صابر الرباعي: كاظم الساهر “ريّس القصيدة”

صابر الرباعي: كاظم الساهر “ريّس القصيدة”

متابعة بتجــــــــــرد: نفض الفنان التونسي صابر الرباعي غبار الحجر الصحي عن صوته، وقرر أن يكون بين جمهوره من جديد، بعد أشهر طويلة قضاها في الحجر الصحي، وأن يعود ملتزماً بالإجراءات الاحترازية، مع مفاجأة فنية من طراز مختلف. ولأن صابر صاحب صوت مقتدر وشخصية فنية تدرك أن الفن رسالة سامية قبل أن يكون (لقمة عيش)، غرد خارج سرب الأغنيات السريعة التي تتصدر وسائل الإعلام حالياً، مقدماً قصيدة باللغة العربية الفصحى، كشف عن كواليس تحضيرها وتصويرها في حوار مع “زهرة الخليج”.

لماذا اخترت أن تعود بقصيدة؟

– الظروف كانت مهيأة لتقديم عمل فني بهذه القيمة من كلمات وألحان وتوزيع موسيقي وصورة إخراجية، وقصيدة (جريدة الرجل الثاني) هي من شعار الراحل نزار قباني وألحان الموسيقار الدكتور طلال والتوزيع الموسيقي لميشيل فاضل، وقام بإخراجها وليد ناصيف. الأغنية مستواها راقٍ، وتوقيتها مناسب بسبب الظروف التي يمر بها الناس حسب وجهة نظري، وأعي تماماً أن معظم الناس يفضلون حالياً الأغنية الخفيفة والسريعة وسط تراجع للقصيدة المغناة، لذلك هذه الأغنية تعتبر نوعاً من التحدي، وأنا أحببت أن أخوض التحدي في هذه الظروف.

أنت تحديت سيلاً عارماً من الأغنيات السريعة التي تملأ الفضاء، مثل أغنية المطرب حسين الجسمي «بالبنط العريض»، فهل ستترك أغنيتك أثراً تستهدفه؟

– كل أغنية لها وقتها ومستمعوها ورونقها، إذا أردت الاستماع لأغنية سريعة تعرف أين تتجه، وكذلك إن أردت الأغنية الرومانسية الهادئة أو الأغنية الطربية أو أي لون ستجدها، علماً بأن أغنية حسين الجسمي لطيفة جداً وسلسة وناعمة وتدخل الأذن وتحفظ بسرعة، ولا يمكن مقارنتها بأغانٍ أخرى لا تملك معنى، وأنا أهنئه على هذا الاختيار، وحسين عودنا على هذا المستوى الجميل. وفي رأيي الأغنية الخفيفة تختلف عن عن القصيدة المغناة التي تبحث عن استعادة المكانة التي نسيناها قليلاً، والفنان كاظم الساهر غنى القصيدة منذ زمن طويل، لكننا اليوم نشعر بتراجع نسبي لحضور هذا اللون من الغناء على مستوى العالم العربي، ونحن نحاول الحفاظ على مستوى معين من اسم وتاريخ الأغنية الأصيلة، من خلال هذه الأغاني، وندعو الجيل الجديد الصغير الذي اعتاد سماع الأغاني السريعة العربية والأجنبية، أن يستسيغوا لغتهم العربية من خلال أشعار نزار قباني وغيره من الشعراء الذين يكتبون الفصحى.

لماذا اخترت أن تغني من قصائد نزار قباني؟ هل لأنه ارتبط بنجوم كبار غنوا من كلماته، خاصة أن هناك شعراء كثيرين يكتبون الفصحى غيره؟

– العمل عرض عليّ جاهزاً بالكامل، من حيث اللحن والكلام من قبل الموسيقار الدكتور طلال الذي اختار الصوت الذي رآه مناسباً، بينما اللحن والكلام موجودان من قبل، وعندما سمعت العمل أعجبتني فكرته وأسلوبه، فقررت دخول التحدي.

ألم تخشَ المقارنة مع كاظم في ملعب القصائد المغناة، حيث إن جمهوره شديد الولاء له ويرفض أي أحد أن يقترب من منطقته؟

– لاحظت ذلك، ولاحظت غيرتهم على فنانهم المحبوب من خلال تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، كاظم كان ولا يزال «ريّس القصيدة» والأشعار القبانية، وهي لذيذة في ألحانه وصوته، ولكن في المقابل أي فنان يستطيع غناء أشعار نزار قباني أو غيره، إذا استساغ القصيدة من خلال صوته وغنائه، وهذا الأمر لا يقلل من شأن كاظم الساهر إذا غنى القصائد الفصحى أي فنان آخر.

بماذا يختلف لحن قصيدة «جريدة الرجل الثاني»، عن الألحان الأخرى التي قدمها طلال؟

– أعادني طلال للمدرسة الكلاسيكية والطرب والقصيدة برمتها بلحنها وتوزيعها الذي برع فيه الفنان ميشيل فاضل، أعادتني للشعور بالإحساس الطربي الخاص، خاصة أن جملتها الموسيقية ناعمة وكلاسيكية، ذكرني هذا العمل بأغاني الخمسينات والستينات والسبعينات وأعادتنا للمهد والأصل، وللأغنية الطويلة من خلال ألحان الموسيقار طلال، طبعاً بثوب وموديل عصريين من خلال توزيع معاصر مع الاحتفاظ بطول الأغنية طبعاً.

كيف مضت عليك سنة 2020 ووباء جائحة كورونا؟

– لا شك في أن فترة جائحة كورونا كانت تعيسة وشيئاً مميتاً حقاً، جعلتنا جميعاً مقيدين لا نتحرك بحرية، لا برامج حتى اليوم ولا حتى في المستقبل القريب، من الصعب أن نفكر فيما حدث ويمكن أن يحدث، لأن الوضع الوبائي عطل جميع أعمالنا، وعطل حياتنا الطبيعية وزيارة الأقارب والأصدقاء ولقاء جمهورنا إذا تكلمنا عن إطار عملي ومهني، ولم تكتفِ هذه السنة بالجائحة، بل كانت صراحة استثناء لكل العالم، شهدنا فيها الحروب والاغتيالات واحتراق الغابات وانفجار بيروت والأزمات الاقتصادية في كل مناطق العالم، أعتبرها سنة كارثية بامتياز، وحتى رقم 20 كرهته بصراحة.

لكن في المقابل رزقك الله بمولودة جميلة، فماذا تعني لك الصغيرة اليوم؟ ولماذا اخترت لها اسم (شابّة)؟

– بالنسبة لابنتي صحيح أن ولادتها كانت في عام 2020، ولكن من لحظة الخلق والحمل فهي من إنتاج 2019، واخترت لها اسم (شابّة) لتميزه، فهو له معانٍ رائعة وهي الفتاة جميلة الخلق والطيبة والحنونة، هو اسم تونسي، وأردت أن أنشر هذا الاسم، مثل كلمة (برشا) التي سبق أن ساهمت في نشرها من خلال الغناء، لذلك سميتها (شابّة) لأن لها ارتباطاً بالجمال وارتباطاً بالحلي والوسامة وحسن الخلق وهو أهم شيء، وهي من أهم الأمور التي انضمت لنا، بوجود إخوتها إسلام وصفاء وجود وأمير، وجود فقط اسمه مركب (جود عبد الهادي) تكريماً لوالدي الراحل.

من يشبهك في التصرفات والطبيعة وكأنه صابر الصغير؟

– ممكن إسلام وجود، هما الأقرب في التصرفات والسمات العامة للشخصية، ولكن كل واحد من أبنائي أحبه، ولا يمكنني التمييز بينهم.

كيف وجدت برنامج The Voice Senior؟

– شعرت بوجود انجذاب نحو البرنامج، كما هناك ألفة جميلة بين النجوم المدربين والأسماء كبيرة وحضور المواهب ممتاز، هناك من المشاركين من يملك تاريخاً واسماً، وفي المقابل هناك من يقف لأول مرة على المسرح، جميل أن نرى أشخاصاً في هذه الأعمار يغنون بهذه الطريقة، ونشكر المدربين على المجهود فهو صعب، ولكن (ذا فويس) بكل اختلافاته هو رقم واحد في العالم.

ما جديدك المقبل على الصعيد الفني؟

– أنجز حالياً مجموعة من الأغنيات باللهجات التونسية والمصرية والخليجية، وهناك أغنية عراقية وأخرى لبنانية. أحضر لألبوم كامل سأصدره بعد انقضاء فيروس كورونا. كما من المقرر أن أغني في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي المقبل.

إلى الأعلى