والدنا.. تجربة شخصية للمخرج ومشاعر ومخاوف يسترها الصمت

متابعة بتجـــــــــــــرد: تشارك إيطاليا بفيلم PADRENOSTRO أو والدنا، في مهرجان فينسيا السينمائي وتنافس به على جوائز الأسد الذهبي.

ويحكي الفيلم قصة الصبي فاليريو (10 سنوات) الذي يمتلك مخيلة خصبة، ويعيش أيامه هادئاً مع والديه في روما في عام 1976. ولكن حياته كطفل تنقلب رأساً على عقب، عندما يشاهد مع أمه جينا تعرُّض والده ألفونسو لهجوم إرهابي.

من تلك اللحظة فصاعداً، يدخل الخوف والقلق والتوتر والحساسية عالم الأسرة ويترك تأثيرها على نفسيات ومشاعر أفرادها.

وفي تلك الأيام الصعبة تحديداً، يتعرف فاليريو على كريستيان، وهو صبي لا يكبره كثيراً، ورغم أنه أناني ووقح ومتمرد، ويبدو كأنه جاء من مكان مجهول، في صيف مليء بالاكتشافات، سيغير حياتهم إلى الأبد.

الفيلم من إخراج كلوديو نوسي الذي شارك في كتابة السيناريو مع إنريكو أودينينو، ويشارك في البطولة كل من ماتيا جاراسي، بربارا رونشي، فرانشيسكو كوليلا، أنتونيو جيراردي، بيرفرانسيسكو فافينو.

يقول المخرج كلوديو إن البطل يجسد بشخصيته القوية والمغناطيسية والبطولية نموذجاً أصلياً لجيل كامل من الرجال الذين كان يُنظر إلى مشاعرهم على أنها ضعف فقط لا بد من التستر عليه بالصمت.

وعندما وقع الهجوم على والدي في ديسمبر من عام 1976، كان عمري سنة ونصف سنة فقط، شعرت أيامها بالخوف، ولكني لم أفهم أن الألم والقلق سيظل ساكناً بداخلي لفترة طويلة.

لم أخبره أبداً بذلك، كتبت ذلك الخطاب لوالدي مترسماً ومطارداً خطوط وملامح جيل خفي غير مرئي من الأطفال يعيش في ظل الكبار، لم يكن الأمر سهلاً.

كان تحدياً كبيراً لي كمخرج وكرجل وإنسان أن أحول تجربتي الشخصية ومعاناتي إلى عمل درامي، صنعته وفي مخيلتي مقولة ولفغانغ أماديوس موتسارت «بعد الله، يأتي الأب».

المخرج كلوديو نوسي (45 سنة) يمارس كتابة السيناريو بجانب الإخراج.

فاز بجائزة ديفيد دي دوناتيللو لأفضل فيلم قصير في عام 2005، وهذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها في مهرجان فينيسيا، إذ شارك في الدورة الـ66 بفيلمه «صباح الخير يا أمان».

كما شارك بفيلمه الثاني «ثلج في الغابة» في مهرجان روما السينمائي، عام 2014.