“عاش يا كابتن”.. حكاية فتاة مصرية خرجت من الساحات الشعبية لتنافس على الأوسكار

متابعة بتجـــــــــــرد: على مدار 4 أعوام، ظلت المخرجة المصرية مي زايد التي درست الأفلام الوثائقية والسينما في ويلسلي MIT تتابع الشخصية الرئيسة في فيلمها الرئيس Lift Like a Girl أو ارفع مثل فتاة، الذي يستلهم عنوانه من الفيلم الشهير Bend It Like Beckham الذي عرض في 2002، رغم أن الفيلم له اسم آخر هو «عاش يا كابتن».
ورصدت زايد كل حركات زبيبة التي بدأت رياضة رفع الأثقال وهي في التاسعة من عمرها، وتدربت تحت إشراف الكابتن رمضان في ساحة شعبية شاغرة في الإسكندرية.
وعرض الفيلم عالمياً في مهرجان تورنتو السينمائي، وبعدها فاز بجائزة الحمامة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان ليبزيج الألماني السينمائي، كما ترشح لجوائز الأوسكار عن الأفلام الوثائقية.
والآن يعرض الفيلم عربياً في مهرجان القاهرة السينمائي، وهو الفيلم الوثائقي الوحيد الذي يمثل مصر في المسابقة.
تقول مي زايد إن الفكرة بدأت منذ عام 2003، وكان عمرها وقتذاك 18 سنة، عندما قرأت في الأخبار أن الفتاة المصرية نهلة رمضان أصبحت بطلة عالمية في رفع الأثقال، وهي التي كانت تتدرب في الشوارع.
«كانت القصة مفاجأة لكل المصريين، بما فيها أنا، لأننا لم نتوقع أو نعرف أن المرأة المصرية يمكن أن تتنافس في الرياضة وتصبح بطلة».
وتكمل زايد «عندما واتتني الفرصة بعدها بعام التقيت مع الكابتن رمضان، والد نهلة ومدربها، وعرفت على الفور أن هناك قصة درامية تصلح للعرض السينمائي، وأنني يجب أن أصنع منها فيلماً».
ولكي تواصل وتكمل تصوير الفيلم قضت مي أعواماً طوالاً مع الكابتن رمضان وبطلاته، حتى أصبحوا مثل عائلة واحدة. ولكن المخرجة الشابة واجهت مشكلة أن الكابتن رمضان لا يحول عينيه عن الكاميرا وهو يتحدث، لأنه معتاد على الحوارات التلفزيونية، لذلك تحدثت معه عن أسلوب صناعة وتصوير فيلم وثائقي، وما ساعدها على ذلك هو أن طاقم التصوير صغير للغاية.
ومن اليوم الأول نجحت المخرجة في بث الارتياح في نفس البطلة زبيبة وزميلاتها والكابتن رمضان، وأقنعتهم بإخبارها إذا شعر أي منهم بعدم الارتياح من الكاميرا، حتى لا تصوره ضد رغبته.
وحدث ذلك في بداية التصوير عندما كانت بعض الفتيات الأكبر سناً لا يردن المشاركة في الفيلم، واحترمت المخرجة رغبتهن، وبعد فترة من الوقت، عدن وطلبن المشاركة عن اقتناع.
وتقول مي زايد في حديث لموقع فارايتي السينمائي إن المشروع مر في مرحلته الطويلة بالعديد من المعامل، بما في ذلك مختبر الأفلام الوثائقية الأمريكية لعرض الأفلام في جامعة جنوب كاليفورنيا ومختبر الأفلام الوثائقية المستقلة «يبدو أنه صُنع مع وضع جمهور دولي في الاعتبار».
وتضيف «أعتقد أنه يمكن أن يكون مثيراً للغاية للجمهور الأجنبي، لأنه يكسر الصورة النمطية عن النساء في الشرق الأوسط. فهناك صورة سلبية عن أن النساء هنا مضطهدات دائماً».
وأعتقد أن جزءاً من المشكلة يكمن في أن الأفلام القادمة من المنطقة صنعها رجال، لذلك كانوا يحكون القصة من منظورهم الذكوري.
وتضيف زايد «بالطبع، النساء في الشرق الأوسط، لا يتمتعن بكل الحقوق، هذا مؤكد، ولكني لا أعتقد أنهن ضعيفات، وهذا ما حاولت إبرازه في الفيلم، أن أوضح الجانب القوي لدى الفتيات، إضافة إلى الجانب الإنساني».
الفتيات هنا لسن خارقات، ولكنهن أناس عاديون. وأعتقد أن ذلك يمكن أن يكون ممتعاً.
وبالنسبة لمشروعها المقبل، تشير مي زايد إلى أنه فيلم طويل بعنوان Rainbows Don’t Last Long أو أقواس قزح لا تستمر طويلاً، وكتبت السيناريو المبدئي له، وستحاول أن تصنعه كفيلم مستقل، كما أن لديها منحة للتدريب السينمائي في لوس أنجلوس.
ويصور الفيلم زوجين يدركان أن ابنتهما الوحيدة مصابة بمرض وراثي نادر يتسبب في فقدان بصرها في وقت قريب. ويقرر الاثنان القيام برحلة عبر مصر، وخلالها يعيدان اكتشاف زواجهما، أو بمعنى أدق السبب في فشل ذلك الزواج.