلك الفنان قصي خولي، وقد أصبحا بطلين ونجمين يقف من أتى بعدهما وراءهما، وهكذا دواليك، دولاب يدور على كل الناس لهذا أقول حلال لهم هذا النجاح، و«إذا هبت رياحك فاغتنمها».
أعمال تاريخية
تجيد أداء الأدوار المتعددة، وتعرف تماماً أن ثمة أدواراً تحتاج إلى جهد، كيف يكون هذا؟
نعم يحتاج التمثيل إلى معرفة حقيقية بالجانب النفسي لكل حركة، حتى الصوت لا بد من دراسته وقراءته، وهذا اكتسبته منذ دخلت عالم التمثيل في «فسحة سماوية»، وحتى عملي الذي أقوم به اليوم. ولا شك فإن الصدق والعفوية والاحتراف، والذكاء أيضاً تكمل بعضها في أداء أي شخصية أقوم بتمثيلها، وهذه إلى جانب الحظ طريق نحو النجاح والنجومية. الممثل الحقيقي هو الذي يحترم فضل المسلسلات التي تشهره، وتسمح له بالانتشار.
حدثنا عن جديدك المقبل؟
جديدي المسلسل السوري «العربجي» وفيه أقف إلى جانب الممثل القدير سلوم حداد، وباسم ياخور، سنبدأ تصويره في بداية الشهر المقبل، والعمل تأليف عصمت جحا وإخراج تامر إسحاق وإنتاج غولدن لاين، والعربجي كلمة دارجة في اللهجة الشامية، تشير إلى مهنة لشخص يقود حماراً وعربة يتنقل بين الحارات ويبيع بضاعته.