أخبار عاجلة
فيلم Apocalypse Now.. دراما تواجه العواصف والبنتاغون في الطريق إلى السعفة الذهبية

فيلم Apocalypse Now.. دراما تواجه العواصف والبنتاغون في الطريق إلى السعفة الذهبية

متابعة بتجـــــــــــــرد: يتأرجح فيلمApocalypse Now  أو نهاية العالم الآن من بدايته حتى نهايته، من الكونغو إلى فيتنام، ومن القرن الـ19 إلى القرن الـ20، ومن اكتفاء صانعه بالإنتاج إلى الإخراج، ومن التهديد بالانتحار في التصوير إلى نشوة التتويج بالنجاح، ومن الإفلاس إلى الربح.

دراما كاملة عاشها الفيلم الذي يعد ضمن أعظم 100 فيلم في تاريخ السينما العالمية، ومن أهم الأفلام التي أنتجت عن حرب فيتنام، رغم أن أحداث الرواية الأصلية تدور في أدغال إفريقيا وبالتحديد في الكونغو، كما أن البنتاغون رفض إمداد الفيلم بطائرات الهيلوكوبتر والمعدات اللازمة لموقف الفيلم المناهض لحرب فيتنام.

توج الفيلم بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الذي عرضت فيه نسخة غير مكتملة في الافتتاح قبل عرضه في دور السينما في 15 أغسطس 1979، حيث حقق 83 مليون دولار في أمريكا، و150 مليون دولار خارجها، بينما لم تتعد ميزانيته 31 مليون دولار.

ترشيحات وجوائز

وأثار الفيلم جدلاً كبيراً لدى عرضه للمرة الأولى، فبينما لاقى التصوير السينمائي لفيتوريو ستورارو استحساناً واسعاً، وجد العديد من النقاد أن تعامل كوبولا مع الموضوعات الرئيسة للقصة كان مخيباً للآمال فكرياً.

ولكن الفيلم حالياً يعد من أعظم الأفلام التي صنعت في تاريخ السينما.

الفيلم رشح لثمانية جوائز أوسكار في الدورة 52 للمهرجان، بينها أفضل مخرج «كوبولا»، وأفضل تصوير، وأفضل ممثل مساعد «دوفال»، بينما لم يفز سوى بجائزتي أفضل تصوير وأفضل صوت.

وصنف العمل ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما في غالبية الاستفتاءات التي أجريت، واختير للحفظ في مكتبة الكونغرس لتميزه الثقافي والتاريخي والجمالي.

بداية غير مبشرة

لم يكتف فرانسيس فورد كوبولا بالإخراج، وساهم في كتابة السيناريو والحوار مع مايكل هير وجون ميليوس نقلاً عن رواية أمريكية لجوزيف كونراد بعنوان وشارك في بطولة الفيلم مارلون براندو، مارتن شين، روبرت دوفال، فريدريك فورست، ألبرت هول، بينما قام بالتصوير فيتوريو ستورارو.

وبقدر ما حققه «نهاية العالم الآن» من جوائز ومكانة خلدت أسماء صانعيه، بقدر ما كانت البدايات لا تبشر بالخير أو النهايات السعيدة، ومن بينها الإعصار الشديد الذي اجتاح موقع التصوير الرئيسي في الفلبين «فيتنام»، ما أدى إلى تدمير البلاتوهات بالكامل وخسارة ملايين الدولارات، الأمر الذي أدى إلى إطالة فترة التصوير ومضاعفة تكاليف إنتاج الفيلم 3 أضعاف.

يروي الفيلم عبر 153 دقيقة قصة رحلة عبر النهر من جنوب فيتنام إلى كمبوديا يقوم بها الكابتن بنيامين ويلارد «شين» الذي يضطلع بمهمة سرية لاغتيال الكولونيل كورتز «مارلون براندو» الذي اتهمه رؤساؤه بالجنون ونفذ عدة عمليات قتل وإبادة وحشية.

مخرج الطوارئ

الترشيح الأول للإخراج كان للمخرج الكبير جورج لوكاس، بينما اكتفى فرانسيس كوبولا في البداية بالإنتاج، لكن لوكاس اعتذر، فاضطلع فرانسيس كوبولا بالإخراج أيضاً.

ورغم أن التقدير المبدئي للتصوير كان لا يتعدى 5 أشهر، إلا أن المصاعب التي واجهت فريق العمل جعلته يمتد إلى أكثر من عام، إلى جانب إصابة الممثل مارتن شين بأزمة قلبية أثناء التصوير.

إضافة إلى ذلك، توسع المخرج في تصوير العديد من المشاهد، واضطر إلى إضاعة وقت طويل في اختصار الفيلم، حتى إن نسخة جديدة من الفيلم صدرت حديثاً تحوي على أكثر من 50 دقيقة من المشاهد لم تكن موجودة في النسخة السابقة منه.

شعار رائج

الغريب أن كاتب السيناريو ميليوس كتب عن حرب لم يشاهدها وجيش لم يلتحق به أبداً، بعد أن رفض الجيش الأمريكي انضمامه له بسبب إصابته بالربو، فاضطر إلى تغيير مستقبله، والاتجاه لدراسة السينما وهناك زامل المخرج لوكاس، واختمرت فكرة تحويل Heart of Darkness أو قلب الظلام” إلى فيلم عن حرب فيتنام بعد أن تأثر ميليوس برأي أستاذه في المحاضرة الذي حث الطلاب على تحويل الرواية لعمل سينمائي.

واستلهم السيناريست عنوان الفيلم من شعار رائج للهيبي في كاليفورنيا وقتها Nirvana Now وهو مصطلح يجسد السعادة والمتعة القصوى، ليتحول من المتعة الآن إلى «نهاية العالم الآن»، ولم يذكر ذلك المصطلح على لسان أي من أبطال الفيلم، ولكنه كان مكتوباً على أسوار معسكر ويلارد في الفيلم.

في المقابل، فإن دور ويلارد عرض في البداية على النجم ستيف ماكوين، لكنه رفضه لأنه لا يريد التصوير في الغابة، وتناوب على الترشيحات كل من آل باتشينو، جيمس كين، جاك نيكولسون، وأخيراً هارفي كيتل، لكن المخرج طرده بعد 6 أسابيع من التصوير لأنه لم يقتنع بأدائه، واستدعى بدلاً منه مارتن شين.

مقامرة شديدة

وأقدم المخرج والمنتج كوبولا على مقامرة شديدة الخطورة كادت تعرضه للإفلاس بعد أن استثمر أكثر من 30 مليون دولار في إنتاج الفيلم لتحقيق رؤيته، واضطر لبيع منزله، ومصنعاً كان يمتلكه، ويقترض من البنوك، وتفاقمت أزمته بعد أن اكتشف أن فائدة القرض ارتفعت من 7% إلى 29% عند اكتمال الفيلم، ما ضاعف من التكلفة والديون.

وبسبب الضغوط العديدة التي تعرض لها كوبولا، أصيب بنوبة صرع أثناء التصوير، وهدد بالانتحار 3 مرات.

وشهد الفيلم أيضاً الظهور الأول للمثل هاريسون فورد في دور بسيط، قبل أن يصعد للنجومية بعد ذلك.

الطريف أن المؤلف أراد تصوير الفيلم في فيتنام أثناء اندلاع الحرب، ولكن لوكاس رفض واختار التصوير في أدغال الفلبين القريبة في الطبيعة والأجواء من فيتنام.

وعندما طلب لوكاس المساعدة من البنتاغون لإمداده بمعدات حربية وطائرات هيليوكوبتر، رفض الوزير وقتها دونالد رامسفيلد لأن الفيلم يناهض الدور الأمريكي في الحرب.

إلى الأعلى