متابعة بتجـــــــــــرد: شهد الفيلم الوثائقي اللبناني “نحن من هناك” للمخرج وسام طانيوس في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الاثنين بدار الأوبرا المصرية في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ42 إقبالا كبيرا وإشادات واسعة لما تناوله الفيلم من حياة شابين سوريين في المهجر بعد اضطرارهم للهجرة من بلادهم إلى أوروبا لما تشهده من دمار وحرب تمنعهم من تحقيق أحلامهم فيه، وهو فيلم من إنتاج فرنسي لبناني مشترك، ويعرض ضمن مسابقة آفاق السينما العربية بالمهرجان.
وتلعب الذاكرة دوراً أساسياً في هذا الفيلم، فهناك الذي يقصده العنوان ليس فقط هو الوطن الذي غادرته الشخصيات ولكنه أيضاً ذاكرتها، أحلامها التي لم تتحقق في شوارع المدينة الأم، ولم تتلون في شوارع المهجر، فبقيت حائرة بين أن تتحول إلى ذكرى أو تظل عالقة في انتظار أن تمسها يد الحالمين بها، يتساءل الفيلم عن إمكانية تحول الوطن إلى ذكرى أو تحول الذكرى إلى وطن محمول يسافر مع أصحابه ويذكرهم دوماً أنهم لا ينتمون إلى أي وطن آخر سوى هناك.
وفي حديث مع قناة “العربية” مع مخرج الفيلم وسام طانيوس، أوضح أنه بدأ في تصوير هذا الفيلم منذ 2015 من خلال تصويره لشخصيات الفيلم الرئيسية وهما شابان من الطبقة المتوسطة من أقارب المخرج الذي شارك في بعض اللقطات في الفيلم، خلال رحلة بحثهم عن وطن يستطيعون من خلاله تحقيق أحلامهم والحصول على حياة كريمة، بعد يأسهم من تحقيق أي أحلام في وطنهم، لذلك قرروا الهجرة لأوروبا بعيداً عن الحروب والدمار في بلادهم.
وأضاف “اعتمدت خلال تصويري للفيلم على اللاحق بهم أثناء رحلتهم بداية من التخطيط للهجرة وصولاً لأوروبا واستقرارهم في ألمانيا والسويد، من خلال تصويرهم لبعض مقاطع الفيديو”.
كما قال “حاولت إيصال مراحل الرحلة وكيف بدأ كل منهما من الصفر في بلد غريب وثقافة مختلفة كلياً للحصول على مستقبل وحياة أفضل، بالرغم من الحنين للوطن والمعاناة النفسية التي واجهها كل منهم”.
وتابع سعدت بردود الأفعال العالمية والعربية على الفيلم، فالقصة تعكس أفكارا تدور في ذهن الكثير من الشباب ممن تعاني دولهم من الحروب وعدم الاستقرار، فكل منا يسعى إلى توفير حياة كريمة ومستقبل أفضل.