أخبار عاجلة
الإبهار الدرامي أولى من حقائق التاريخ والمخرج البطل في Braveheart ينجو من مشنقة حقيقية

الإبهار الدرامي أولى من حقائق التاريخ والمخرج البطل في Braveheart ينجو من مشنقة حقيقية

متابعة بتجــــــــــــرد: يحظى فيلم Braveheart أو “قلب شجاع” بشعبية كبيرة، ومازال ضمن الأفلام الأكثر طلباً على منصات العرض الرقمية، ويعد من أبرز أفلام النجم المخضرم ميل جيبسون الذي تولى بطولته وإخراجه وشارك في إنتاجه أيضاً.

ويجسد الفيلم ملحمة وليام والاس الذي قاد المقاومة ضد الإنجليز المحتلين لاسكتلندا إبان حروب استقلالها، وحصد العديد من جوائز الأوسكار بجميع الفئات، إذ نال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وأفضل إخراج، أفضل مونتاج صوتي، أفضل تصوير سينمائي، وأفضل مكياج وتصفيف شعر.

وتخطت إيرادات الفيلم الذي عرض في عام 1995 مبلغ 138 مليون دولار، وشارك في بطولته النجمة الفرنسية صوفي مارسو، باتريك مكجوهان، وجيمس روبنسون.

الغريب أن ميل جيبسون رفض في البداية أن يلعب دور البطولة، وكان يرى أنه كبير في السن لا يصلح له، ولكن شركة بارامونت أصرت على أنها لن تنتج الفيلم من دونه، كما أصرت على أن يخرج الفيلم لتستفيد من شعبيته ونجوميته، رغم ماضيه المتواضع في الإخراج قبلها والذي كان لا يتعدى أحد الأفلام القصيرة فقط.

مفارقات

وواتت فكرة الفيلم كاتب السيناريو راندال والاس أثناء إجازة في أدنبرة، بعد أن شاهد تمثال ويليام والاس وروبرت ذا بروس وسأل المرشد السياحي عنهما، وعلى الفور لمعت فكرة كتابة فيلم عنهما في رأس الكاتب، والمفارقة أنها كانت العمل الأول له أيضاً، وكان قبل ذلك معلم فنون قتالية ومؤلف أغانٍ ومطرباً أحياناً.

وبالنسبة للسيناريو، اهتم المؤلف والاس بالأساس بالجانب الدرامي حتى لو جاء على حساب الدقة التاريخية واعترف هو بذلك، وطالب بالنظر للفيلم كعمل درامي لا توثيق تاريخي.

الحقيقة أن لقب القلب الشجاع كان يطلق على روبرت ذا بروس لا ويليام والاس.

وفي الفيلم ظهر والاس كفلاح، ولكنه في الحقيقة كان أحد أبناء ملاك الأراضي.

ويرفض الكثير من الاسكتلنديين اعتبار روبرت ذا بروس خائناً لوالاس، لأنهم ينظرون إليه كبطل قومي مثل والاس.

دوافع درامية

وقال ميل جيبسون في حوار مع صحيفة ديلي ميل في عام 2009 إنهم اضطروا إلى تغيير التوازن بين البطلين لدوافع درامية حتى يكون هناك شرير مقابل البطل!

في السياق نفسه، يؤكد المؤرخ شارون كروسا، أن المحاربين الاسكتلنديين لم يكونوا يرتدون التنانير الاسكتلندية الشهيرة في القرن الـ13 أو الـ14، ويشبه ذلك بأن تصور فيلماً عن الحروب مع الهنود الحمر في أمريكا، يظهر فيه الرجال مرتدين بدلاً من القرن الـ20!

كذلك اقتبست عبارة «كل الرجال يموتون، ولكن بعضهم لا يعيشون» من قصيدة للشاعر الأمريكي ويليام روس في القرن الـ19، وليس لها علاقة بوالاس الاسكتلندي.

كما جاءت العبارة الشهيرة «يمكن أن تأخذوا حياتنا، ولكنكم لن تأخذوا أبداً حريتنا» من بنات أفكار كاتب السيناريو راندال والاس.

من جانبه، أقر ميل جيبسون أنه في إخراجه للفيلم تأثر بأعمال درامية مثل سبارتاكوس، وعمل على إخراج الفيلم بالترتيب، بحيث بدأ العمل بأول لقطة فيه وهكذا، واقتبس أسلوب المعارك من جورج ميلر مخرج فيلم «ماد ماكس».

تجربة أولى

الغريب أن جيمس روبنسون الذي لعب دور والاس وهو صغير كان الفيلم التجربة الدرامية الأولى له، فلم يسبق له التمثيل في أي فيلم أو مسلسل قبل «قلب شجاع».

وشارك دونال جيبسون شقيق ميل جيبسون في الفيلم في دور قائد أحد العشائر التي تنضم إلى ويليام والاس.

وتأثر الفيلم بشكسبير وخاصة في خطبة وصيحة والاس الشهيرة Freedom أو «الحرية» التي استوحاها من خطبة الملك هنري في مسرحية شكسبير الشهيرة هنري الخامس.

واستعان جيبسون بجنود احتياط من الجيش الأيرلندي في مشاهد المعارك. ولتوفير النفقات، لعبت نفس المجموعة من الجنود دور كل من القوات الاسكتلندية والإنجليزية مع تغيير الثياب وتغيير زوايا التصوير من قبل جيبسون.

وصور كل الفيلم تقريباً في أيرلندا فيما عدا مشاهد قليلة تجسد قرية ويليام والاس وصورت في منطقة جلين نيفيس.

فيما صورت مشاهد معركة جسر ستيرلنغ الشهير على مدار 6 أسابيع ولكن فوق جسر كورا في كونتي كيلدار المهجور.

ولم تكن معظم الخيول المشاركة في مشاهد المعارك حقيقية، وبعد التصوير تعرض جيبسون للتحقيق من قبل منظمة رعاية الحيوانات التي كانت مقتنعة بأن الخيول المستخدمة كانت حقيقية.

طرائف

من جانب آخر، شارك 40 من أحفاد والاس الحقيقيين في مشاهد المعارك وكانوا يصطفون من حوله في بداية أي مشهد، وتقاضى كل منهم 300 دولار أسبوعياً، واستغرق التصوير 14 ساعة يومياً في المتوسط.

والطريف أن بعض المجاميع كانوا ينسون التخلي عن ساعاتهم أو نظاراتهم مما استدعى إعادة تصوير أكثر من مشهد.

وبعد تفكيك الديكور وانتهاء التصوير، بقي موقف السيارات الذي بناه صناع الفيلم، ومازال يعر ف حتى الآن باسم موقف سيارات القلب الشجاع.

والطريف أن ميل جيبسون كاد يشنق نفسه بالخطأ أثناء تصوير مشهد إعدام والاس لولا أن أنقذه طاقم التصوير بسرعة وقطعوا حبل المشنقة.

إلى الأعلى