سعود أبو سلطان: أستحق فرصة أخرى

سعود أبو سلطان: أستحق فرصة أخرى

متابعة بتجـــــــــــــرد: يتعافى المطرب سعود أبو سلطان حالياً من آثار العملية الجراحية التي قام بها مؤخراً، بعد اكتشافه ورماً حميداً في صدره، ويحتاج شهراً للتعافي والعودة لممارسة حياته الطبيعية.

وسعود الذي عاد مؤخراً للساحة الفنية بأغنيتي “جمالك” و”راحوا” بعد انقطاع ست سنوات، قضى نصفها خلف القضبان، يفتش كما قال في حواره مع مجلة “زهرة الخليج” عن بداية فنية جديدة، تعيد علاقته بالجمهور، بعد النجاح الذي حققه في بداية انطلاقته الفنية، منذ تخرجه في برنامج اكتشاف المواهب (سوبر ستار). وإلى نص الحوار.

ماذا تعلمت مما حصل معك، وتجربتك خلف القضبان؟

– يكفي أن أقول إنني أصبحت الآن إنساناً جديداً إيجابياً جداً، كانت لدي بعض الأمور السلبية في حياتي، بعض الكسل وعدم الثقة قليلاً، وأعتقد لم أكن أفكر بشكل واضح، هذه الفترة جعلتني أتشتت أكثر ولم أعد أعرف ما الذي أريده، الشخص الذي كان يصمت كثيراً ويتحمل لم يعد يتحمل اليوم، ولم أعد أعش هذه الأجواء من المشاكل والسلبية وطريقة التعامل مع الناس، اختلفت كثيراً، هذا أهم أمر بالنسبة لي، كيف كنت أفكر في الناس الذين حولي على مستوى أني فنان وعلى الجمهور طريقتي جميعها اختلف أنا انسان جديد.

هل فكرت في الانتحار فعلاً؟

– نعم أحضرت الأدوات كاملة، ولكن اكتشفت أن الدنيا ما زالت فيها أمور حلوة، وحمدت الله عز وجل أنني اكتشفت أن الخطأ ليس من الناس بل مني، وأن لدي الشجاعة للبدء من جديد، وتأكدت بيني وبين نفسي أنني أستحق فرصة أخرى.

من صفعك لتفيق من هذا التيه؟

– شقيقتي الصغيرة التي تصغرني بـ 15 عاماً، وهي آخر العنقود والطفلة المدللة، كنت قد وصلت مرحلة متقدمة من الكآبة، وذهبت للحديث معها وكنت داخلياً أودعها، وبيني وبين نفسي لا أريدها أن ترى حجم الألم الذي أعيش فيه، وتشعبنا بالنقاش، وكلامها جعلني أصحو من غفلتي، فهي نبهتني إلى الجانب الإيجابي من حياتي، وجعلتني أتراجع عن فكرة الانتحار من دون أن تدري ما أخطط له.

اليوم  عندما تقف أمام المرآة ماذا ترى؟

– في الماضي لم أكن أرى نفسي ولا أحبها ولم أكن أواجه نفسي، ولم أكن أملك الثقة، اليوم أستيقظ صباحاً وأحدث نفسي بأني أحبها وسامحتها وأعدها بألا أعود كما كنت، عندما رأيت نفسي أول مرة بكيت كثيراً، وشعرت بمدى ظلمي لنفسي وأتعبتها معي، وأنا سابقاً لم أبك أبداً في حياتي كلها، ولكن عندما واجهت نفسي تأثرت بها كثيراً، وانتقلت من شخص كان يكره أن يرى نفسه إلى شخص يحبها.

بماذا تنصح الشباب من واقع تجربتك؟

– أن ينظروا بإيجابية للحياة وأن يستمتعوا بلحظاتهم وعائلاتهم، أصبحت أؤمن بأنني إذا عشت خمس دقائق إضافية، سأتمكن من عمل كل شيء، لا أريد أن أحارب أحداً أو أخانق أحداً ويجب أن أستمتع بكل دقيقة، أقول لهم ألا يفكروا في الماضي ولا المستقبل. فالماضي انتهى والمستقبل في علم الغيب، ولا يوجد غير اللحظات الحالية فقط، لذلك أنا الآن أتمتع بهذا الوقت ولا أقدم نصائح لأحد.

هل اهتزت ثقتك بالمرأة؟

– بالعكس، أنا أحب المرأة كثيراً، ما حدث معي انتهى ولم يغير شيئاً في حياتي وعقلي.

وهل تنوي الزواج؟

– الزواج استقرار، لكنني الآن أعيد بناء حياتي من جديد، لم يعد الأمر أساسياً في هذه الفترة، في المستقبل إن حصل فمرحباً به، وإن لم يحصل، فقد أعيش مع القطط، وعلى فكرة أتمنى أن يكون لديّ بيت عجزة وأيتام لأعيش معهم وأرعاهم.

متى سيراك الجمهور تغني على المسرح؟

– لو سألتني قبل عدة أشهر لقلت لك لن يحدث، لم أكن أملك الشجاعة وقتها، وما زلت للآن أشعر بالخوف والرهبة، لكنني اليوم بت مستعداً لمواجهة الناس وأستعد للعودة بقوة.

كيف اخترت أغنيتي “جمالك” و”راحوا” لتعود بهما للساحة الفنية؟

– “جمالك” سمعتها قديماً وأعجبتني وقررت أن أعود بها للغناء، ثم أتت فكرة أغنية “راحوا”، أحببت كلماتها وتزامنت مع وفاة رحيل صديقي المقرب، فقررت طرحها، ومن ثم أتى انفجار مرفأ بيروت، فقدمت أغنية من ألحاني أردت من خلالها التضامن مع الشعب اللبناني، الذي عشت بينهم لفترة من الوقت. حالياً لدي مجموعة أغنيات سأطلقها تباعاً عند جهوزيتها، أولاها ستكون مع الملحن عبد الله القعود، الذي أشكره لأنه أحد أكبر الداعمين لي بالعودة للفن، ومتفائل خيراً بنجاح الأغنية لأنه صاحب وجه خير عليّ.

إلى الأعلى